البارت السادس عشر

66 9 0
                                    

لا بأس، لقد اعتدت الألم
_. _. _. _. _. _.. _. _

لم يجافني النوم، ليس هذا موعد نومي لذا كنت أتمشى في البيت كالخفاش، تارة أبحث عما آكله، تارة أراقب السقيفة، أشعر بالملل.
دخلت إلى غرفتي حيث ميرا نائمة، حاولت التحرك على أطراف أصابعي خشية إيقاظها، اتجهت إلى حقيبتي و مدت يدي في داخلها بتردد، بحثت عن تلك السيجار، أريد إلقائها في القمامة، و ما إن عثرت عليها حتى إلتقطها و خرجت، سأتجه إلى المطبخ و القيها في سلة القمامة.
......
الهواء في الشرفة بارد، السماء صافية، ابتلعت ريقي و أنا أنظر إلى السيجارة في يدي، أقلبها بين أصابعي، هل أنا أُبالغ؟ أي.. ربما تعلق إسحاق بي شيء طبيعي في حالته، في ظل كل ما مر به، ربما هو لا شيء أكثر من إرتياح مريض لمعالجته النفسية، أغلقت عيناي ، يجب أن أتوقف عن التفكير به، لماذا لا استطيع التوقف عن ذلك! لماذا يشغل ذلك الحيز الكبير من تفكيري، من مشاعري.
أنا أبالغ ، أنا ابالغ.
كدت القي السيجارة من الشرفة ولكن تباً، إنتهى بي الأمر أعيدها إلى مكانها في حقيبتي.
......
لا أذكر متى نمت ولكن حين فتحت عيناي لم تكن ميرا بجانبي، أظنها غادرت.
نهضت عن مكاني بتكاسل، تأملت الغرفة حولي لبعض الوقت، لقد اشتقت إليها،. أخذت نفساً وحين نظرت إلى الساعة كانت 1:00 م، على الأرجح رسلان ليس هنا.
خرجت من الغرفة و اتجهت إلى حيث سمعت صوت نور، كانت وحدها في غرفة الجلوس تتحدث في الهاتف، ابتسمت حين رأتني فبادلتها الابتسامة و جلست بجانبها، وضعت رأسي على كتفها و اردت البقاء هكذا إلى الأبد.
- حسناً لا تتأخر.
أغلقت الخط و قالت
- صباح الخير...هل نمت جيداً؟
- أجل.
صمتْ للحظات ثم سألتها
- ميرا رحلت؟
- أجل.
- و عائشة؟
- تذاكر في غرفتها، هل أنتي جائعة؟ هل أحضر لك الإفطار؟
حركت رأسي نافية و عانقتها قائلة
- لا ،فقط ابقي معي قليلاً.
ربتت على كتفي و سألت
- ماذا بك؟
نظرت إليها، ابتسمت و أجبتها
- أشتقت إلى شقيقتي.
بادلتني الابتسامة ثم قالت
- أجل أعرف،. ماذا يوجد غير ذلك؟ ما الذي يؤرقك؟
- لا شيء.
ضيقت عينيها ، أعلم أنها تشعر بي، حدسها لا يخيب.
- بيان، إن كان هناك شيء ما يمكنك إخباري، أنا دائماً هنا لأجلك، دائماً سأدعمك.
قبلت خدها و نهضت قبلما تلحظ إرتجاف يداي و قُلت
- اعرف.
إتجهت إلى الحمام فسمعتها تقول بصوت مرتفع
- عثمان طلب يدك من رسلان.
تسمرت في مكاني إلتفت لها و قُلت بصدمة
- اتمزحين؟
حركت رأسها نافية، ضحكت ساخرة و قُلت
- الم يلحظ تجاهلي له طوال الوقت؟ الم يلحظ عدم قبولي لوجوده في المكان!
- ظنك خجولة.
- انا! خجولة؟!
قلبت عيناي و قُلت وانا أغلق باب الحمام
- هذا ما كان ينقصني أقسم.
سمعت إقتراب نور حتى وقفت أمام الحمام و سألتني
- إذاً... هل انتي رافضة؟
فتحت الباب بعنف و قُلت
- بالتأكيد انا رافضة، هل أذهب و أخبره هذا في وجهه؟ لربما يظنني أرفضه خجلاً منه!
-حسناً إسمعي ، ربما لو تحدثتما بجدية في الأمر و..
قاطعتها
- نور، حبيبتي، ذلك الأمر، لن يحدث.
استأذنتها و أغلقت باب الحمام، غسلت وجهي بماء بارد عدة مرات، يطلبني من رسلان! أهو يمزح؟!

خارج نطاق الخدمة | Out Of Order Where stories live. Discover now