_ بتعمل إيه في حياتك؟
هز كتفه بلا تعبير مردفًا
_ بنام.
_ أهم حاجة تكون مرتاح.ضحك بدون مرح
_ إطلاقًا يا حُبي واللهِ.
عضت شفتها السفلى متنهدة
_ محتاج إيه عشان تكون مرتاح ؟
أغمض عيناه يتنفس بعمق
_ سلام نفسي ممكن ، شوية حظ ميضرش ، حياة أفضل يا سلام ، محتاج كتير يا مِيرال.
أدركت الآن أن حزنه ليس على وفاة والدته ، حزنه على كل الفرص الضائعة و الحظ العاثر ، الليالي التي باتها مُحبطًا ضريبة لطموحه الزائد في دولة لا تعترف سوا بسلطة المال و نفوذه ، كم مرة كان بها على الحافة يكاد يسقط من فوق سطح أحلامه و ينتهي بهِ الأمر مُهشمًا و قد ظن أنها النهاية ، لم تملك سوا معانقة كتفه والهمس بدعم
_ هتلاقي كل إلي إنتَ محتاجه بس بص حواليك و أصبر ، إن اللَّه مع الصابرين يا أدهم.
أسند ذقنه على رأسها مقررًا
_ ونعم باللَّه، قولي لي إنتِ بتعملي إيه ؟
_ ولا حاجة إتقبلت في الوظيفة بس و تطوعت في جمعية خيرية.وعلى غير توقعها لم تلمح في عينه نظرة محبطة ، لقد كانت تتجنب الحديث عن عملها خوفًا على مشاعره لكن إتضح أن هناك أشياء لا تتغير
_ ما شاء اللَّه كويس جدًا ، واثق إنك هتطلعي أحسن ما عندك.
إبتسمت بإمتنان تاركة جسدها يستند على جسده بـ دعم
_ أنا نسيت ياسر.
همس مازحًا لتضحك في المقابل
_ يعز عليا أقولك قوم واللهِ بس عيب ده ضيف بردو.
إبتسم إبتسامة لم تصل لعينيه وهو يعتدل مشاكسًا إياها بوقاحة
_ إستري نفسك يا عسل بقى عشان بأمانة المنظر إلي شوفته أول ما دخلت الأوضة مش هقدر أمحيه بسهولة.
نظرت لهُ بصدمة متذمرة
_ وأنا إلي مفكراك مُكتئب حتى وإنتَ في أسوء حالاتك النفسية باد يا أخي إتقي اللَّه.
ضحك ضحكة قصيرة خارجًا من الغرفة ، نهضت ترتدي فستان فضفاض لا يلتصق بأرجلها وتبعته للخارج ، جلست على الكرسي المقابل لهُ هو وياسر و فاجأة رن جرس الباب بجنون لينهض كلا من ياسر و أدهم متجهين نحو الباب تتبعهم مِيرال وما إن فتح أدهم الباب حتى إندفعت مِيرال نحو الواقفة أمام الباب بلامح مكدومة
_ سُهيلة مين إلي عمل فيكِ كده ؟!
إرتمت بين أحضانها تُلقي حقيبتها أرضًا ، تبكي آلام جسدها و روحها تبكي الذل و المهان التي أُجبرت عليه
تبكي ضعف شخصيتها و خضوعها في البداية تبكي كل الأبواب التي أُغلقت في وجهها ، شهقاتها ترتفع و جسدها يترجف كل ما بها يصرخ وجعًا لقد تحطم بها شيء لن يندمل ولو بعد حين_ بسم اللَّه على قلبك يا حبيبتي بس اللَّه على قلبك.
همست مِيرال باكية و قد صمت الجميع أمام هول الموقف ، و سهيلة لم تتوقف عن البكاء رغم محاولة تهدئتها من قِبل مِيرال ألا يجوز لها الإنهيار ولو لمرة ؟
_ طب تعالي ندخل جوا.
