-35-الرابع والثلاثون

24.8K 1.4K 142
                                    


#الرابع_والثلاثون
#عشق_مهدور
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رفع رأسها عن صدرهُ ينظر الى وجهها مُبتسمً على ذاك الحياء التى تحاول إخفاؤه وهى تضم شفتاها ببعض، رفع رأسه قليلًا وخطف قُبلة خاطفه، قائلًا بعبث مرح:
مالك يا جميلتِ وشك أحمر كده ليه،اللى حصل عادي وكان لازم يحصل من ليلة جوازنا بس أنا قولت الرومس بتدلع.

تبدلت نظرة الخجل التى كانت بعينيها الى نظرة ضيق وحاولت الإبتعاد عنه صامته.

ضحك آيسر وقبل أن تبتعد جذبها عليه،حاولت دفعه كي يتركها لكن ضمها آيسر قائلًا بصدق:
تعرفي إن رحلة ألمانيا اللى قابلتك فيها كنت هعتذر عنها وكنت إتفقت مع زميل ليا يبدل خط سير معايا،بس على آخر وقت هو حماته تعبت ودخلت المستشفى وإضطريت أنا أسافر ألمانيا.

-ليش كان بدك تعتذر أو تبدل مع زميلك؟.

تبسم آيسر مجاوبً بمرح:
مش عارف دايمًا كانت رحلات ألمانيا تقيله على قلبي،يمكن عشان بلد خِشنه...بحسها خاليه من الروح.

تنهدت روميساء تشعر بغصه قائله:
ألمانيا فعلًا بلد خاليه من روح الصخب لأنها بلد عمليه ما بتعترف بالمشاعر،متل التِرس بتعمل فقط بدون وقت راحه،فاكره لما سافرتها أنا وبابا بعد ما ماتت ماما
بابا كان زاهد بكل شئ حسيت إنه إختار ألمانيا مشان يحاول ينسى أو يطمس آنين قلبه عالماما،بابا وماما كان بينهم حُب غريب،ماما كانت مضيفة طيران وبابا مهندس طيران وأتقابلوا صدفة بعدها بابا أغرم بيها،وطلب يتجوزها أهلها رفضوا،بسبب إختلاف الديانات
ماما كانت "ميسحيه" وبابا مُسلم بس بابا إتحدي ميشانها وإتجوزوا فى البداية كان فى جفي بينه وبين عيلة الماما،بس مع الوقت قرب منهم وحبوه،عُمره ما حاول يضغط عالماما بالعكس كان بيوصلها لقُداس الأحد بنفسه،كمان الماما كانت دايمًا تقولي إنتِ مُسلمه،كانت تقرأ كُتب دينيه عشان تعلمني تعاليم الإسلام اللى إترسخت بعقلِ رغم إنها توفت وانا عندي حوالى تسع سنين،بابا متحملش يعيش هناك حتى بعد نهاية الحرب حسيت إختياره لـ ألمانيا كان جاي على هواه،بلد خاليه من الروح عاوز يوئد وجع قلبه وده اللى حصل إختصرت حياتنا عالدراسه والعمل وبس،بس ما بعرف ليش فجأة حسيته إتبدل وبقى يحس بملل حتى أحيانًا ما كان يخرج من السكن يفضل القرايه أو لعب الطاوله والشطرنج،أحيانًا كان بيلعب لوحده دايمًا كان يحاول إنى أتفتح شويه وأحضر مناسبات زى أعياد ميلاد زُملائى أو أخرج معاهم فى رحلات ترفيهيه،بس أنا ما كنت بهوا هديك المناسبات،حتى حفل الشركه اللى كان بالسفارة،ما كان بدي روح،هو ضغط عليا وافقت وقولت ساعه برجع،بس يومها قابلتك وإنت طبعًا وقح وطاردتني طول الحفل كل ما حاول إنتهز فرصه مشان فِل ألقاك قريب منى.

ضحك آيسر قائلًا بإيحاء:
فى البدايه فكرتك ألمانيه وقولت هتبقى بارده زيهم.

نظرت له وتسرعت بسؤاله:
وشو ليقتني.

عشق مهدورWhere stories live. Discover now