البارت الرابع

77 10 1
                                    

بعض الأشياء يجب ان تبقى على سوءها كي لا تزداد سوءاً

؁؁؁؁؁

لا أعلم ما الذي رأيته و حقاً لا أسعى، كما انني لا أعرف كيف حملتني اقدامي على النهوض بسرعة لرفع الستار!
ولكن ما إن اقتحم ضوء النهار الغرفة حتى تلاشى كل شيء كنت أراه في الظلام.
الكهرباء مقطوعة عن الحي بأكمله و حقاً أحمد الله أن ذلك حدث في النهار، لو كان ذلك الموقف حدث لي في المساء ما كنت لأبقى في البيت وحدي ولو لدقيقة!
لم أنم إلا ساعة واحدة لذلك فقد ذهبت الى المطبخ بحثاً عن المنوم خاصتي و بينما أبحث بين اغراضي دق الهاتف بيدي، نظرت الى رقم المتصل فكانت نورسين.
نسيت مهاتفتها عند عودتي و حتماً لن يمر هذا مرور الكرام، ضغطت على زر الاجابة و قلت بعدما وضعت الهاتف على أذني
  - مرحباً
  - بيان، اين انت! لقد قلقت عليك كثيراً،. الم ترِ كم مرة أتصلت بك؟؟!
  كان صوتها قلقاً ، أغلقت عيناي بأسى ثم أجبتها
  - انا آسفة حقاً، كنت متعبة و نسيت مهاتفتك فور عودتي.
  تنهدت و صمتت للحظات قليلة قبل أن تسأل مجدداً
  - هل انتي بخير؟
  - اجل اجل، كل شيء على ما يرام
  اسندت الهاتف بكتفي و تابعت البحث في خزانة الأدوية بالمطبخ،. انا أذكر انني وضعت العلبة هنا!
  - كيف كان يومك الأول؟
  سئمت ذلك السؤال حقاً ، ابتسمت و اجبتها
  - جيد
  - و كيف كان عُدي؟
  رفعت حاجباي بدهشة، حفظت اسمه من ذكري له مرة واحدة!
  - يلقي عليك التحية
  - حقاً؟
  - لا
  -بيان لا تكوني سخيفة هكذا
ضحكت و أجبتها
  - نورسين، حبيبتي،. لا اسعى للزواج صدقيني ازيحي تلك الفكرة عن بالك،و حتى إن اردت فبالتأكيد لن يكون عُدي.
  - و لمَ هذا؟
  أهو يقرب لها؟ لا حقاً،أهو قريبها؟! تدافع عنه بإستماتة من دون ان تراه حتى!
  -ليس من نوعي المفضل.
وجدتها! أخيراً.
  - و ما هو نوعك يا ترى؟
  - صدقيني لا أعرف ولا اريد ان اعرف، ليس هذا ما جئت لأجله.
  - حسناً حسناً لا تتذمري كالأطفال هكذا،. كان سؤلاً فحسب.
   ابتلعت المنوم  و قلت بعدما وضعت كأس الماء على الرخام
  - على كل، كيف عائشة و رسلان؟
  - بخير،. عائشة في المدرسة و رسلان لازال في العمل
  - ابلغيهم سلامي
  - سأفعل.
  عم الصمت للحظات قليلة فحقاً لا أملك ما اقوله،. انا اريد ان انام
  - كي لا اطيل عليك،. اذهبي لترتاحي قليلاً
  - حســ
  سقطت بطارية الهاتف و أغلقت الهاتف،. يا الهي ستظن نور بأنني تحمست لأنهي المكالمة معها،. حسناً ستكون محقة في تفكريها ولكن ما كنت لأفعل بها ذلك!
انحنيت لألتقط البطارية من على الأرض و قمت بوضعها في الهاتف، ذهبت لأبحث عن اللاصق ريثما أجد حلاً لغطاء الهاتف الذي اختفى!
بعد ما يقارب النصف ساعة كان مفعول الحبة قد بدأ لذا ذهبت الى غرفتي و تركت الستار مرفوعاً ليدخل ضوء النهار الغرفة، دعوت الله من كل قلبي الا تأتيني تلك الكوابيس مجدداً، فحقاً في كل مرة أرى بها ما حدث أشعر و كأنني أعود بالزمن الى الخلف لأخوض تلك التجربة مجدداً، فبدلاً من ان اجرب شعور فقدان والداي مرة انا اجرب ذلك الشعور عشرات المرات،. مراراً و تكراراً استيقظ من نومي فزعة، ابكي بحثاً عنهما،لا اريد ان اشعر بهذا مجدداً، لأنه مؤلم.

خارج نطاق الخدمة | Out Of Order Where stories live. Discover now