سحبتها لتسير بجوارها وهي تغلق الباب برفق ، أجلستها على الأريكة محضرة لها كوب ماء بارد تنظر لأثار الصفعات على وجهها بألم مصحوب بغضب ، نظرتها الكسيرة لم تخفى عليها أيضًا لذلك أصرت على الصمت حتى تهدأ.
_ هنستأذن إحنا يا طنط وتسلم ايدك على الأكل تعبناكِ معانا.
شكرها أدهم بتهذيب مستئذنًا في الرحيل ، وقفت مِيرال تصافحه بتعب هامسة
_ معلش يا أدهم واللَّهِ بس سهيلة منهارة زي مانتَ شايف كده.
إبتسم مطمئنًا
_ عارف يا مِيرال خليكِ جمبها بس وربنا يجعل العواقب سليمة.
_ يارب يا أدهم يارب.بعد صعوده هو وياسر جلست بجانب سهيلة تضمها بصمت لتنفجر الأخرى باكية
_ تعبانة أوي يا مِيرال تعبانة فوق الوصف.
هدهدتها برفق
_ إرتاحي وكل حاجة هتتحل إن شاء اللَّه.
_ مفيش حاجة هتتحل.همست بفزع و نشيجها يرتفع ، حاوطت مِيرال كفاها المرتجفتان بدفئ
_ كل حاجة وليها حل صدقيني المهم إنتِ.
بقيت صامتة قبل أن تهمس بصوت ميت
_ حاول يغتصبني.
إتسعت عيناي مِيرال بخوف وهي تستمع لباقي حديثها
_ كنا رايحين نختار العفش و الحيوان حاول يغتصبني في العربية ، بعد ما كنت قررت أرضى بالأمر الواقع زي ما بيقولوا بس هو كتب النهاية بأبشع صورة ممكنة ، هربت منه إشتكيت لأهلي ملقتش غير إهانة وضرب و تحميلي أنا الذنب زي أي بشر معندهومش عقل في وسط المجتمع المقرف ده ، لحد آخر لحظة كنت عذارهم كنت بقول ومن الحب ما قتل لكن أرجعلهم مكسورة بعد ما كنت هتعرض لإنتهاك زي ده وملاقيش غير لوم وعنف فأنا وقتها مش هدي أعذار ، هربت لميت هدومي وجيت على هنا ملقتش حتة تانية أروحها بعدما ما كانوا مصريين يجوزوني لي ، أنا تعبت يا مِيرال ومش عايزة أرجع البيت ده تاني ولا هرجع للإنسان ده تاني ولو إنطبقت السما على الأرض.
عانقتها مِيرال بعيون تغلفها الدموع هامسة
_ محدش هيقدر يعملك أي حاجة يا سُهيلة ، هنطلع على القسم ونعمله محضر عدم تعرض ولو إضطرينا نشتري ناس تشهد ، إنتِ مش قليلة ولا ملك لي وهتاخدي حقك منه تالت ومتلت السافل تربية الشوارع.
بقت سهيلة تضمها حتى إرتخى جفناها و سقط رأسها على حافة الأريكة ، ساعدتها لتعتدل ودثرتها ثم عادت لغرفتها
جلست على الفراش باكية من كل ما يدور حولها ، صديقتها محطمة هشة وبسبب ذكر الآخر و معتقدات فارغة ، كيف لما أن تحتمل كل هذا وحدها دون عون أو أسرة تشد من أزرها ، هزت رأسها بيأس ودموعها مازلت تنهمر ولكنها عزمت على رد الصفعة لهُ على هيئة ركلات ، وقد إلتمعت عيناها ببريق وحشي كانت تظن أنه هجرها.
YOU ARE READING
إلحاد عاطفي.✓
Romance« بعض سبل النجاة، تأتينا على هيئة أشخاص.» _ بدأت في الـ ٢٣ من أكتوبر ٢٠٢١. _ انتهت في الـ ٢٧ من إبريل ٢٠٢٢. الغلاف من تصميمي.♡ 1st ranked in عاطفة 1st ranked in هادف *3/3/2022* 2nd ranked in رومانسية *8/3/2022* 1st ranked in هادفة *31/3/2022*
٢٣_ إنتهاك.
Start from the beginning