الفصل السابع

Zacznij od początku
                                    

تشعر بالذنب اتجاه والدها واتجاه ديم والان اتجاه جاسر الذي شعرت بصدمته منها.
................................
في اليوم التالي استيقظت باكرا ورتبت المنزل واعدت وجبة الفطور وملأت المطبخ بالروائح الزكية وكل حجرات البيت بالعطور الخفيفة المنعشة وكل ما تفعله بطيب خاطر وبإحساس داخلي بالرضا لانها تشعر ان ذلك واجبها وما تفعله لا يضيع مع جاسر الذي يشعر نحوها بعرفان الجميل والشكر بالتأكيد
اثناء عملها كلما وقع بصرها على غرفة ديم المغلقة تقاوم انقباض صدرها لوجودهما معا
ليس لها الغيرة ليس من حقها هكذا عودت نفسها وهذا واقع حال فجاسر لديم بالضوء وامام الملأ ولها بالعتمة وبالسر وبعيدا عن اعين الناس حتى بيلسان المقربة منها اخفت عنها الامر لان جاسر حذرها وشعرت بتوتره ناحية بيلسان وكأنه لا يحترمها ولا تدري ما السبب؟
رضيت بذلك الوضع منذ البداية فعليها ان تواصل ذلك الى النهاية لكن الإحساس الوليد الذي بدأ يلح عليها ويضايقها هو القلق من القادم .... ما العاقبة؟ ما النهاية؟ ما مصيرها؟ مستقبلها؟ الى اين ستؤول امالها واحلامها؟ سيستمر الوضع هكذا الى النهاية؟
وهي تسكب لهما الشاي على مائدة الإفطار استغربت من الوجه الغريب الذي قابلها به جاسر اليوم وبدى جافيا وبارد وتأكدت شكوكها انه مستاء منها كما توقعت ولا بد لها من الاعتذار عما بدر منها لانها ليست معتادة على جفائه
اثناء تفكيرها مدت عينيها الى يده الذي يضعها على كف ديم وبتماسك وتجاوزت الامر لكن مع نفسها تمنت ان يداري شعورها ولا يتصرف بكل ذلك الود امام عينيها ويفكر انه ربما ذلك يجرحها لكن للأسف لم يحرص ابدا على المداراة امامها وكأنه لا يحسب لوجودها ويتناساها بوجود ديم
لكن اعتادت ان تمنحه الاعذار وتبرر له بأنه لا يريد ان يتغير على ديم ويحسسها انه لم يختلف كي لا تشك.
ديم وبغنج: "ستمضي اليوم كله معي لن اسمح لك بالخروج ما دمت في إجازة سيكون وقتك ملكي"
ابتسم لها بعفوية وقال باهتمام: "ومن لي غيرك يا قلبي .... بالمناسبة البارحة عرضت تقاريرك على طبيب قد وصل لتوه الى دمشق من خارج البلاد وقد شاع صيته وبذلت مجهود كبير حتى حصلت على الحجز ووعدني انه سيدرس التقارير ويرد علي الجواب غدا .... جهزي نفسك لا عرضك عليه لي امل به وكأنه طبيب حكيم وله وجهة نظر مختلفة"
مسحت هتان المنضدة جانبا وقطبت جبينها .... مازال لديه الامل ويبحث ويطقس مع انه أخبرها انه باق على ديم فقط لشعوره بالشفقة وانه يائس من شفائها
بسرعة افاقت من حماقتها وقاومت شعور الانانية
بالعكس المفروض انها تتمنى لديم التحسن والشفاء عليها ان تتخلى عن الضغينة فهذه ليست طبيعتها.

بعد الظهيرة قابلت بيلسان في الحديقة وكانت قد وعدتها ان تأتي لتقوما بحملة ترتيب للحديقة وجلبت معها الة لقص العشب وبعض النبتات وكانت بيلسان بنت موفورة النشاط والحماس مما اعطى هتان طاقة إيجابية وشرعتا بالعمل حتى اقترب موعد الغروب وجلستا للاستراحة وتناول القهوة.
دار بينهما حوارات وكانت هتان ترتاح لرفقتها وتنفس عن نفسها بالتعبير امامها عن كلما تشعر به فهي اليوم متنفسها الوحيد في هذا البيت حتى وجدت نفسها تبوح لها بموضوع بركات ومعاودته لمضايقتها مجددا وانه يرن على هاتفها وذلك يسبب لها حرجا كبيرا.

رواية الحلم الرمادى لكاتبة هند صابرOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz