بريق مهج!

26 1 59
                                    

الرجل المجنون المشغول فعلاً أوفى بعهده ، وأخذها على حصانه الأبيض ، كان مظهرهما من بعيد كفارس وأميرة خياليين ، وكان العامة حينما يلمحونهم يبهرون بهم قائلين عنهما كلاماً كما لو أنه من الميثولوجية البلهاء ، حكى أليكسيس العديد من القصص لها ، أبرزها كان حكاية أبهرتها فقد خالت أنها كانت شائعة .
- لأقل لكِ وبصدق كوني أحياناً .. أسمع الأفكار حقاً.
قال وهو رافع رأسه مركز على الدرب ، لتستغرب فيوليت وتسأله بتوجس:
- ماذا؟! ، اعتقدت أنها إشاعة!!!.
- كان ذلك يحدث أحياناً كان بشكل أكثر عندما كنت طفلاً ، ربما بسبب خيال أسود يظهر أحياناً عندما اسمعها .
-هل سمعت يوماً خاطراً لي؟.
ضحك واحكم إمساك صهوة الحصان وأجاب:
-أجل ، مرة واحدة.
-لمَ تضحك؟.
- بسببك ، يوم أردتِ الإصلاح بيني وبين والدتي .
-متى سمعتها ؟.
تماماً عندما جئتِ في المكتب وكنت مشغولاً وقلتِ:"كيف أحادثك هكذا؟!. استدر وأنظر إلي قليلاً أيها الجيمانيّ الكبير المزعج!"

-أوه ، لا أصدق هذا كيف نسيت؟! ، يالها من تسمية مثالية بحق!.

ضحكت مع وجه متورد ، كان لفظاً مطابقاً حقاً لوضع أليكسيس ، ليقول الآخر في إبتسامة لئيمة:
-يبدو أنك تستمعين بشتمي كثيراً ، أتسائل عن باقي أفكارك .

-لا تتسائل من فضلك  ، لكني قلت أني أحبك ولم أكذب.
-كيف بدأ ذلك؟.
-لا أعلم ، لقد حدث وحسب .. لكنه شعور غريب وحلو لم أشعر به من قبل .
إرتجف صوتها لوهلة ، وجن قلبها كما لو أن حمامة تقطن في موضعه! ؛ جفل واحمرت وجنته .
*ماذا حل بفيوليت فجأة؟!! ، أصبحت تتصرف كفتاة حقاً!!*
أشاحت بنظرها بعيداً ، وإنتبهت لإقتراب الموعد فاستغلته لتغير الموضوع ، فقالت:
-أليكسيس! ، الغروب آتٍ.
-السفينة ستتأخر اليوم قليلاً .
-ماذا وكيف علمت؟؟.
-لدي مصادري.
- عن أي مصادر تتحدث؟ .
-فيولي أنا ملك ، ملك مملكة جيمان .. فلمَ لا تكون لي مصادر؟.
-حسناً أنت محق .

وعادت إيريس بيليال أخيراً ، بعد نصف ساعة من الموعد المحدد ،كانت فتاة ذات شعر بني وبشرة فاتحة ، وعيون لونها كلون العسل ، نزلت بحماس من على السفينة وبرقت عينيها حينما لمحت فيوليت تنتظرها ، إندفعت وحضنتها بشدة ، قائلة:
-فيو فيو ، لا أصدق لم أراكِ منذ دهر ، لقد كبرنا كثيراً أوليس كذلك؟.
-أجل إيريس ، إشتقت إليكِ حقاً .
إلتفتت فيوليت إلى أليكسيس وقالت:
-وهذه هي صديقتي إيريس بيليال ، وإيريس هذا مَلِكِي أليكسيس جيمان .
إنحنت إيريس مستغربة وأدت تحية بإحترام شديد ، وبادلها الآخر بإبتسامة وتحية رسمية ، كان اسم أليكسيس معروفاً للملأ مرت ثوانٍ هادئة ، حتى أتى فارس تحدث مع أليكسيس بصوتٍ منخفض فاستأذن هاماً باللحاق به لمسألة ما ، انتظرت إيريس حتى يذهب بعيداً ثم صرخت ممسكة بيد فيوليت بعنف :
- لم تخبريني أنك ستتزوجين الملك!!!. لماذا تفعلين هذا بي ؟! ، لقد تعرضت لصدمة حقيقية! .
-إيري...
-وليس أي ملك عادي ، بل الملك أليكسيس جيمان ذلك الرجل الأبيض المخيف!.
- لقد كتبت لكِ لكنك لم تركزي البتة!.
- ويحي... أتعنين أن أطفالكِ سيكونون بشعر أبيض؟؟!!.
-هلَّا أغلقتِ فمك؟.
-فيو.. مزاجكِ حاد ، أهذا بسببه؟ .
-أُسكتي ، ماذا لو سمعكِ الآن؟.
-لا بأس ، فأنا صديقة العروس ، ومن حقي أن أتخيل ابناء صديقتي!.
- يا إلهي ، أنتِ مجنونة!.

حظت فيوليت بحديث عذب لم يدم لوقت طويل فقد كان على إيريس أنت تعود لمنزلها كون والدها ينتظرها ، عادت فيوليت مع أليكسيس إلى القصر وحظيا بعشاء هادئ مع حكايات فيوليت البهيجة ، كانت تحس السعادة الغامرة لعودة إيريس أخيراً ، وأليكسيس كان مبهوراً بإبتهاجها المفاجئ ، نسي العشاء وأسند رأسه على خده وهو ينصت.

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright HopesWhere stories live. Discover now