الحلقة الثالثة🦋

Start from the beginning
                                    

إنتبه فهد إلى الكدمة البنفسجية على وجهه ابنهُ، فقال مستغربا:

-       مين اللي عمل في وشَّك كده؟

تنهد وليد غير مباليًا بالنظر إلى والدهُ يقول وعينيه على اناملهُ:

-       في حُمار أيدهُ كانت سرقاه ضربني!

قضم عاصي اللقمة بقسوة وهو ينظر إلى أخيه بغضب، نظر فهد إلى وليد ثم إلى عاصي والذي كان وجههُ لم يخلو من العصبية ..

-       بلاش شُغل العيال ده، انتو كبرتو .. مش كل ما تتخانقوا أيديكم تسرقوا على بعض!

ثم تابع وهو يوجههَ حديثهُ إلى عاصي:

-       زهرة كلمتك؟

تنهد وهو ينظر إلى والدهُ وهو يتحدث بنبرة مُهذبة:

-       أيون، هسافر القاهرة النهاردة علشان أزورها ونقعد سوا..

-       وكمان، أتكلم مع نوار على موضوع الجواز علشان تشوف طلباتهُ ..

قطب عاصي حاجبيه:

-       بس أنا مش عايز أتجوز دلوقتي! مش محتاج أتكلم عن أي حاجة.

أسند فهد ظهرهُ على المقعد يقول:

-       بقالكم سنة مخطوبين، طبيعي هتتكلم مع أبوها عن الجواز، ويعني إيه مش عايز تتجوز دلوقتي! عاصي أنتَ دخلت التلاتين، متعملش غلطتي لما أتجوزت في سن كبير!

-       أنا آسف يابابا، بس أنا محتاج فترة زيادة و ..

ضرب فهد كفه على المائدة بغضب:

-       يعني إيه فترة؟ هو أنتَ بنت علشان تخاف من الجواز؟ لو مش هتتكلم، أنا اللي هتكلم مع أبوها لما أسافر علشان الشغل..

-       ده جُوازي أنا .. أنا المفروض أتكلم مع عمي نوار ..وكمان أنا حاسس إني انا وزهرة محتاجين وقت زيادة ... وأرجوك أنا مش طالب حاجة غير وقت زيادة، كل اللي عايزهُ إني أخد على زهرة أكتر ..

تنهد وأرتاحت قسماتهُ فقال :

-       لما تتجوزها هتتعود عليها يا دكتور، زهرة بنت محترمة وكمان بتحبكَ.. ماتفكرش كتير ولما تسافر كلم نوار ..

ثم بدأ يتناول طعامهُ، لم يتحدث عاصي بالموضوع مرة أخُرى، فهو لم يرَ بأنه موضوع جيد أثناء تناولهم الطعام، خاصة بوجود زينة وأخيه ..

رفع بصرهُ إليها.. إنتبه لشرودها، ولكنهُ إنتبه بأنها لم تضع لقمة بفمها ..

فقط تقوم بتقطيع الخبز وتُمثّل بانها تضع أي شيءِ بفمها ..

لم يفهم لماذا تفعل ذلك؟ هل تعاني من مرض يمنعها من الأكل، أنشغل بها طوال فترة تناوله لطعامهُ مابين يُراقب وجهه الذي أزداد شحوبة وتعبها ..

زوجة العُمدة- الجزء الثاني.Where stories live. Discover now