الفصل الرابع والاربعون

En başından başla
                                    

دخل الفتى الى الغرفة واغلق الباب بقوة والتفتت العمة الى هتان وقالت بتبرير وتلعثم: "لا .... لا ارجوك لا تتطلعي بي هكذا .... لما .... لما وجدت ان موعد ولادتك قريب خشيت عليك و"
هتان وعبر شفاه مرتجفة من الانفعال والخيبة: "اسكتي"
جاسر وهو يقترب اكثر: "اردت ان ابين لك يا هتان انك تعيشين نفسك بأوهام ولا تميزين بين العدو والحبيب .... انا زوجك .... عيب جدا ان تفرين مني وتحتمين بالذين بظاهرهم اهلك لكنهم بالحقيقة عدو مستتر خفي .... هذه ليست المرة الأولى التي تبيع عمتك سرك .... فحدث وان كان بيننا اتصالات سابقة في الماضي عندما كنا منفصلين .... تعلمين لماذا تفعل ذلك؟ من اجل هذه الشقة من اجل ابنتها واحفادها .... تريد ان تتخلص منك بأي وسيلة كي تستولي على حقك"
ابتسمت هتان بمرارة واستخفاف: "حقي؟ ومن الذي حفظ حقي يا ترى؟ انت مثلا؟ بأمارة الأوراق التي بيدك انت وزوجتك؟"
بقي يتطلع بها بعمق واجهشت العمة بالبكاء قائلة: "رجل ناقص بحق .... تريد ان توجد الكراهية بيننا وبين هتان حتى تستفرد بها وحدك انت وشريكتك في الظلم مدام ديم السليطة القوية التي كانت تضغط علي بأن ترمني بالشارع انا وابنتي والأطفال ان لم اعمل كجاسوسة انقل لها اخباركما .... كانت تهددني وانا امرأة مسنة عاجزة برقبتي كوم لحم .... هتان .... هتان لا تصدقينه فأنا احبك .... انت ابنة اخي الغالي .... انا كنت افعل ما افعله لصالحك .... لكن تبين لي اليوم ان صالحك ليس مع ذلك الرجل الغدار"
رن جرس الشقة وعضت هتان على شفتها وخفقت اهداب ريتاج التي عرفت ان واصف وصل وتطلعت بهتان وبوالدتها التي بقيت متسمرة!
من الأجواء شعر جاسر بأن هناك خطب ولما اسرعت ريتاج الى الباب اوقفها قائلا: "انا سأفتح"
شبكت هتان يديها بقوة وتطلعت بريتاج التي تملكها القلق الكبير مما سيحصل.

كان واصف يبتسم وبيده علب الهدايا وام عابد بصفه تحمل الاكياس التي تحوي أصناف لذيذة من الحلويات من عمل يديها وعلى وجهيهما علامات اللهفة واللطف لكن كل ذلك تحول الى صدمة ووجوم عندما فتح الباب جاسر!
كانت لحظة شديدة اللهجة لكن بنفس الوقت حاسمة ....
تطلع بواصف بتفرس وومض بريق بعينيه ممزوج بين نار الغضب والصدمة
عقد واصف حاجبيه وقد اخرسته المفاجئة المخيبة للآمال وانصرف فكره بسرعة الى هتان وموقفها الان وماذا فعل بها؟
كانت ام عابد تتطلع بجاسر بقلق حتى ان الاكياس اهتزت بيديها المرتجفتين ليقول جاسر بنبرة مسيطرة: "فوجئت بوجودي؟ .... اسف .... كان علي ان اخبرك عن زيارتي لزوجتي كي اخذ منك الرخصة وحتى لا اعرضك لذلك الموقف السخيف .... من اجل من اتيت؟ ولماذا اتيت أساسا؟ تلاحقها؟"
قطب واصف جبينه وقال بحدة: "لا اجد نفسي ملزم بالتبرير لك ولا حتى الكلام معك لأني لم آت الى دارك و"
قاطعه وبغيظ: "لم تأت الى داري .... فقط الى دار زوجتي اليس كذلك؟"
اشاح واصف ببصره وهتف جاسر بمقت شديد: "تركتك في المرة السابقة تضربني وتجاوزت عنك لأني كنت بوقتها بموقف ضعيف وبداخلي اشعر بالذنب وانني استحق لأنني كنت بحرمة ارضك لكن اليوم علي ان ارد لك الصاع مادمت تطأ ارضي"
ورفع يده ليضربه لكنه توقف وفوجئ بيد تشده من الخلف لتصرخ به ريتاج: "ماذا تفعل؟ انت مجنون؟ .... واصف خطيبي وجاء من اجل زيارتي .... ليس لك حق بإفساد حياتنا"
تراجع جاسر بعد ان تطلع به من الأسفل الى الأعلى ودخل الى الداخل!
تنفست ام عابد الصعداء وبقي واصف يتطلع بريتاج باستغراب وعيون ضيقة
قالت له بهمس وحرج: "مضطرة ان امنع المشكلة .... اسفة .... لا نريد مشاكل انه رجل شراني وصاحب حق فهي زوجته وموقفك حرج"
واصف وباستياء: "موقفه هو المخجل .... لو كنت تركته يمد يده علي كي يرى يوم اسود بحياته كنت كسرت اضلاعه اقسم بالله.... انه يسترجل على النساء هنا دعوني اريه حجمه الحقيقي عديم الرجولة هذا"
واراد ان يدخل لكنها وضعت يديها على يديه قائلة بتوسل: "ارجوك .... ارجوك من اجل هتان"
واخذت منه الهدايا قائلة بامتنان: "نعتذر منك جميعا انت رجل شهم وليس لك مثيل"

رواية الحلم الرمادى لكاتبة هند صابرHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin