-28-السابع والعشرون

Start from the beginning
                                    

بغرفة آصف أستيقظ من نومه على رنين هاتفهُ،فتح عينيه بإنزعاج كان يود أن يظل نائمًا مع من كانت بسمتها تُرافق أحلامه، سنوات البُعد كان قاسيه، لكن الأقسى مثلها أيام هى قريبه منه ويخشي أن يذهب إليها طالبًا الصَفح، ليست جدتها هى المانع، يعلم جيدًا هى من تضع سياج بأشواك بينهم، لو برغبته لسار على تلك الأشواك ووصل إليها، بأرجُل داميه، لكن حتى لو فعل ذلك سيجد الصد، طريقهُ مازال فى المهد وعليه التروي.

مازال رنين الهاتف مُستمر، إنتبه له وقام بالرد يسمع مُزاح إبراهيم:
شكلِ صحيتك من حلم جميل، أوه نسيت أقولك صباح الخير، يا سيادة الأڤوكاتو، بفكرك عندك قضية مهمه النهاردة.

زفر نفسه بضيق قائلًا:
مُزعج، أنا عارف إن عندى قضيه ومش محتاج تفكرني، كلها ساعتين وأكون فى المحكمه،سلام.

أغلق الهاتف وتركه جوارهُ فوق الفراش وعاود التمدد فوق الفراش ينظر الى سقف الغرفه يتنهد بإشتياق يجتاحه وبداخله أمنيه أن يصحوا ويجدها جواره بالفراش تُلقي عليه الصباح مصحوب ببسمتها ودلالها حين كانت تتعمد التأخير فى لقائتهم بالبحيرة،ود أن يُخبرها أنه لولا ما حدث لكانت أول ليلة زواج لهم كان سيقضيها معها بمنزل إشتراه بتلك البحيرة خصيصًا لتلك الليله كان سيهيم بها عشقًا،لكن تملك منه شيطان سفك كل تلك الأماني وأضاعها خلف قصاص قاسي بلا ذنب،ذم نفسه على دقائق إفترسها بشكل ليس حيوانى ،فالحيوان يرفق برفيقته،هو لم يرفق ولم يفق من ذاك الغضب إلا حين رأي دمائها،حتى لمسة يدها حرم نفسه منها من الشعور بها،ندم ليس كافي لذاك العذاب الذى يعيشه بإقترابها ونظرة الخوف بعينيها،قُبلة وعِناق أمس كانا مثل نسمة دافئه،خشي أن يعود الصقيع لقلبه حين تفيق من المفاجأة ويرا بعينيها الرهبه،ثوران يشعر به يهدر بقلبه،أخرجه من ذلك صوت طرق على باب غرفته وخلفه صوت صفوانه أن الفطور أصبح جاهزًا،أزاح دثار الفراش ونهض سريعًا بداخله أمنيه أن يرا سهيله خِلثه قبل أن يُغادر.

سأم وجهه حين خرج من باب غرفته ونظر نحو باب غرفة سهيله كان مُغلقًا،أيُعقل أن جدتها مازالت نائمه،لا هى تستيقظ فى العادة باكرًا،سُرعان ما لعبت به الظنون ،هل يُعقل أن تكون سهيله أخبرت جدتها بتلك القُبلة وتضايقت منه وأخذت سهيله وغادرت الشقه،لا بالتأكيد...سار بخطوات رتيبه تتلاعب بقلبه الظنون، الى أن وصل الى غرفة السفرة تنهد براحه حين وجد سهيله تجلس هى ووالدته خلف طاولة الطعام نظرت له شُكران ببسمة حنونه قائله:
صباح الخير يا آصف.

تبسم لها آصف وإقترب منها وإنحني يُقبل رأسها، عيناه تنظر الى سهيله قائلًا:
صباح الخير ياماما.

تبسمت له شُكران بمودة قائله:
يلا أقعد إفطر.

جذب آصف المقعد الذى جوار سهيله ورمقها بنظرة مُبتسمًا قائلًا:
صباح الخير يا سهيله.
بداخله ود طبع قُبله على وجنتها يخصها بقول"حبيبتي" دون خجل من وجود والدته لكن يخشي رد فعلها.

عشق مهدورWhere stories live. Discover now