24: الحسناء و الوحش

16.7K 977 1.6K
                                    

'وأنا جالس في الحديقة وحيدا، رأيت زهرة تشبهك

تمنيت لو منحتك إياها لكني على علم بأنني لن أستطيع فعلها أبدا

كل ما أجيده هو الرحيل، الفرار

لأنني قبيح جدا

ومع ذلك، لا زلت أرغب بك'

BTS- The truth untold


بين أسوار قلعتي الباردة وظلامها الخانق، طمرت قبح وجهي و خبأته أسفل دماثة ردائها الرث فصرت كالجرذ الخائف أقمع انسلال بهاء النور إلي خشية اختراق ما تبقى مني واندثاري كالرماد.

أنا الذي كبحت عن نفسي طعم الحياة وعاهدت أجنحتي بعدم الطيران

أنا الذي انحلت صورتي بعمق ذاكرتي فكم جاهدت للفرار، كم انطويت و حطمت كل طرقة صدرت عن أيسر صدري خشية موتي عند أول لقاء يجمع دمامة محياي وأعينهم القاسية.

لم أدرك للسعادة سبيلا سوى بصيص من النعيم قد صنعته لنفسي داخل حديقتي الصغيرة، جنتي التي تساقطت فوقها كالسماد حتى أرويها و تزهر بألوانها، لعل نضارة تلك البتلات الناعمة تستر عني شناعة ملمحي المشوه.

أنا الذي لم أعهد لنفسي زوارا سوى صغار العصافير تأتيني مغردة كل صباح ،ليس حبا بي بل طمعا في عبق معشوقاتي البهية

استيقظت فجأة على ضوضاء لم تألفها أذني، ثم وقع أقدام رقيقة تراقصت فوق قلبي حتى انقبض خائفا من اكتشاف وجود هذا الكائن المقزز الذي يكون أنا

انقلب خوفي لغضب هائج حين التقطت هيأتك الضئيلة تقطف معشوقاتي و تقتلع جذورها دون رحمة، ولأنني جبان وقبيح، اكتفيت بمراقبتك كل ليلة من خلف نافذة قصري العتيق وأنت تتسللين إلى جنتي وتقطفين من روحي حتى نزف قلبي كل دماءه.

اضمحل الضباب عن عيني وبات خافقي يتوق للمحة من مقلتك المتلألئة أسفل ضوء النجوم وما عدت لزهوري بمهتم، بل كلفت نفسي عناء اختلاق وردة تضاهيك جمالا وفتنة، ببتلات لا تليق أطرافها إلا برقة يدك الدافئة

ليتك تشعرين بما حاربته داخلي، بالطوفان الذي حل بي وأنا أستجمع ذرات الشجاعة من حيث لا أدري حتى أريك نفسي ولو لمرة واحدة لعل الثقل ينزاح عن أيسر صدري وأستطيع التنفس من جديد بعدما سلبت أنفاسي بروعتك.

ماذا عساي أقول أيتها البهية؟

انتظرت ليلة باردة ثم ثانية ثم ثالثة ثم أخريات غير معدودة استوطنت أثناءها شرفتي المظلمة لعلك تعودين و تحررين رقبتي من قيد لؤلؤتيك

لكنك أيتها المليحة قررت التخلي عن جنتي وعن هذا القبيح قبل أن تدركي وجوده حتى

خبأت صورتك بقلبي كالنصل القاتل ورحت أتحرى مسكن صاحبة الأنامل الرقيقة والطلة الملائكية

جيون جونغكوك: سجن الغرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن