الفصل السادس والثلاثون

71 6 14
                                    

مضت ثلاثة أيام منذ تصالحت مع زين، يزور المكتبة يوميًا في أوقات عملي وبالطبع ليس بهدف القراءة، بالكاد أفلت منه عند انتهاء دوام العمل، وهكذا لم أستطع التوجه إلى البرج ولقاء ثيودور، ولم يأتني أي خبر متى سألتقي بأريا، كنت منشغلة بمراجعة بعض الأوراق عندما دخلت إلى المكتبة شابة جميلة، بشعر بني وعيون زمردية، وقوام حسن، لم أرها من قبل، وإلا ما كنت لأنسى وجهًا بهذا الجمال، ابتسمت لي،

-مرحبًا.

كان صوتها العذب يسر الآذان،

=مرحبًا، كيف يمكنني أن أساعدكِ؟

استقبلتها دون أن أحاول إخفاء إعجابي بجمالها الأخاذ،

-أنا أريا.

بمجرد تعريفها بنفسها اتضح كل شيء، كان يجب أن أدرك من البداية، الهالة الملكية التي تحيط بها رغم بساطة هيئتها، والوصيفات خلفها، حسنها يغطى على وجود أي امرأة قربها،

=تشرفتُ بلقائكِ.

لم أملك سوى أن أنحني باحترام لها،

-الشرف لي، لقد حدثني ثيودور عنكِ.

=أرجو ألا يكون قد قال أي شيء سيء.

-على الإطلاق، لقد أخبرني بما تريدين أن تفعلي، وطلب مساعدتي.

=عليّ أشكره إذن.

-دعيني أدعوكِ لتناول بعض الشاي والكعك في غرفتي. أريد أن ندردش معًا.

=بكل سرور.

رافقتها بينما تبعتنا الوصيفات، تنقلت بين ممرات لم أزرها من قبل وصولًا إلى الجناح الرئيسي، غرفة الملك تقبع في منتصف الجناح، الكثير من اللوحات والتماثيل القديمة تصطف على جوانب الطرقات، لكنها لا تزينها من وضعها لم يبلي سوى باصطناع الثراء وهيئة ملكية تاريخية كأنه أراد أن يصيح "هنا يسكن ملك." لكن بدون أي حس جمالي أو استحقاق، وصلنا إلى غرفتها، رحبة، بسيطة، لا يخلو أي ركن منها من نفحات الجمال،

-تفضلي بالجلوس.

أشارت إلى طاولة صغيرة، قبل أن تتخذ مقعدًا، اتبعتها لأجلس قبالتها،

-احضري الشاي ثم اتركينا وحدنا.

وجهت أمرها إلى إحدى الوصيفات، بينما أشارت بيديها للأخريات أن يغادرن، عاد الوصيفة بالشاي بعد قليل من الوقت وقدمته لنا ثم انصرفت لنبقى وحدنا،

=أشكركِ على مساعدتكِ.

كانت تشرب الشاي بوقار ملكي، عقلي لا يتقبل أنها جاءت من أصل بسيط لأب حداد ولولا ضائقة مادية ما انتهى بها الأمر في هذا القصر الكبير،

-لا داعي للشكر، لم يحدث أي شيء بعد.

تتمتع بابتسامة لطيفة، تبدو كشخص جيد،

نجمة الصباح ✨Where stories live. Discover now