سأذود مستبسلاً! Ch16

18 5 0
                                    

ليسمع صوتاً صلصل في أذنيه كونه كان مألوفاً ، تسائل للحظة: أين سمعه؟ ، من هذه؟. لقد كانت كريستين والدته التي لم يراسلها منذ الأمس ، استمر شارداً حتى فتحت الأخرى الباب بعنف مزيلة القلنسوة من على رأسها محمرَّة الجفون عاضة على شفاهها. 
-بُني...
وقف شارداً مستمراً في التحديق بها
*أمي هنا ؟ ، مالذي حلَّ من طامة كي تأتي؟!*
-....؟!.
وقفت مقابلة أياه مسندة نفسها بذراعيها على المكتب أحسَّت بالرغم من قوتها وكم أنها عتيدة بأنها ستنهار فجأة ، أردفت بحرارة:
-أخشى عليك من الرياح الهابة ، فلمَ عسى شاب يافع في ربيعه الثاني والعشرين ينزف فاه؟!.
وضع يديه على كتفيها برفق وأردف بهدوء:
-أُماه أنتِ...
-لا تحاول التدليس فقد بلغني علمٌ عن كل ما حدث! ، أنا والدتك ومن الوارد أن أعلم!.
-ولكن كيف؟!.
-هذا ليس موضوعنا! ، أبيني الآن لمَ لا تنوي أخذ العلاج حتى ؟ ، أتعتقد بأن ذاك نافع؟!.
تحاشى نظراتها وحدق بالفراغ وأردف بثبات كان كُله عناد:
-أنا أرفضه لا لشيء إنما لكوني أراها عديمة المفعول... ليس كما لو أن علة كهذه قد ترديني مقتولاً.

لم تتمكن الأخرى من البقاء هادئة صرخت بحرقة وهي تشد معطفه بيديها رافعة رأسها وقد بدا الدمع على عينيها :
-أُقسِمُ أنه إذا حذوت هذا الحذو فلن تلقى غير الموت!! ، أفِق يا جيمان! ، إفتح عينيك وأبصر الحق!.
أردف محاولاً البقاء هادئاً:
-الحق جليٌّ ولستُ بغافلٍ عنه!.
لتجيبه بصراخٍ شبيه بالذي قبله:
-ليس كذلك البتة أنت جاهل ! ، أفعالكَ هذه لا تقدم بل تؤخر بآلالاف الخطى ، فلو تركت فيوليت لتأخذ العرش من بعدك سيختفي عرق عائلتك ، ولو توِّجت ملكاً وتركت وريثاً وراءك فلن تحصد عدا تركك لجيمانيٍّ عاتٍ آخر يعيش ذات العذاب الذي عشته ، ذات الأيام وذات الأسى كما لو أنك تنسخ ما حدث في حياتك ، أتريد أن تجعل حياة سلالتكم كالمغزل أم ماذا؟!.
صمت للحظات وقد أرخت الأخرى يديها بعد أن بدت كالجانحين بفعلها ذاك ليردف :
-أمي هذا سيئ ولكن ماذا عساي أفعل غير الذود؟! ، ليس كما لو أنه ثمة خيارٌ آخر فقد قطعت على نفسي عهداً بمحاولة العيش ولكن لو قُدِّر ذلك فسيحدث ، لا يسعني منع القدر من حدوثه.
-أعلم أنك لا تستطيع منع القدر ، ولكنك تستطيع الحفاظ على صحتك وعافيتك! ، أليكسيس أرجوك إرحم قلب هذه الأم الذي يحترق كل يقظة ومنام خوفاً عليك... لقد إبتعدت لأني أردت حمايتك ولكن هذا لايعني أني قد تركتك أو شيئاً من هذا القبيل!.
وأجهشت بالبكاء بصمت واضعة يديها على وجهها كما لو أنها تحاول أن لا تظهر أنها تبكي ، جلست على الكرسي الذي وراءها ؛ تخطى الآخر مكتبه ووصل إليها ونزل على ركبتيه ممسكاً بيديها محاولاً استرضاءها ؛ غريبٌ أن تحاول إرضاء أمٍ قوية ، تحبك بشدة وفي الحين ذاته تحاول أن تكون بعيدة عنك لأسباب ! ، فهل تقول لها أنك إشتقت إليها أم تشكو لها أم تهدئها ؟!.
أردف مُقسماً قسماً جديداً ليعلقه في عنقه:
-أنتِ أيضاً تتفقين معي على ذلك أيا سيف المملكة السابق! ، أقسم بأني سأذود مستبسلاً عن هذه الدماء التي لا يسعني سوى الذود عنها!.
دعاها بذلك اللقب القديم والذي استحضر في نفسها أنه صاحبه الحالي فلم تكن عقلانيتها وقوة صمودها دون مبرر فكريستين جيمان كانت سيف جيمان قبل أن تكون قمرها!. أي أنها كانت سيدة السيف قبل أن تقابل الملك ألبيرت ويتزوجا وتصبح الملكة ، وقد حظي الآخر بهذا اللقب من بعدها كونه ورث موهبتها كسيدٍ للسيف ، استذكار أمرٍ كهذا في خضم حديثهما أظهر مدى صلابتهما وإصراره على مبدأه ، أي أنه بعبارة أخرى يظهر أنه لن يغير رأيه ولكن يقدر قلقها..

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن