-32-الحادي والثلاثون

24.6K 1.4K 153
                                    


#الحادي_والثلاثون
#عشق_مهدور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بذاك المطعم
نظرت شُكران حولها إستغربت من أن المطعم خالى إلا من بعض العاملين اللذين يقفون بعيد عن طاولتهم ،عادت بنظرها نحو أسعد سائلة:
غريبه المطعم فاضي كده ليه مع إننا فى وقت غدا.

وضع يديه على الطاوله وإبتسم لها قائلًا:
مش غريبه ولا حاجه أنا حجزت المطعم لينا وبس.

توسعت عينيها بإندهاش قائله:
حجزت المطعم لينا!.

-أيوه مالك مستغربه كده ليه؟.

نظرت حولها ثم نظرت له وأجابته:
مش بس مستغربه، لاء مش مصدقه، بس أكيد فى سبب مهم.

تبسم أسعد وعيناه تتمعن ملامح شُكران، الهادئه والبسيطه والعفويه، كأنه يكتشف هدوء ورونق ملامحها لأول مره... كآن غيابها عن عيناه لسنوات قد زادها بهاءً ثم أجابها:
أعتقد مفيش سبب أقوي من إننا نتقابل ونتكلم مع بعض بعد السنين دى كلها.

نظرت له ببساطه:
عادى ما إحنا إتقابلنا إمبارح فى فرح آيسر،بس معرفش كلام أيه اللى عاوز تقوله.

نهض أسعد من مقعدهُ وجلس على المقعد المجاور لها مباشرة ومد يديه أمسك يديها ونظر الى عينيها قائلًا:
شُكران إنتِ لازم ترجعي لي ولبيتك من تاني.

لم تندهش شُكران من طلب أسعد لكن إندهشت وهى تنظر لـ يديه اللتان تحتضن يديها،كذالك نبرته الهادئه وربما الواثقه،لم يخيب توقعها حول سبب طلب أسعد لقائها،رغم ذلك شعرت بإستهزاء أخفته عن عمد سألته:
أرجعلك
أرجع لبيتنا،فين بيتِ ده يا أسعد؟.

ضم يديها أقوى قليلًا وأجابها ببساطه:
بيتك،السرايا اللى فى البلد.

كما توقعت ردهُ التى إستهزأت به قائله:
السرايا اللى جبت لى فيها ضُره قبل كده، ولا السرايا اللى حضنت فيها آلمِ ووجعي على ولادي اللى كنت بتتعمد تبعدهم عني، ولا السرايا اللى حضنت فيها ضنا قلبِ على فُراق "سامر"
سامر اللى ضاع لما بعد عن حضني وقرب منك، بهرت عينيه زهوة مجتمع غير اللى كان عايش فيه،مجتمع فيه إغراء للشخص الضعيف كل المُتع مُتاحه، إنت كنت عارف بحقيقة سامر، ومحاولتش تساعده وترشده أنه يرجع للطريق القويم.

ذُهل أسعد من رد شُكران،حاول مقاطعتها يُدافع عن نفسه:
أنا معرفتش بحقيقة سامر غير فى الشهور الأخيره وحاولت معاه وقولت له يروح لدكتور نفساني.

تهكمت شُكران ببسمة وجع قلب قائله بإستهزاء:
نصحته بدكتور نفساني،لاء فعلًا كُنت بتساعده، وآيسر وآصف كمان لما حرمتني منهم بحجة إن المدرسه العسكريه هتطلع منهم رجاله شُداد،على إعتبار إني كنت بدلع فيهم،آصف اللى دمرت قلبه وإنت عارف إن سهيله كانت بريئه كل اللى عملته أنها كانت بدافع عن برائتها،كتر خيرها حافظت على سر سامر،كنت زى البارود بتشعلل عقل آصف لحد مبقى عنده رغبة فى الإنتقام منها،كنت بتأججها فى قلبه،إنت كنت عارف إن آصف بيحب سهيله،أكيد الصور اللى الخدامه اللى كانت موجوده فى السرايا ، كانت مزروعه ولائها لـ شهيره تنقل لها أخبار السرايا واللى فيها،وعلى رأسهم آصف اللى كان شاغل دماغها طبعًا إبنك الكبير وخايفه يحِل محلك وياخد مكانك فى كل شئ
آصف اللى بسببك عايش قلبه موجوع بسبب تحريضك له، مُتأكده لو كان قبل إتهام سهيله فى قتل سامر عمرك ما كنت هتوافق إنه يتجوزها،كان فى دماغك له جوازة بشكل تانى طبعًا بنت شخصية معروفه وراقيه،بس آصف بالنسبه لك فى الفترة دى وسيلة إنتقام من سهيله كنت عاوزها تخرس عشان حقيقة سامر متنكشفش وتهتز صورتك وتخسر مكانتك العاليه والأخلاق الفضيله قدام المُجتمع، همك الناس ورأيهم فيك حتى لو على حساب ولادك، آصف اللى عايش هو ومراته تحت سقف واحد و بيتقرب منها خِلثه، عشان خايف يشوف خوفها ونفورها منه فى عينيها، حتى آيسر كمان يمكن كان أقل واحد إختار الطيران بيتنقل من بلد للتانيه بيقابل ناس مختلفه لحد ربنا ما بعت له روميساء حبها وحب يكمل معاها بقية حياته، فاكره لما آيسر قالك إنه غاوى يدخل كلية الطيران، كنت عاوزه يدخل طيران حربي، طبعًا عشان يبقى له مكانه فى الجيش بس هو قالك هو غاوي طيران مدني مش حابب يبقى مُقاتل، بصعوبه وافقت قولت أما يبقى طيار، أهو هيبقى وجاهه برضوا، مش زى آصف اللى لما قدم استقالته من القضاء، بدل ما كُنت تستوعب حالته النفسيه وقتها خارج من جواز حكمت عليه بالفشل من قبل ما يبتدي مجرد إنتقام وأما ينتهى مش خسران حاجه بالعكس خد مزاجه منها وكمان هدم كيانها عادي عندك،مش جديده عليك
زمان لما أهلي وافقوا إنى اتجوزك على ضُرة كنت صغيره قالولى لا بتهش ولا بتنش مش هيبقى غيرك له أهميه عنده،بس كان جوايا خوف دايمًا إني زي ما جرحت قلب غيري مش بعيد يتكرر معايا نفس الشئ وربنا مخيبش ظني،بل أسوأ،أنا كنت بشفق على مراتك فى رقدتها ومرضها،إنت إتسببت لى فى المرض لما مقدرتش قيمتِ،كان كل اللى بيميزني عندك هو إنى أم الولاد "الصبيان"وبس،حياتك كنت مكيفه مع شهيرة وهج لامع مش زيي،ست بيت وبس،أخرها اول الليل تنكفي على سريرها محسورة فى قلبها،زمان فكرت بعد ما قولت لى هتجوز شهيره،فكرت أنفصل وأجمع ولادي فى حضني وأعيش بيهم،بس إتراجعت عشان مصلحتهم وقتها،مش عاوزهم يحسوا بنقص وهما كان ممكن يعيشوا فى رفاهيه أفضل،قولت أستحمل وعشت معاك عشانهم،عارف يا أسعد أسوأ شعور إنك تحس إنك مجرد حتة ديكور بتكمل الصورة العامه، وأنا كنت فى حياتك ديكور"أم الصبيان"، بس تعرف يا أسعد لو الزمن رجع بيا تاني،كنت أختارت الإنفصال وخدت ولادي وعشت بهم فى عِشه وكملوا عشاهم نوم،يمكن مكنتش خسرت سامر ولا مشي فى طريق نهايته الدمار،وكمان آصف مكنش إتعذب قدامي وأنا مش عارفه أعمل أيه عشان أرجع اشوف لمعة الفرحه فى عينيه وهو شايف الوحيدة اللى بينبض بيها ،ويكون بينهم وفاق وحب حقيقي،بس يا خسارة خدت القرار متأخر،لما خيرتني قدام آصف يمكن وقتها مش هقول كان إختياري له عشان عارفه إنه محتاج لى،كمان كان فى سبب تاني،إنى زهقت من إني أكون مجرد زوجة بتتعطف عليها لما بتزورها،أنا قلبي ارتاح لما نفيتك من حياتي،عارفه هتقولى إني لسه على ذمتك،بس هقولك مش فارق معايا ما أنا قبل كده برضوا كنت على ذمتك وماليش وجود فى حياتك،حتى النهارده إنت مش عاوزني أرجعلك عشانِ،إنت عاوز آصف نجاحه زايغ فى عينيك،بس للآسف النجاح ده إنت مالكش فضل فيه،آصف حلف لى عالمُصحف إنه عمره ما هيدافع عن شخص عنده ذرة شك فى برائته.

عشق مهدورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن