27: شبح الماضي

15.9K 900 1.9K
                                    

' في ركن من ذكرياتي كان هناك بيانو بني

في ركن من بيت طفولتي كان هناك بيانو بني

أتذكر عندما كان أطول مني بكثير فأغراني مظهره

نظرت للأعلى ثم لمسته بأصابعي الصغيرة و قلت : كم أحب هذا الشعور يا أمي

اعتدت على ضغط المفاتيح بحرية مثلما رغبت يدي

جل ما علمته حينها أن السعادة تغمرني كلما نظرت إليه

ثم ازداد طولي ومعه كبر إهمالي

أدرت ظهري لك يا من عشقت ولم أدرك أن مفاتيحك البيضاء التي تشبه الأحجار الكريمة كساها الغبار وأضحت منسية '

SUGA - First love

◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊


ما هو الحب؟

أي عاطفة هي تلك التي تأسر قلبا واسعا وتصب داخله كشتاء عاصف ؟

أي أعجوبة هي تلك التي وبنظرة واحدة تذوب القيود وتتحرر الأفئدة فتنزلق أشعار الغزل عن الأفواه الهائمة وتطوف بالسماء كفراشات بديعة الألوان و رحيق متناثر حلو عبيره و فواح أريجه

أي خمر هذا الذي يذهب العقول كخلطة عتيقة اللحن، كقطعة ألماس صافية جوانبها، تتجمع بباطنها أشعة الشوق ولهيب وعود خالدة

متى يدرك المرء أنه أصيب بقوة حتى انهالت أسوار حصونه؟ أهي لمسة رقيقة تقبض روحك فتنشل سيقانك عن الركض بعيدا أم قبلة جنية ساحرة تحط على نبضك كالبلسم الناعم ثم ترفرف تاركة موضعها ضحية لشعلة فائقة الحرارة فتظن أن دواخلك تحترق؟

ثم أوليس الحب متبوعا دوما بالفقدان ؟

فلم المجازفة وخوض غمار حروب الدنيا إن كان مصيره التحليق بعيدا مخلفا بقايا هشة الصنع، ضعيفة التماسك وكثيرة التآكل حتى غلفها غبار الإهمال ؟

أوليس العاشق المخبول كبقايا زجاج متناثرة؟

كيف له أن يدوس على شظاياه دون خوف ويهوى بنصف روحه ثم يقرأ أبيات السلام على نصفه التائه عله يزور عظام جثته يوما ويتلو على طيفها الوداع

أيمكنك أن تحبني حتى وأنا عبارة عن نصف أغنية كئيبة ؟ وأنت الكامل بألوانك الحية، أنت النشيط ذو الأجنحة المرفرفة و الابتسامة العذبة فهل أغريك بأوصالي المتآكلة و التجاعيد التي ملأت روحي ؟

هل مقلتاي الذابلة تكفيك؟ هل دموعي المرة كفيلة بسقي جذورك البديعة؟ فإني يا بلسم روحي أكاد أتيبس من الداخل ولا أبالي إن أصابني التصحر وأنا أسعى للغوص بمجراتك المتلألئة

◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊


'أسألك الشفاء لقلب والدتي المتعب ولوالدي أن يعود للبيت سالما دائما و لتايهيونغ أن يعود الفتى المراعي الودود كما كان ولي؟ أن أراهم حولي كل يوم، ذلك يكفيني'

جيون جونغكوك: سجن الغرابWhere stories live. Discover now