14: لوسيفر

17K 1K 1.7K
                                    


"في عيونك رأيت وطنا وأنا الذي طالما حييت تائها بلا انتماء"


|السادسة مساء|

ذات أعين الربيع ما فتئت تراقب غروب الشمس خلف الجدار الزجاجي، خضراوتيها تلمعان إثر المشهد الساحر الذي لا زال محافظا على بريقه الاستثنائي رغم تكراره يوميا

نادرا ما نرى الجمال بالتفاصيل الصغيرة التي ربما تعودنا عليها وباتت أمرا بسيطا

لكن الشروق والغروب، زرقة السماء الصافية وثوبها الأسود الليلي لطالما أبهر مقلتيها ولطالما قادتها قدماها لتأمل بديع صنع الخالق

مضت بضع ساعات على عودتها للشقة وحيدة بعدما تركها الغرابي أمام بوابة الإقامة مغادرا دون كلمة

وهي الأخرى اختارت الصمت عقب رؤية الاحمرار الذي داهم عينيه و أنفاسه المتسارعة طوال الطريق

حتى أنها تكورت بمقعدها دون الاحتجاج على سياقته المتهورة

لسبب ما وجدت أن إغضابه آنذاك لن يكون بصالحها، أو ربما لسانها انعقد من كم المفاجآت التي تلقتها بمكتب المحامي

فإن كانت جثة الضحية تحمل اسم جيون هوسوك بينما هذا الأخير على قيد الحياة

فمن الذي قتله شقيقها؟ من يكون لوسيفر؟ وكيف تم التلاعب بكل شيء؟

والأهم من هذا كله

من الفاعل؟

رنين الجرس أيقظ إيما من شرودها لتخمن أنه ربما روني

لذلك تحركت بتملل تفتح الباب بوجه ممتعض إلا أنها تفاجأت بالزائر غير المتوقع

"آسف لإزعاجك في هذا الوقت المتأخر"

أردف بنبل شديد ملقيا نظرات الاعتذار نحو من تنظر نحو بتعجب

ما الذي يفعله شقيقه هنا؟

ما كادت تنعم ببعض الراحة من وجوده المستفز حتى جاءها أخوه لأسباب مجهولة

بقيت تطالعه بحيرة حتى نظف هوسوك حلقه قائلا ببعض الإحراج

"أ أستطيع الدخول؟"

هي عقدت حاجبيها دون رد مجددا ليبتسم الآخر مطمئنا

"أعلم أنه غير موجود لا تقلقي"

كلامه هذا زاد من حيرتها لتتبعه بأعينها وهو يحمل نفسه للداخل بثقة بينما هي كانت تفكر بطرده فعلا

في الحقيقة ليست قلقة ولا خائفة من الوحش وعائلته

جميعهم يعبثون بأوتار أعصابها ولا تتحمل تفاهة أخرى من مختل آخر ينتمي إليهم

"إن لم تكن هنا لأجل شقيقك، ما الذي جلبك إذن؟"

ضمت ذراعيها قائلة بهدوء جاعلة من المحقق يبتسم بلطف مشيرا لها بمشاركته المقعد حتى يقول ما بجعبته براحة

جيون جونغكوك: سجن الغرابWhere stories live. Discover now