الفصل الثالت والاربعين 43

1.7K 76 15
                                    

السعاده تأتيك في بعض الاحيان على هيئه شخص وجوده يغنيك عن الكون بأكمله وغيابه يشعرك بلغربه وانت ببلدك وبمنزلك وبين اسرتك، وجودك معه امانه وابتعاده عنك ضياع، تشعر ان الحياه بدونه لا لذه بها دون مشاركته الاحلام التي وضعوها سوياً لتحقيقها
او دون مبادلته الاحاسيس والمشاعر بما يسمونه العشق الذي لم تعرفه الا معه، كيف كانت ستستمر في المضي قدماً من دونه ايامها لا تسوي شئ لو لم تعشها معه بحلوها ومرها، كل تلك الافكار تزاحمت برأسها وهي تراقب نومه بجانبها تتابع كل تفصيله في قسمات وجهه بقلب مرتعد من شده خوفها ان تفقده مجدداً..
رفعت يدها ووكزت كتفه بخفه ستجعله يستيقظ لتتأكد انه هنا معها ولم يرحل ويتركها هبطت عليه وهمس امام وجهه بصوت مرتجف
( عثمان... اصحى يا حبيبي انا خايفه اوي....

فتح عينيه ونظر لعينيها الدامعه ونظره الخوف متصدره له بوضوح عقد حاجبيه وهو يسند رأسه على الوساده قالت بخفوت
( متسبنيش يا عثمان انا من غيرك مش هقدر اخد نفس من الدنيا دي.... انا خايفه اوي القا نفسي في يوم لوحدي في الحياه دي وانتا مش بيها....

هبطت دموع عينيها وهي تنظر له برجاء اخذ نفس طويل رفع يده ومسح دموعها بأبهمه رفع يده الاخرى وازاح كمامه الاكسجين اسرعت سمر تعيدها عليه لكن اصر ان يبعدها استند بجلسته وهو يعقد حاجبيه بألم
امسك بيد سمر وقربها منه امسك بذقنها ورفع وجهها له حتى تنظر لعينيه فتح فمه وقال بأرهاق
( عمري ماهبعد عنك.... متخافيش لسى فاضلي عمر طويل وهعيشه بأمر من ربنا ...

اقتربت منه اكثر حتى بان وجهه امامه بوضوح ابتسمت له مدت يدها وفركت خصلاته قالت بخفه
( انتا هتفضل تضحي بحياتك عشاني يا حبيبي.... انا اسفه كل اللي حصل دا كان بسببي....

عقد حاجبيه وارتفع صدره بغضب تلمس وجنتها كان قد لاحظ علامات التعنيف المرتسمه عليها
( ابن *****. مد ايده عليكي....

اومئت له برأسها بحزن....
شعر بنيران تحرقه من الداخل بغضب جحيمي على جرائته بمد يده على فتاه ضعيفه وهو تعدا عليها بضرب متوحش بان على وجهها بوضوح
تلمس وجنتها بحنو وسألها بلهفه
( في حاجه وجعاكي يا حببتي.....

حركت رأسها بلا اقترب من وجنتها وقبلها كأنه يحاول ابعاد عنها كل ما يؤذيها لو تطلب منه الامر امتصاص كل الامها لما تردد لحظه...
( خلاص يا عثمان والله مفيش حاجه توجعني ما تبصليش كدا.... وبعدين يلا رجع الاكسجين دا عشان تتحسن اسرع......

اغمض عينيه يدعي التعب وهمس لها
( انا تعبان يا سمر مش قادر اخد نفسي مزبوط تعالي اديني قبله الحياه عشان اخف شويا......

ضحكت وقضمت شفتها اقتربت منه
( غمي عنيك....

حرك رأسه بلا مد يده وسحبها له بقوه جعلها ترتمي على صدره
( مش هقع في الفخ مرتين فاكره اخر مره قلتلي غمض عنيك هربتي مني......

عناد القدر Where stories live. Discover now