بريق مهج!

19 1 45
                                    

حل المساء اخيراً وبعد عشاء هادئ جمع ثلاثة أشخاص إنصرف كل ذا شغل لما يشغله ، وأرادت ليفرايا التجول في الحديقة الخلفية ، ومن ثم خرجت من بوابتها للتلال التي خلف القصر الرئيسي ؛ وقفت بهدوء بعد طيل سير في حقل فسيح بارد كله زهر أصفر تكلل ببعض الثلج  ، لقد بدأ الشتاء ولكنه لطيف ، تنهدت ورفعت مقلها الخضر إلى القمر ، كانت تلك المقل كالزبرجد في بريقها وخضرتها ، استذكرت حديث الأميرة التي إقتحم قلبها والأمير الهائج الذي لم تكن تكرهه ولا تحبه ، ولكن رأت أنه إن تأذى سيضيع تاريخ سلالة طويل .. وقالت وقد تحشرج صوتها من الصمت الطويل:
-تبدو متعلقة جداً به ، كيف أخبرها ، أنه يتوق لسفك دماءه... إن ذلك مؤلم فقط حين التفكير فيه ، كيف أخبرهما بالخطر؟!.
-عما تتكلمين وحدكِ يا أنسة؟.
جفلت ليفرايا بشدة ، وحدقت في الآتي ملتفتة جافلة ، وإذ به الدوق اسكانير .
-من!؟.
-عذراً منكِ يا آنسة ، ولكن ظننت أن هناك خطباً ما عندما رأيتك تتكلمين وحدك ، هل أنتِ بخير؟.
سأل وهو يخطو مقترباً منها بملامح قلقة ، لتتراجع الأخرى وترى شعار فرسان جيمان الأزرق.
*تابع للجيمانيّ!*
جفلت وقالت صارخة:
-لمَ تريد قتلي ؟ ، أأرسلك ذلك الملعون كي تفتك بي وحيدة؟!.
أغلق أذنيه من قوة صراخها ، وحاول تهدئتها :
-أنتِ بأمان آنستي أقسم أني لا أنوي إيذاء شخص بريء!. ثم أني الدوق ريكورديان إسكانير ، ومن فرسان جلالة الملك الواعد الزرق .
-دوق؟! ، وتتجول آخر الليل هنا؟.
*حسناً ، أنا أميرة ، وعزباء وأتجول وحدي هنا *
-أجل لدي بعض الأسباب ، أعتقد أنكِ خفتِ بسبب مظهري.
أجابت مبتسمة بنظرة عميقة ، معيدة خصلاتها الفحمية إلى خلف أذنيها :
-أنا لا أحكم على أحد بالمظهر.
*إنه ذا وجه حسن ، كيف يتأذى أحد من مظهره؟. حسناً هو أيضاً ذا شعر رمادي قريب من لون الجيمانيّ ، ولكن شتان بين هذا وذاك*
-هذا رائع حقاً..
وضع يده على قفاه وتحاشى عينيها ، كانت ليفرايا من ذلك النوع القوي الحسن من النساء ، كانت جبارة وجميلة ونظراتها المملوءة بالثقة وحدها كفيلة بإقناع من يلقاها ، استدارات وسألت بغير اهتمام:
-من أنت مجدداً؟.
-الدوق ريكورديان دي إسكانير ، أحد الفرسان الزرق ، وأنتِ يا آنسة؟.
- ليفرايا دي كين.
-...؟.
تقدمت خطوات ومن ثم توقفت وقالت:
-إلى اللقاء الآن .
مضت مسرعة كما لو أنها تخطو على غيم ، حتى إنتهت عند بوابة القصر الخلفية وعادت إليه حاولت إلتقاط أنفاسها بعسر وقالت أثناء لهاثها:
-يالها من أرض فسيحة خلابة ، ماذا لو مات سيدها؟.
هل أحذرها؟ ، ماذا أفعل؟..
-ليف!.
صرخت فيوليت التي أتت لتوها بعد بحث عن الأخرى ، لتجفل وتجيبها مبتسمة:
-فيولي!
-أين كنتِ؟ .
-لقد استنشقت بعض الهواء البارد ، وقابلت شخصاً رائعاً!.
-من قابلتِ؟.
-قال أنه دوق ، نسيت اسمه لكنه بغاية الوسامة...
-أوه ، لابأس .. لكن أحقاً أعجبكِ؟.
سألت بنبرة متحمسة وعيون واسعة ، كما تتسائل الصديقات القديمات المتوائمات .. غريبٌ كونهن تآلفن بتلك السرعة ، بل ذاك هو ما يروع أليكسيس .
-لا أحد يطأ قلبي بسهولة فيولي~.
-أوه ...
-سمعت الكثير عنكِ ، ومن الغريب أن لا أحد اتفقت معه غير جلالته ..
-لا تسيئي الفهم أنه فقط أن بضع أشخاص تقدموا وتم رفضهم!.
-أحدهم كان ولي عهد مادوي!.
-حالم... أريد أن أعرف : هل أنتِ مستعدة لإخباري عن بعض التفاصيل ؟ .
-هل جلالته موافق؟... أعني أنه يراني كشيطان وأخشى أن أقع بمأزق لو قلت شيئاً ما...!!!

••

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright HopesWhere stories live. Discover now