11: تجربة

14.6K 984 1.5K
                                    

شغلو المقطوعة فوق بجزء تاتا وإيما رجاء

◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊

"وهذا لن يحصل إلا إن أصبحت زوجة الغراب"

لمعة احتلت خضار مقلتيها وانقباض مروع هاجم ما يقبع خلف قفصها الصدري نابضا بجنون

ثغرها توسع بصدمة والحروف علقت بحنجرتها تأبى التدفق إلى العالم

حملقت بصمت داخل مجرته المظلمة والتي لا تضمر خلفها سوى البرود و الكثير من القسوة

شعرت بحلقها يتيبس بينما تنقل عدستيها الجاحظتين بين سواد عيناه، تلبستها حالة من الذهول والإغماء العقلي لدرجة فقدانها الإحساس بماهية الوقت ولم تستوعب الثواني العديدة التي أمضتها واقفة تتأمل وجهه كالصنم

ولم يرشدها لصوابها سوى فوهة المسدس التي التصقت بطرف جبينها للمرة الثانية مسببة ارتجافا هائلا بساقيها

"ليس أمامك وقت العالم كله، أريد جوابا"

صوته العميق البارد اخترق سلام أذنيها لتسقط دمعة حارة على وجنتها الملطخة بالدموع مسبقا ثم ابتلعت ريقها الناشف بصعوبة

"أنا-أنا لا يمكنني فعل هذا"

"حسنا إذن"

سحب الزناد مرة أخرى دون مبالاة لاضطراب أنفاسها

تعابير وجهه الفارغة لا تتغير ولا يبدي أدنى تفاعل أو مشاعر اتجاه ما يجري حوله

"لا مهلا أرجوك"

صرخت مفزوعة ببكاء تمسك معصمه بأناملها المرتعشة ثم توسلته بصوت مخنوق

" ألا يوجد حل آخر؟ سأفعل أي شيء تطلبه مني إلا هذا"

بقي صامتا محدقا بخضرائها الدامعة

"أرجوك، لا يمكنني أن أتزوجك"

بل الأحرى بها أن تقول 'لن أتزوج مجرما مثلا'

لكن وضعها الحالي لا يسمح لها بالمجازفة بحياتها على حساب لسانها اللاذع

"ليس وكأنني أموت كي أتزوجك"

سخر بنبرته الخشنة مزيحا يدها عن معصمه بحدة

حينها تلألأت خضراءها وقالت بنبرة جاهدت لجعلها مسالمة ولطيفة إلى أقصى حد ممكن بالنسبة لرجل تمقت حتى أنفاسه

"أرأيت؟ لا أنا أريدك ولا أنت تريدني، لما لا تدعني أذهب في حال سبيلي؟ أقسم أنني لن أخالف الوعد الذي قطعته، إن وشيت بك أو ذكرت حتى اسمك بإمكانك حينها التخلص مني كما يحلو لك"

ظلت تراقب ملامحه بأمل، عله يرأف بحالها

عله يخلي سبيلها و يدرك مدى قبح ذنبه بحرمانها من حريتها لجريمة لم تكن أساسا من صنع يديها

جيون جونغكوك: سجن الغرابWhere stories live. Discover now