19: عواصف و عواطف

18.8K 976 2.1K
                                    

'أنا أحيا وأنت بين ذراعي

صدى همساتك داخل أذني يدغدغ حواسي

عطرك الذي أشتمه يدفئ شعوري

ويرسلني طائرا بلا هدف أطفو في جميع أنحاء الغرفة '

ربما لأن الاشتياق بداخلنا ما هو إلا انعكاس لفراغ الأعين وهلاك الروح

ربما لأن الاشتياق هو فقدان صورة، هوية، مشاعر وربما هو فقدان الذات بأكملها

ربما لأن الاشتياق احتياج وما يشبع الاحتياج سوى نظرة

ربما لأن الاشتياق هو ما يراودك أثناء التحديق بالمرآة

حائرا، ضائعا، باحثا عن نفسك

فلا ترى سوى فتات وجهك يتهاوى بهشاشة

ويا للسوء

ما هو وجهك وإنما قناع

قناع ميت التصق وتشعب و استوطن ولن ينثر

تمعنت الأحجار السوداء بالزجاج الذي يعكس حسن ملمحه

وقد استولت على أركانه حبيبات العرق المتصببة و احتقان العروق منتشر على كافة محياه

لوهلة كان قد انفصل عن الواقع غير مبال بالصنبور الذي يذرف مياه غزيرة تمطر على يده الدامية

"سيدي ماذا نفعل به؟"

أتاه صوت روني موقظا إياه من شروده الطويل بانعكاسه فلملم شتاته و عاد لتنظيف يديه من دماء كارلوس التي لطخت معالمه و ثيابه كاملة

"قيدوه واحرصوا أن يظل على قيد الحياة إلى أن يفشي بالحثالة الذي أرسله"

أردف بنبرة عميقة هادئة بعدما جفف يديه ثم وجهه و ألقى بالمنشفة بعيدا، يخطو خارجا متجاوزا الرجل الذي ابتلع ريقه و باغته القلق

"لكن سيدي حالته سيئة للغاية، قد يموت قبل أن يتحدث"

حينها التف إليه الحالك بنظرة قاتلة وقد أظلمت سوداءه

"ذلك الجرذ اللعين لن يموت، هل فهمت؟ لا يمكنه الموت، اتصل بالطبيب لوكاس ليعالجه و يبقيه على قيد الحياة"

"حسنا سيدي"

أومأ روني بطاعة ثم هرول يسبق المظلم للسيارة خارجا حتى يوصله لوجهته

"هل نفذت ما أمرتك به؟"

أردف مستقرا بجسده الضخم على المقعد الثاني وقد تفقد حالته المبعثرة حيث أن قميصه قد تمزقت أزراره العلوية وتلطخ قماشه بدماء الرجل الذي أهلكه ضربا وأراه ما هو أسوأ من الجحيم

كان بحاجة لحمام عاجل و ثياب جديدة حتى لا يثير الشبهات حوله

"بالطبع سيدي، لقد أرسلنا سيارتك لمنزل الجبل و وضعنا ثيابا جديدة لك وبعض الطعام أيضا"

جيون جونغكوك: سجن الغرابWhere stories live. Discover now