الحلقة الخامسة عشر🦋

Start from the beginning
                                    

طرحت صباح سؤالا:

- ليه مش قادرة تسامحي جُلنار، رغم إنها كانت سبب من أسباب إنكِ تكوني مع عاصي؟

عادت زينة بذاكرتها لعدة أمُور، ثم قالت بنبرة مختنقة:

- علشان ساعتها كنت راضية باللي ماما فيه، كنت بقُول، كفاية عليا جُلنار، كفاية إنها بتهتم بيا وبتعاملني كأني بنتها، بس رغم كده أنا مكنتش بنتها، وفي الأخر .. قلبي أتكسر لما قالت اللي قالتهُ، لما لقيت بجد إن القلم كان منها أشد وأوجع بكتير من اي حد تاني...

- مستنية منها إيه علشان تسامحكِ؟

ضمت شفتيها باختناق: مستنية حُضن منها، من أول ما أتقابلنا واللي بينا مسافات.. عارفة إنها خايفة من ردة فعلي، بس أنا اللي متأكدة إني هنهار جوا حضنها، اللي كنت بجري عليه وقت ما يجيلي كابوس..

***

وضعت زهرة كوبان من الشاي، وجلست جُوار وليد الذي تفاجأ من قدومها وجلوسها بجانبهُ، كانت ترغب بالحديث معهُ والاعتذار عن عدة أمُور، ولكنها تبقت صامتة، حتى نظَر إليها يقُول:

- كُنتِ عايزة تقولي حاجة؟

أومأت وهي تضم شفتيها:

- هي ليه زينة ماكنتش موجودة في حياتكم قبل سفر وبعد سفر عاصي؟

أستدار ينظُر للجهة الاخُرى وعينيه تضيق على نسيم الهواء الهاديءِ، فقال وهو ينظُر بهدوء:

- حصل إن ماما قالت كلام ليها مش كويس، خلاها تبعد عننا..

- ممكن أعرفه؟

نظر إليها باستغراب: مهتمة ليه؟

مالت نحوهُ تقول: لما هي جَّت عندنا هنا، أضايقت إني فعلا ما أديتش فرصة إننا نكون صُحاب .. وآآه ساعتها كنت فاكرة علشان عاصي بس هي قالتلي لأ، وإنه عمرها ما كنت علشانهُ.

- ماما قالت إنها زي ما الناس بتقول حظ سيءِ وشؤم .. علشان خطوبة عاصي أتفركشت في اليوم اللي جت تقعد عندنا. وهي سمعتهُ.

قالت زهرة بصدمة:

- طنط جُلنار؟

- إيه مصدومة؟

تمتمت:

- مامتكَ كانت بتحبها!

تنهد وهو يضع يده على رأسهُ يقول:

- ماما غلطت علشان عاصي أتهان وأنا طبعًا كنت سبب في اللي حصل.. والنصيب إن زهرة كانت معدية من أوضة النوم تجيبلهم حاجة ... وسمعت اللي أتقال، علشان كده هي وأمي ملهمش كلام مع بعض...

فهمت زهرة كل الأحداث والعدائية التي كانت من زينة:

- زينة متوقعتش إن اللي يقول الكلام ده ماماتكَ!

زوجة العُمدة- الجزء الثاني.Where stories live. Discover now