بريقُ مُهج!.

14 1 23
                                    

-جلالتك! ، لقد تم تسميم الملكة!.
صرخ بهستيرية وملامح هائجة:
-بمَ تهذي؟!.

ومن ثم إندفع إلى الداخل مسرعاً وفيوليت تلحق به ، هو يخطو بسرعة وهي تركض بعسر وترفع ثوبها بعسر أشد ، حتى إنتهى إلى جناحه ، فتح الأبواب ومن ثم أخرج من درجه زجاجة صغيرة وأردف:
-كنت أعلم .. بلا شك سيفعل شيئاً كهذا! ، هو عدوها وفي نفس الوقت شقيقها ويعلم ما السموم التي تحتملها أو لا!!!
..  حسناً وأنا ابنها كذلك أعلم أي نوع من الوضاعة تكن وكنت مستعداً لهذا اليوم!.

خرج إلى قمة الدرج وسئل جوزيف الذي عند باب القصر:
-أين هي الآن؟!.
-في قصرها .. جلالتك.
قفز من فوق السلالم وخرج مسرعاً وإمتطى أول فرس. مضى ، و فيوليت أصرت على إتباعه ، وطلبت من جوزيف أن يوصلها للقصر .

دخل ووجدها في فراشها ، لا تكاد تميزها من الظلمة التي غمرت محياها الشاحب ، قد كان ممتناً لأنها استعادت بريقها الأيام الماضية ولكن بسبب ذلك الوضيع أفسد كل شيء ، كان في حالة فوضى وهيستيريا ، وقام بجعلها تشرب الترياق بنفسه ومن يديه ؛ حضر الطبيب الملكي بأمره وفحصها ، قائلاً بأن هناك مقاومة جيدة للسم ، ولكن ذلك لم يبث الطمأنينة في قلب أليكسيس بعد ، دخلت فيوليت جلست في صمت وقالت:
-قد سمعت الطبيب وماذا قال .. من الجيد أنها نالت الترياق بسرعة ، خفف من قلقك أليكسيس.
-أنا ساخط أيضاً ولست قلقاً وحسب.
-أليكسيس...

مرت ساعات واستهل الغروب ، وقف أليكسيس وإندفع خارجاً وقال:
-أنا ذاهب لتسوية أمر هام.

تسائلت فيوليت
*ما هو الأمر الهام الآن؟*
*هل سيندفع صوب الماركيز ويقتله؟*
*الرجل الذي رأته عيناي سيقتل أشخاصاً بغضبه هذا!.*
*كيف سيكون الأمر يا ترى؟....*

وقاطع أفكارها ذلك الصوت.
-فيوليت ..؟
قالت بصوتٍ فيه حشرجة ، وبمحيا شاحب كمحيا من خاض قتالاً دامياً ضد السقم لدهر طويل .
-ملكتي!.
كانت قترة المرض ولفحات الغضب بادية على وجهها الناصع الشاحب ، ومن يراها سيظنها جثة دبَّت فيها الحياة ، سألت ساخطة:
-منذ متى وأنا فاقدة لوعيي يا ابنتي؟ وأين أليكسيس؟.
-منذ ظهيرة اليوم في قصر الماركيز... ولقد تلقيتِ الترياق فوراً ، أنا ممتنة لأنك بخير الآن ولكنك تحتاجين الراحة ؛ وأما أليكسيس فقد خرج قبل وقت قصير...
-كيف يمكنني الراحة؟!... أنا حقاً لا أستطيع!.
-جلالتك ، هل ستذهبين لماركيزية ألجير وأنتِ بهذه الحال؟ ، أنتِ ملكة ولكِ كرامتك ، وسيستعيد أليكسيس حقك بأكمل وجه.
-فيوليت أنتِ على حق ولكن...
-كفاكِ قلقاً ملكتي.

لم يهدأ بال الجيماني حتى لتلك الليلة ، والملكة غلبت السم بفضل الترياق ولكنها واهية الجسد ساخطة مزمعة قتل عدوها ، وفيوليت تحاول أن تجعلهما يبديان بعض الإهتمام لنفسيهما على مضض ، يحل المساء بطيئاً في قلعة جيمان ، يحل ويكسو جيمان بستارة كحلاء ، كحلاء كدعيج الدعج .
وفي ذلك المساء أبرق الجيمانيّ إلى ملك روكو برقية عاجلة أوصلها أسرع الجياد ، كتب فيها :
"سنشرع"

رسالة لا إحترامات ولا ترحيبات فيها كسائر الملوك ، تشير إلى مدى قرب الإثنين ، وإلى قصص طويلة تحكى على حدود روكو وجيمان ، وإلى ملاحم كثيرة تغنى بها الملكان في
صغرهما مع الفرسان . إنتفض ليونارد واقفاً من على مكتبه حالما قرأ الرسالة ، جفل محياه بارد المشاعر ، ذلك المحيا الفاتح ذا السمات الشرقية في حدة ملامحه ، لمع البحر في عينيه وإستشاط هائجاً.

*لقد كنت هناك هذا الصباح ! ، لا أصدق إنه مجنون!! ، ولكن ماذا حل به؟*

آمَالٌ مُتَلأْلِئة | Bright HopesWhere stories live. Discover now