21: دم، عرق ودموع

17.7K 1K 2.5K
                                    

اتركي لي حبا أعيش به عندما ترحلين'

دعي لي شيئا أحاول حله في نفسي بعد مضيك بعيدا

لقد عشت قبل وجودك، سأعيش كذلك بعد رحيلك

لا تظني أنني سأواجه الدنيا وحدي

أنا في الواقع كنت أحارب دائما

وبعدك كذلك سأحارب'


"انهضي، بسرعة"

سحبها ثم نظر في عينيها بعمق كأنها آخر مرة

ذات أعين الربيع تسمرت في مكانها

يصعب عليها تجرع مجموعة من المشاعر المتضاربة في آن واحد

النظرة الجادة في سوداويتي الغراب تجعل صدرها يضيق و يفقد أنفاسه

تشعر بجسدها على حافة الانهيار كلما استرقت النظر لما خلف ظهر الحالك العريض حيث مجموعة الرجال تقترب أكثر فأكثر

كأن رائحة الموت تلاحقها وتدغدغ جيوب أنفها مسببة لأطرافها الارتعاش

"إياك أن تنظري للخلف"

"ها؟"

نظرت لوجهه ببلاهة حيث وقع كلماته أضحى ثقيلا على مسامعها وعقلها بالكاد يحلل ما يستقبله من أعاصير ذهنية

حينما قرأ الحالك علامات الهلع والصدمة على معالمها، تنهد بعمق ثم سحب ذراعها وهي فقط كالدمية تنساق خلف تحركاته السريعة

"ارتدي بسرعة"

كان قد تركها لوهلة ثم عاد حاملا معطفها بين يديه وحقيبتها أيضا ثم حثها على التقاطها

"ماذا سنفعل الآن؟"

عقل إيما لا زال مسجونا عند مشهد أولئك الرجال المسلحين

جل ما تفكر به هو هل سينجوان أو بالأحرى كيف سيفعلانها؟

لكن الغرابي كان خفيفا في تحركاته يفعل ما بوسعه لتجاوز هذا الفخ بسلاسة

الخوف بعينيها يشتته كثيرا وعدد الرجال يضغط على أوتار أعصابه فهو حرفيا لا يملك سوى مسدسا واحدا ورصاصات معدودة

سحبها مجددا تحت تساؤلاتها المتتالية التي انتهى بها الأمر دون أدنى إجابة من طرف الآخر

كان للمنزل باب خلفي يقبع في المطبخ قادها إليه ثم توقف لوهلة أمام جسدها الضئيل محدقا بملامحها المذعورة

"اسمعيني جيدا، فورما أفتح هذا الباب، اركضي بكل ما تملكينه من قوة، لا تستديري مهما حصل حسنا؟"

ظلت تحملق به بثغر منفرج وأعين جاحظة فورما مد ذراعه ناحية المقبض الحديدي حينها تشبثت بها بقوة

جيون جونغكوك: سجن الغرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن