16: غضب الغراب

17.6K 969 1.8K
                                    

'أنا الهلاك بين يديك أضحيت قربانا'

"جونغكوك قادم"

أردف الشاب مبديا ملامح قلقة

لقد أنهى مكالمته الوجيزة للتو مع فحمي الشعر يطمئن فيها عن حالة الفتاة التي اختفت قبل سويعات دون أدنى خبر منذ أن هب الغراب للبحث عنها

كان جيمين يجلس بغرفة المعيشة الخاصة بمنزل عائلته

وأمامه تقبع والدته وابنة خالته نايومي اللتان تدردشان في مواضيع عشوائية بينما تحتسيان قهوتهما المسائية المعتادة

حازت الكلمات التي تفوه بها ثغره على انتباه المرأتان مباشرة وقد لمعت زوج الأعين السوداء بشوق منفجرة بفيضان من العواطف عندما التقطت آذانها الاسم المحبب لخافقها

"حقا؟"

أردفت العشرينية بلهفة جاهدت لكتمانها دون جدوى

إلا أن تعابيرها انطفأت بخيبة حالما سمعت خالتها مي يونغ تتذمر لابنها

"وما شأننا بذلك المتشرد، فليأتي أوليذهب للجحيم، لا أعلم حقا لما لا يزال ملتصقا بهذا المنزل ألم يحصل على شقته؟"

"أمي!"

انتحب جيمين يرمق والدته بانزعاج لتنهره جاحظة عينيها

"ماذا؟ ألا زلت تدافع عنه، هل هو من دمك ولحمك حتى تشاجر والدتك لأجله أيها الغبي؟"

"لكنه صديقي وبمثابة أخي لقد كبرنا سويا بهذا المنزل"

الأخرى ضحكت بسخرية تنظر لطفلها بغير تصديق، ترى أن دماغه محشو بكومة ضخمة من الغباء والبلادة، لا تصدق كيف لابنيها الاثنين أن يكونا مختلفين تماما عما هي عليه وعما حاولت جاهدا تربيتهما عليه

لطالما عملت جاهدا على زرع الكره في قلبيهما تجاه أبناء جيون منذ الصغر

إلا أنهم كلما كبروا كانت علاقتهم تتوطد ولا شيء مما طمحت له قد تحقق على أرض الواقع ولو مثقال ذرة

"أنت معتوه كبير جيمين، لا تكف عن الركض خلف ذيل ذلك القمامة حتى يأكل رزقك و يحتل مكانك كليا"

ثم صمتت تشاهد عبوسه وحزنه الكبير لكلامه قبل أن تدير ظهرها له لتقابل وجه نايومي مبتسمة بسخرية

"كأنه لم يفعل ذلك مسبقا"

"بني جيمين ما بال وجهك منكسر هكذا؟"

حطت هي سو بجسدها قرب الرجل الشاب وهي تجول ببصرها بين الموجودين تستشعر الأجواء المشحونة

لقد انضمت لهم للتو ولا علم لها بالمحادثة السامة التي دارت بين الأم وابنها قبل هنيهة

"لاشيء حقا"

جيون جونغكوك: سجن الغرابWhere stories live. Discover now