09: صراع الإخوة

13.4K 1.1K 1.4K
                                    

قلب الإنسان كالمنزل

إذا زرعت بداخله الحب و أثثته بفراش دافئ سيؤويك من حر الصيف و يقيك برد الشتاء، حينما تزين جدرانه بطلاء الفرح و تملأ أركانه بزهور المحبة سيكون لك قصرا ولن تخذلك جدرانه يوما

أما إذا زرعت بداخله شوكا، ستكبر أغصانها و تخترق الشقوق والنوافذ، ستكبر إلى ما لا نهاية له وستلتف حوله حتى يضمحل عنه دفئ الشمس و ينقطع ضوء القمر

وسيضحى القلب باردا ميتا ككمان انتزعت أوتاره

كان يعد الأيام و الليالي على رؤوس أصابعه ليتخلص من الأغلال على قلبه أخيرا

لليوم الذي سيسحب فيه نفسا عميقا ك'هو'

كشخصه وليس كهوية منحت له حتى يستمر في الحياة

حينما فتح عينيه كان رجلا فاقدا لكل شيء

خسر حياته و عائلته

ثم خسر هويته

تسللت الضغينة إلى فؤاده فأقسم أنه لن يحني ظهره مجددا

وسيكسر رقابهم واحدا تلو الآخر ولو كلفه ذلك التجرد من ماضيه و نكران أحبائه

ذلك الحلم الذي دمروه لأجله

هو تشيث به بأظافره وسار بفخر في سبيله

حتى أضحى شامخا كالجبل

يهاب اسمه الجبناء و تتربص به الضباع

لكنه سيقاتل هذه المرة

ولو كان الأسد الوحيد في الغابة

سيطيح بهم للأسفل

لأنه اختار طريقه الذي سينصره

لأنه آمن بقوة العقل

ارتدى زيه بكبرياء متفجر وسار رفقة فريقه لوكر الضباع بلا خوف

مضت ست سنوات منذ أن وطأت قدماه ذلك المنزل

وقد وعد نفسه أنه لن يدخله إلا و بيديه أصفاده الحديدية ليقيد بهم من كانوا سببا في تجريده من اسم والده

بخطواته الرزينة تقدم مستنشقا بعمق شديد

لينفذ ما حلم به و تدرب لأجله ست سنوات متتالية

وكما توقع تماما

أول ما تراءى لمقلتيه هو وجهه

بشرته الشاحبة لم تتغير يوما، تلك السوداء الحادة توسعت بصدمة بعدما كان يكسوها البرود مع كثير من الحقد

لا زال يملك نفس الملامح المظلمة

لكنها اكتسبت لمسة من النضج

ازداد طولا و ضخامة وكتفيه أضحت مرتفعة بعدما صار رجلا كاملا

أشاح بعينيه مبتلعا ريقه بخفوت

جيون جونغكوك: سجن الغرابWhere stories live. Discover now