الفصل السابع والأربعون

78 7 22
                                    

بعد أن تركت إيان مع الملكة اتجهت إلى غرفتي كنت بحاجة لراحة قدر المستطاع، ألقيت بنفسي فوق الفراش، كنت أطالع عيني المرأة في اللوحة فوق رأسي حتى غشيني النوم.

وجدت نفسي داخل كهف عميق، صوت تدفق المياه آتٍ من مكان قريب، نفس الحلم مرة أخرى.

ككل مرة جاء صوت النداء «أيها التنين.»، شعرت بحركة قدمي وأجنحتي تنفرد، جسدي ثقيل قد استيقظ من نوم عميق للتو، بدأت اتحرك ناحية النداء المتكرر، المخالب تحتك بالأرض مع كل خطوة مصدرة صوت صرير لاحتكاك الصخور، أصبح صوت المياه واضحًا وقويًا مع ظهور سيل شلال يغلق المدخل إلى الكهف، من وراء المياه ظهر ظل رجل.

_ يا صديقي العزيز، هل تسمح لي بمقابلتك؟

دون أن يجيبه التنين أحاطتنا هالة سوداء وأصبح الجسد الذي أنا به أخف مع زوال تلك الهالة كانت الأجنحة والمخالب قد اختفت ولم يبق سوى جسد بشري يمتلك أصابع وأقدام يغطيها جلد لا حراشف، ثم أعلن الصوت الرجولي لجسدي.

= تفضل.

اقتحم الرجل سيل المياه وتخطاه ليصبح داخل الكهف واقفًا أمامي لأراه بكل وضوح، لا أعرف من هو، لكن صاحب الجسد الأصلي رحب به:

= ألا تمل من إزعاج نومي؟

ابتسم الغريب بثقة، وأجابه:

_ لم ولن أملّ أبدًا من زيارة صديقي المقرب.

شعرت بشفتي ترتفعان فأدركت أن صاحب الجسد يبادله الابتسام، لا بد أنه كان يحب تلك الزيارات.

راقبت بملل من خلال عيني ذلك الجسد استضافته للبشري الغريب، تبادلا الأحاديث كان الرجل الغريب يكثر الثرثرة بينما يكتفي صاحب الجسد بالإيماء برأسه أو الإجابة بكلمة أو اثنتين، رغم ذلك كنت أشعر بسعادته الداخلية تزداد مع كل جملة ومعها يزداد غضبي، أعرف نهاية هذه القصة ولو أنني لم أرى هذا الغريب في حياتي فأنا أعلم هويته وكذلك هوية صاحب الجسد، وأعلم ما حدث بينهما.

بعد رحيل الغريب وإلحاحه بأن يزروه صاحب الجسد يومًا ما في قصره الذي قابلته موافقة على العرض وتعهد بأن يفعل قريبًا، ياله من أحمق، لكن من أنا لألومه؟ جميعنا حمقنا. ألم نتعرض للخيانة نحن أيضًا؟ ألم نضع ثقتنا في الشخص الخطأ؟

كالعادة لم ينتهي الحلم هكذا، لكن بدلًا من انتقل إلى جسد آخر لأرى ذكريات ملك ما يقتل قبل أن يموت مسمومًا أو ملكة تطعنها خادمته طعنة غدر فتسقط ميتة، بقيت في نفس الجسد الذي تحرك نحو أعماق الكهف انتابني الفضول حيث أن هذه أول مرة يحدث بها هذا، وصلنا أمام جدار مليء بالأحجار الكريمة والألماس يتوسطها كريستالة عملاقة تعكس هيئة صاحب الجسد، هذه أول مرة أراه.

لاحظت شعره الأسود وملامح وجهه الحادة، عنق مرفوع على جانبه حراشف سوداء تضيف له هيبة وجمال، صدر عريض تملأه العضلات، ساقين طويلتين، يرتدي ملابس من الأسود، كل تفاصيله متناسقة ومثالية لدرجة لم أرها في بشر. لو علم زين كيف أنني أصنف رجل آخر على أنه أوسم من مشى على هذه الأرض لغضب بشدة، لا أعتقد أنني سأخبره بأي من هذا.

نجمة الصباح ✨Where stories live. Discover now