02:سجينة الغراب

19.4K 1.2K 1.3K
                                    

مرحبا ألماساتي💜
شكرا لإنكم ما خيبتوني وتفاعلتو على أول بارت

استمتعوا 🔥

♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢

|الخامس من ديسمبر- الثانية عشر زوالا|

غيرت ذات الخصلات البنية ملابسها المخصصة للعمل
وضعتها داخل الخزانة الصغيرة وعادت لترتدي بنطالها الأسود الواسع رفقة قميص أبيض بسيط خال من الزخارف
تأملت وجهها بالمرآة الصغيرة المعلقة على الباب الخشبي بينما ابتسامتها كالعادة لا تفارق شفتيها الورديتين
عدلت قبعة البيريت القطنية الدافئة على رأسها
ثم بعثرت خصلات غرتها قليلا لتحصل على مظهر مثالي للذهاب إلى الجامعة

"البرد لا يمزح هذا اليوم، علي ارتداء معطفي"
تمتمت بينما تتأمل الأجواء الماطرة خارجا من خلال الباب الزجاجي للمحلبة

لقد اعتادت على هذا الروتين في حياتها
تستيقظ في الصباح الباكر، تتجه للمحلبة، تخبز مقدارا معينا من الخبز والحلويات
ثم تستغرق الصباح كاملا في البيع

أما بعد الزوال، فهو مخصص لجامعتها ودراستها وفي الليل تعود لفتح المحلبة
أحيانا تضطر لبذل جهد مضاعف حتى تنسق بين أحلامها وقوتها اليومي
عكس الفتيات الأخريات، لم يكن لها هوايات تمارسها
ولا أيام عطلة تقضيها بالأماكن المخصصة للترفيه
ولا حتى أصدقاء تشاركهم بعض المتعة

اعتادت على كونها وحيدة في كل شيء
تتحمل كامل مسؤوليتها، إضافة إلى شقيقها الأصغر
دون معيل أو سند مادي أو نفسي
لكن هذا لم يمنع يوما الابتسامة من الاختفاء من على ثغرها
لطالما حافظت عليها منذ أن وعدت نفسها بذلك

كانت على وشك تناول معطفها وحقيبتها الموجودان على العلاقة قرب الباب
لكنها تفاجأت بالجرس الذي قرع فور دخول زبون جديد

التفتت لتقابل هيأة مألوفة
إنه الغرابي من يوم أمس
ذلك الغامض الذي أنقذها من أولئك المبتزين
ثم شرب قهوته وغادر بصمت

طالعته بتفاجؤ لثواني
ولم تغب عن تلك السوداويتين الثاقبتين، نظراتها المتعجبة نحوه

خضراوتيها الغامقتين تطالعانه من أعلى لأسفل بينما رموشها الكثيفة ترفرف بسرعة

'ها هو يرتدي الأسود مجددا، من أعلى رأسه لأخمص قدميه، وتلك الأعين القاتمة تنظر بثبات وحدة، لسبب ما هذا الرجل يجعلني أشعر بالارتباك!'

هالته المظلمة انتشرت في الأرجاء مجددا
رجل يكتسي الأسود القاتم
جامد بنظارته
تعابيره كالصنم المتحجر
ومرة أخرى لا ينبس بكلمة
فقط يتواصل مع عينيها بعمق
لو كانت جيدة بقراءة ما خلفها لشاهدت الشياطين و اللعنات تتراقص حول حلقة من جحيم
للمحت نيران الغضب والانتقام المتأججة
لكن جيون جونغكوك
لا أحد يقرأه!

جيون جونغكوك: سجن الغرابUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum