الفصل الثانى والعشرون

Começar do início
                                    

عليها ان تتناسى ولا تنسى وعليها ان تخنع لديم في الوقت الراهن لتجعل العجلة تدور والأيام تسير لتوصلها الى بر الأمان ولا تتوقف على موقف قد يكلفها الندم على ما ستضيعه لو عاندت وكابرت وعصيت على جاسر وعلى بركات وديم بل عليها ان تكون مرنة حتى لا تنكسر بسهولة كما نصحها والدها بوصيته التي باتت لا تفارق مخيلتها ....
فكرت بكل ذلك وبمدى الظلم الذي وقع عليها وعلى بيلسان لكن لم يتبادر الى ذهنها ولا لثانية انها ربما كان موقفها مشابه لتلك البنت التي سرقت خطيب بيلسان والتي تسببت بجرح غليظ لقلب المسكينة فهي أيضا دخلت حياة زوجين وسرقت الزوج من حضن زوجته! لكن لا هنا الوضع مختلف انها ليست سعيدة معه بقي ولائه لزوجته واتخذها هي للتسلية فقط بقي على حبه لديم وعلى حرصه على راحتها وعلى شعورها وجار عليها هي وغبنها حقوقها وبأول عثرة واجهتها تخلى عنها ورماها
طردت ذلك الهاجس من نفسها بسرعة ربما لكانت اليوم نادمة بعد سماعها لقصة بيلسان على علاقتها بجاسر المتزوج لكنها ليست نادمة ابدا وذلك بسبب ان ديم ليست بريئة ولا مظلومة .... ديم زوجة خائنة.

.................................................. .......................

فتح الباب المقفل على عجل وهو يمسك معصمها بقبضة خشنة وادخلها الى الداخل وهو يهتف بانفعال: "لماذا لا تردي على اتصالاتي؟ لماذا لا تردي على رسائلي؟ لماذا امتنعت عن مقابلتي؟ الا تعرفين ان ذلك يثير جنوني؟"

ارتطم ظهرها بجدار المدخل اثر زجه لها بطريقة قاسية وقالت بانفعال مماثل: "لانك خذلتني .... لانك ضحكت علي وسخرت من انتظاري لك وتضحياتي .... سنوات خسرتها من عمري وانا صابرة واعيش حالة انتظار عصيبة واصبر نفسي بالوعود والكلام المعسول الذي اسمعه منك لكن تبين لي ان كل ذلك هباء .... تبين لي انك تسخر من مشاعري وان كل الوعود زائفة والكلام كله كذب لاستدراج مشاعري فقط"
بركات وهو يقترب ويحاول ان يمسك يدها لكنها ابعدتها: "سولاف ارجوك لا تهاجميني دون ان تعرفي الظروف الذي وضعتني بهكذا موقف و"
صرخت بغضب: "لا اريد ان اسمعك لا اريد تبريرات انت"
وتوقفت عن مواصلة هجومها وخفقت اهدابها عندما غرز انامله بذراعيها بقوة وهزها قائلا بعيون شقراء ملتهبة ومتقدة: "الاجدر بك ان ترمي باللوم على اخيك بضياع سنوات عمرنا وضياع حلمنا وحبنا .... ان كنت تنتظرين فأنا أيضا كنت انتظر وان كنت تتعذبين فأنا عشت مرار الفراق بعد ان ارسلك للدراسة الى ابعد مكان كي يفوت علينا فرصة اللقاء .... جاسر هو من حارب حبنا بكل ما لديه هو من دمر اعصابنا هو من خرب سعادتنا .... لا تلومينني لأني فعلت ما يجب ان يفعله أي شاب أغرم ببنت انا تقدمت وطلبت يدك وبدل المرة مرتين وثلاثة حاولت لكنه قاومني وطردني واحتقرني وبعثر كرامتي وكل ذلك لم يحز بنفسك! لم تتأثري على ما جرى لي؟ انت لم تضحي ابدا يا سولاف ابدا بل واصلت حياتك ودرست وعشت وتركتني هنا اتلظى من قهر الفراق .... اكتفيت بالاتصال والرسائل وظننت انني سعيد بذلك؟"
تلاحقت أنفاسها وقالت بنبرة خافتة وهي تتطلع بعيونه النارية بعمق: "انا .... انا تعبت أيضا وسهرت وبكيت .... ماذا كان علي ان افعل بنظرك؟ كيف أضحي؟ انا لا أقدر ان أقف بوجهه وأخبره انني احبك لا اقوى على ذلك .... اكتفيت ان أخبر امي وهي اسكتتني لأن كلام جاسر كان صواب بنظرها .... انك لا تناسبني .... لست انا من أقول ذلك هو الذي كان يقول ولديه أسبابه الذي أقنعهم بها"
حرر ذراعيها وقال بغيظ وهو يحاصرها: "لست مناسب لكن اختي مناسبة له صحيح؟ أي معادلة هذه؟ .... لا سولاف انا الذي علي فعلته وتعرضت لهدر الكرامة من اجلك .... لكن انت من خذلتني لو كنت فعلا تحبينني لفعلت أمور كثيرة من اجل حبك .... انت مستخفة بي كشقيقك وتظنيني سأنتظرك الى الابد لكن اود ان أقول لك انت بذلك ستخسرينني"
قالت بدموع: "ماذا كان علي ان افعل؟ أخبرني؟"
هو وبنبرة جعلت عيونها تتسع بفزع: "بإمكانك فعل أشياء كثيرة لإنقاذ حبنا .... اريد اثبات على إنك ستبقين لي"
وغمر يديه بجوانب شعرها وانتزع من شفتيها قبلة شرسة.
.................................................. ..............

أراد جاسر ان يدخل الى غرفته لكنه تراجع عندما سمع ديم تقول بخفوت: "لا اريده ان يعلم او يشعر بشيء ويجب ان نرتب ذلك بفترة غيابه .... سأكلمك فيما بعد لأنه موجود وأخشى ان يكتشف الامر .... مع السلامة"
تراجع ببطء واسند ظهره على الجدار وضاقت عينيه ثم أسدل اهدابه وضم انامله حتى اشتدت قبضته ودخل الغرفة لتشرق ملامح ديم بابتسامة جذابة وتمد يدها نحوه بدلال قائلة: "حبيبي"
بادلها الابتسامة لكن كانت ابتسامته قاتمة!

انتهى الفصل

رواية الحلم الرمادى لكاتبة هند صابرOnde histórias criam vida. Descubra agora