دَأبُ ضَنِيّ | CH 8

62 12 10
                                    

-سترى وتندم أشد ندم وحسرة وتلقى من سيدنا مصيرك الذي تستحقه .
كان وجه السيدة ويلسون ذو ملامح شخص شرير حقاً كما لو أنه مسوَّد أو متغير المعالم أو أن شرَّها غير في تقاسيمه حقاً! ، وهذه الكلمات الشحيحة قد تصوَّتت في نفس فيوليت وتمكنت منها ، لاحظ الأمير ذلك فأمر الفرسان بإنفاذ أمره سريعاً. وماهي إلا لحظات حتى شغرت تلك الغرفة الواسعة ، كما لو أن شيئاً لم يحدث ، كانت فيوليت مشوشة حقاً ، والآخر يمعن النظر إليها في قلق ووجوم ، فأفلت يدها وحضنها بين ذراعية صامتاً ثم أردف مداعباً :
-أميرتي الدمية ذكية حقاً ، لقد عجبت كيف أنك تمكنتِ من صياغة نصٍّ عجيبٍ كهذا ، و لكن ليس مثل ما عجبت في براعتكِ في شتمي وفشلكِ في مغازلتي.
-إنها موهبة لا يمكنني جعلها كيف ما أشاء.
تركها وأردف مقهقهاً :
-أحقاً~؟.
-أجل إنه كذلك.
-أهذا يعني أنكِ تكرهينني ؟.
-ماذا؟! ، ولمَ أكرهك ؟.
-هناك مليون سبب لتفعلي وأنا لا ألومكِ بصراحة .
-أنا لا أكرهك أبداً.
صعق بتلك الجملة و بقي صامتاً ، وحملها ووضعها في فراشها كما تحمل وتوضع الطفلة ، وقال بابتسامة وهو خارج من الغرفة :
-تصبحين على خير أميرتي الدمية ، أتمنى أن لا تقلقي من أي شيء طالما أنا موجود .

قد بدأ كل ذلك من ظهيرة أمس هذه الليلة بعد أن طعما سويةً كما يطعم باقي الناس العاديين ، لاقت السيدة ويلسون في الممر الملكي توصل الشاي مجدداً كما تفعل كل يوم فأخذته غصباً ، وطرقت باب مكتبه بنفسها وفتح لها الفارس رافايل ، كان الجد يحيط به لحدٍ يجعله يجلس في هدوء يحدق في الوثائق ويجيب ويتصرف فيما يجب عليه أن يجيب ويتصرف .

ولكنه نسي كل ذلك فور ما طرقت أناملها باب مكتبه ، نظر إليها بعينيه الزرقاوتين السحريتين من وراء تلك النظارات ورسم إبتسامة ، و طلب من الفارس الانصراف واغلقت فيوليت الباب بيد ، وباليد الأُخرى تمسكُ سفرة الشاي متقنعةً بالجهل والتبلد متكلفة التقنع إلتمس الآخر ذلك وعلى الأرجح أنه إلتمس كل مشاعرها المنزعجة والغاضبة في ذلك الحين ، خلع نظاراته وقهقه وسألها :

-ما الأمر يا أيتها الأميرة الدمية ؟ ، لمَ تحضرين الشاي بنفسكِ؟.
-وجدت السيدة ويلسون في طريقها موصلةً إياه معها فأخذته منها بما أني كنت متجهة لمكتبك.

-أه نعم ، إذا سمحتِ ضعيه وسأطلب من رافايل تفريغه في ذلك الأصيص.
-إذن فأنت تعلم.
*أهذا يعني أنه يسكب الشاي في ذلك الأصيص في كل مرة تحظره فيها له؟ ، بالتفكير في كم أن تلك النبتة مسكينة بتجرع السم في كل مرة*

-نعم أعلم وأدرك فتلك المرأة لن تقوم بشيء كهذا عن طيب خاطر أتمنى أن أحظى بفرصة قريبة لإدانتها.

-إذن مارأيك أن نبدأ في تنظيف القصر؟.

-اوه أعجبني العنوان ، أنا موافق بالطبع.
أجاب وهو يبعد الوثائق بإبتسامة جانبية ونبرة لطيفة لتبدأ في إخباره بخطتها المحكمة راسمة ابتسامة لئيمة على ثغرها .

-لا يعجبني هذا!.
أردف راسماً تعابير الاستياء ومن ثم وقف ينعم التفكير .
-ولمَ ؟.
*أيعقل أني بالغت بعض الشيء؟*
-كأننا من ذوي العلاقات المتوترة.
*فقط؟*
-إنهُ مجرد تمثيل ، ثم أننا نحتاج إلى أسلوب مقنع لنقنع تلك الامرأة أليس كذلك؟.
-أنتِ محقة.
لقد كانت حيلة سريعة وإرتجالية أودت بأكثر امرأة شراً وكيداً في قصر جيمان فلعل قلب سيد هذا القصر يهدأ قليلاً ويخف قلقاً وتوتراً ، فمسممته قد زالت إلى الأبد فترى من اللاحق؟.

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright Hopesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن