الفصل التاسع عشر

Start from the beginning
                                    

مررت هتان يدها على جبينها وقبل ان تقول شيء تابعت ديم بنبرة هادئة: "بإمكانك الخروج .... لكن لا تتأخري لأني احتاج لوجودك قربي لا اريد ان اشعر بالوحدة .... هتان ستعرفين لاحقا انني لا اريد ايذائك وستشكرينني يوما ما على حفظ كرامتك"

.................................................. ...............................

عندما عادت هتان من موعدها بعد الظهيرة استغربت وجود سيارة الطبيب وائل مركونة جنب المنزل مع ان لا موعد مسبق لديه!
تملكها القلق بشأن ديم وخشيت ان تكون تعرضت الى مكروه كأن أصيبت بوعكة ما ولم تجد أحد قربها وحملت نفسها المسؤولية
وبلهفة دخلت وهرعت الى صالة الضيوف لكن الذي زاد من مخاوفها انها لم تجد أحد!
بحثت في كل اركان المنزل حتى غرفة ديم لكن لا أحد هناك!

فركت يديها وتزاحمت الهواجس في رأسها عن مكانهما حتى فكرت بالغرفة النائية في الحديقة الخلفية التي تتخذها ديم مقر لممارسة هوايتها المهووسة بها وهرعت الى هناك وقلبها يخفق .... ما الأمر! ما الذي يحدث؟
عندما وصلت الى الغرفة ووجدت الباب مغلق لعب الشك بقلبها وضاقت عينيها وسيطرت عليها فكرة ما .... وائل وخطوبتهما القديمة واخفاء امر الخطوبة امام جاسر وتظاهرها بعدم معرفته بهدف بقائه الى جانبها ونظرات الغموض بعيون الطبيب كلما تطلع بعيون ديم!
معقول؟ يمكن ان تفكر ديم بالحنين الى الماضي وإمكانية تجاوبها مع الطبيب؟

وما ان أسندت جبينها على الباب لتسترق السمع حتى تعززت شكوكها عندما سمعتها تقول بنبرة ناعمة: "لا تبعد يدك استمر ولا ترتبك كالسابق .... ذكرتني بأيام ظننتها منسية .... نفس اللمسات ونفس القلق .... لست بارع ههههه"
عضت هتان على شفتها ولطمت صدرها ثم استدارت وهرولت هاربة وعضت على اصبعها ياللعار .... ماذا تفعلين يا ديم؟ الخيانة؟ وفي بيت الزوج؟
كرهت المكان وكرهت حتى الهواء الذي يحيطها هنا لانها شعرت بالوساخة .... ديم زوجة ليست صالحة ومريضة نفسيا وعلى جاسر ان يعرف حقيقتها ويتوقف عن الخوف على مشاعرها والاحساس بالتقصير الدائم نحوها.

بعد مقابلتها لبيلسان وبعد ما رأته في المنزل انتفضت وقررت الا تستسلم لما تراه خاصة وان بيلسان ابلغتها بضرورة الدفاع عن حقوقها والاثبات لجاسر انها بريئة وإنها ضحية وان ديم ورطتها بالإمضاء على وصول امانة لتضغط عليها وتتملكها واعطتها عنوان جاسر وشجعتها للذهاب اليه والتكلم معه قبل فوات الأوان لانها اليوم مسؤولة عن طفل وعليها ان تضحي وتجاهد لحفظ حقوقه

فعلا بيلسان محقة عليها ان تواجه مشاكلها وكفى استسلام خاصة بعد ان عرفت بخيانة ديم ووساختها رغم ما بها من عجز وسقم .... كفاها تأنيب لضميرها من اجل ديم الخائنة وكفاهم تعاطف معها والتبرير لها لو كانت صالحة لما تجرأت على الارتماء بحضن رجل اخر غير زوجها الذي أفنى سنوات من عمره يلبي مطالبها ويحقق احلامها ويؤثر على نفسه ....
كفى على جاسر ان يتركها ويتزوجها هي لانه اعترف لها بحبه ولأنها مازالت تريده رغم ما حصل بينهما فالليلة الماضية اثبتت لها انها لازالت تتقبله وترغب به.
ازداد التحدي بداخلها خاصة بعد ان كشفت مؤامرة بركات للإيقاع بينهما وقررت ان تقطع عليه سبيل ذلك وان يردها جاسر اليه ويعترف بالزواج وبالطفل سواء رضيت ديم بذلك او لم ترض ....
على ديم ان تتقبل الواقع
تتقبل ان جاسر تزوج غيرها وانه انسان لديه مشاعر ومن حقه ان يحصل على ولد والا تكون في قمة الانانية وتمنعه من ذلك وعليها ان تعرف انها ارتكبت خطأ فادح بخيانتها ويجب ان تتلقى عقوبة قاسية من الله.

رواية الحلم الرمادى لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now