22 : عازف المزمار

19.8K 1K 2.4K
                                    

'تأسرني النوتات العذبة بصوتك وإلى القاع تجذبني نغماتك

أتراني أراقص طيف ألحانك أم ظلك يلاحقني؟

هل أتبع صوت مزمارك؟

عسى أن أغرق بأرطال من عسل

فماذا لو قيدني الوحل و بمرارة جناحيك سممتني؟'

ǀ السادس والعشرون من ديسمبر - السابعة صباحا ǀ

تفتحت أزهار الصباح سامحة لعبيرها الفواح بالالتحام مع حبيبات الهواء فانتشرت النسمات الناعمة معطرة الجو

ثم تسللت ذرات الأوكسجين النقية تداعب أنفاس النائمة بسلام فوق الأريكة العريضة

كشفت حسناء الملمح عن ربيع عينيها حيث تراقصت أهدابها بخفة واحتضنت لؤلؤتيها الشعاع الخافت المنبعث من زجاج الشرفة

أزاحت الغطاء الدافئ عن جسدها لتعتدل جالسة بجسدها، تمطط أطرافها المتشنجة وتمسد عضلات رقبتها بمعالم ممتعضة

أول ما خطر على بالها هو كيف كان الغرابي يتحمل النوم في ظروف غير مريحة كهذه بعيدا عن نعومة السرير مكتفيا بأثاث ضيق و قاسي الملمس

وبذكر فحمي الشعر

ألقت نظرة نحو جسده الممدد براحة على السرير الذي اعتادت النوم عليه

لكنها تخلت عنه البارحة كون الآخر مصاب ويحتاج مكانا أفضل للراحة

الغراب لم يبدي رفضا واضحا وهي بدورها لم تكن على استعداد لجعل شخص مريض ينام فوق الأريكة فانتهى يومهما بسلام غريب

ربما الحالك أنهكه التعب ونال منه الألم بعد نفاذ مفعول المهدئات لذلك هو كان صامتا طوال الوقت

وضعيته لم تتغير فهو لا زال مستلقيا على بطنه مستعينا بذراعه كدعامة لثقل رأسه و يتنفس انتظام

تنهدت ذات أعين الربيع لحاله ثم استقامت قاصدة الذهاب للحمام و بدأ يومها الشاق

إنه السبت، أي أول أيام عطلة نهاية الأسبوع، لكن طنا من الدروس ينتظرها في الزاوية فالاختبارات النصفية على الأبواب

ولأن حياتها رائعة جدا لا زالت لم تباشر الدراسة ناهيك عن المشروع الذي ينتظرها رفقة سوجين

سارت نحو الخزانة تلتقط لباسا منزليا مريحا وفي طريقها للحمام تحدثت بسخرية:

"أعلم أنك مستيقظ "

كشف الغراب عن ثقبه الأسود فور التقاطه لفرقعة إقفال الباب

هو يمتلك نوما خفيفا و معتاد على البقاء متيقظا ليلا لذلك أدنى حركة حوله تحفز دماغه مباشرة وتجعله متأهبا

جيون جونغكوك: سجن الغرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن