بريقُ مهج!.

11 1 24
                                    

كهلٌ عنيد عنيف ، ذا ناصية كحلاء كما لو أن حلكة خطاياه صبغت شعره ، جُرجر إلى الزنزانة مغرماً ، فتلك العضلات المفتولة التي تحت دروع رجال جيمان الأشداء لا تعرف المزاح! ، شعر بناقوس خطرٍ يتغنى في رأسه ، فلم يكن له أي سبيل ليعرب عن قلقه سوى تنفسه السريع ، جاثٍ على ركبتيه ، جسده يعلو ويهبط شهيقاً وزفيراً ، عزل سكان قصر ألفريون ، ووضعوا تحت المراقبة جميعاً ، ألقي ألفريون في الزنزانة ، ذلك الرجل الذي كان بصدد نيل القمة كما يزعم. جلس ساكناً ، و ملامحه مصدومة واجمة ، بدا كالمجنون عندما بدأ الهذيان قائلاً:
- ويحِي ، ويحِيّ .. ما كان عليّ أن أبتغي أكثر مما لدي ، منذ متى كان الجيماني مدركاً لجميع خطواتنا؟ ، لقد كنت أراقبه ولكني لم أدرك البتة أنه واعٍ لي ، وكلام ثيودور؟ ألم يقل ذلك الصبي أنه مشغول بزواج بينه وبين المملكة المجاورة؟ ، أيعقل أنه تمويه وحسب؟، إذن سأقتل؟! ،ويحي! ماكان علي أن أضيع مالدي ، ويحي! .

و لم يكن هناك ما يقاطع هذيانه سوى خبط الباب ، و من خبطه كان أليكسيس رفقة فرسانه ، أخذ كرسياً وضع أمام باب الزنزانة وجلس واضعاً رِجلاً على رِجل ، وسأله:

- أأنتم يا آل ألفريون تثقون بكل من أتاكم وقال لكم أنه صديق؟! كيف لثيودور أن يخدعك بهذه المهارة؟؟.

لم يعرف كيف يرد عليه بل كان ذاهلاً عاجزاً عن اللفظ ، هفوة واحدة ، أسقطته للقاع ، هفوة واحدة ، أضاعت كل شيء! .

- يبدو أنك مازلت ذاهلاً يا صاح ، ولكن مهما فعلت الآن فلا فائدة ... لأن كل شيء قد إنتهى بالفعل.
وأردف:
- لتعلم أن جميع المستندات والأوراق التي تثبت كل شيء بحوزتي الآن ، بفضل الله وثم ثيودور الذي أنت وثقت به... تعلم الدرس ، وخذه معك لقبرك.

وخرج أليكسيس مسرعاً و لحقه آردين ، كان أليكسيس يخطو مسرعاً والآخر يكافح ليبلغه ، و بينما آردين يسرع مشيه سأل:
- صحيح جلالتك ، كيف أقنعهم ثيودور ؟.
- إنه ثيودور ، يجيد الحديث حقاً.

وبينما هو ساعٍ ، كانت فيوليت إليه ساعية ، وقفت واستوقفته ... سألت ، والقلق عكر ملامحها:

- أليكسيس فيمَ أنت منهمك هكذا؟ ، ولمَ أُحس بحركة غير مألوفة في القلعة؟.

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن