01:الغرابي الغامض

38.2K 1.7K 1.7K
                                    


مرحبا ألماساتي بأول بارت من سجن الغراب
فقط للإشارة :
'الكلام المكتوب بهذه الطريقة يشير إلى الحوار الداخلي، أي أن الشخصية تخاطب نفسها سرا'
استمتعوا💜

♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢

-السادسة صباحا-

خيوط الشمس الذهبية تخللت غرفة النائمة من خلف الستار، ولم تمضي سوى بضع دقائق ليصدح رنين المنبه بأرجاء المكان الصغير
انكمشت ملامحها تعبيرا عن انزعاجها و رغبتها بالمزيد من النوم ولو بضع ثواني
وقت إضافي من النوم هو بمثابة وقت في النعيم لأمثال ذات الخصلات البندقية

"آااه..اصمت أيها اللعين أصمت"
أردفت بأعين مغمضة بينما انقلبت على بطنها بنية الاقتراب قليلا من الدرج الصغير الموجود بجانب السرير
لكنها عندما فردت ذراعها عشوائيا جعلت من المنبه يسقط بينما صوته لا زال عاليا يقرع داخل رأسها
مزعج كالجحيم

صمت المنبه أخيرا لتبتسم بسعادة وهي بين اليقظة و النوم
لكن ما هي إلا ثواني حتى صدح صوت آخر
نغمات هاتفها أخذت ترن باستمرار
أجل إنه المنبه الخاص بالهاتف

"اصمت أنت الآخر أرجوك"
انتحبت ببكاء بينما تمرر أصابعها عشوائيا على شاشة الجهاز لكنه لا يتوقف
بل أخذ يظهر بعض العمليات الحسابية التي يجب أن تنجزها بدقة حتى يتأكد نظام المنبه من كونها مستيقظة تماما

ما كان منها إلا أن زفرت بحنق لتعتدل بجلستها مباشرة
أخذت تفرك فروة شعرها المبعثر بكسل ثم أزاحت غرتها عن عينيها حتى تتضح لها الرؤية جيدا
أنجزت العمليات الحسابية بوجنتين منفوختين من الغضب
بينما شفاهها العابسة لا تكف عن الشتم
"أجل أيها اللعين، استمر في الزن فوق رأسي وأقسم أنني سأحطمك...بت أكره تلك النغمة بعدما كانت أغنتي المفضلة"

أخيرا وبعد حرب طويلة مع الاستيقاظ، طاوعها قلبها بالنهوض عن السرير الدافئ لتلفحها برودة الجو مباشرة
"البيئة أكبر منافقة على وجه الأرض، من يرى أشعة الشمس يظن أننا في غشت بينما برد ديسمبر القارس يكاد يفتك بعظامي"
استمرت في التذمر، في حين ترتب فراش سريرها بعناية، صفقت بسعادة فورما انتهت لتضيف لمستها الأخيرة حيث وضعت دبها المحشو بين الوسائد

"والآن للاستحمام!"
هتفت بابتسامة مشرقة كما اعتادت كل صباح
كونها تعيش وحيدة فمن واجبها إعطاء نفسها دفعة من التحفيز و التفاؤل كل يوم
حتى باتت معتادة على مخاطبة نفسها جهرا كل يوم

بعد أخذها حماما دافئا، اتجهت نحو خزانتها بنية أخذ بعض الثياب
تستوقفتها اليومية المعلقة على بابها الخشبي
لترسم على شفاهها ابتسامة عريضة ثم تناولت القلم لتحيط اليوم الحالي بدائرة سميكة
"إنه يوم زيارة صغيري...علي أن أبدو بأبهى حلة"

جيون جونغكوك: سجن الغرابWhere stories live. Discover now