الفصل السادس عشر

132 16 0
                                    

_أريد لقاء الدوق.
طلبت بحزم،
-هذا غير مسموح الدوق مشغول الآن.
أجاب الحارس الواقف أمام باب الخيمة بثبات الجندي، انبعث صوت صراخ أنثوي من الداخل، توتر وجه الحارس، يبدو أنه ليس معتاد بعد على حراسه خيمة الدوق،
_هذا واضح، متى سيصبح متفرغًا؟
قطبت حاجبي والغضب واضح في صوتي،
-لا اعتقد أنني يمكنني تحديد ذلك.
زاد التردد في صوت الحارس مع تعالي الأصوات،
_الأمر عاجل.
أعلنتُ بثبات،
-لقد منع الدوق أن يتم مقاطعته لأي سبب.
دفعته بعيدًا واندفعت داخلًا،
_ابتعد من طريقي سأتحمل أنا المسئولية.
بمجرد دخولي الخيمة وجهت نظري نحو الأرض بعيدًا عن الفراش، لم يهتم الدوق لوجودي واستمر في ما يفعله، عندما لم يعد بإمكاني الصبر نطقت بانفعال،
_هل يمكن لجنابك إرسال هذه المرأة خارجًا؟ أريد مناقشتك في أمر هام وعاجل.
كنت اضغط على أسناني بشدة من الغضب والقرف في آن واحد، تجاهل طلبي وتركني واقفًا بهذا الوضع عدة دقائق قبل أن يترك تلك المرأة من بين يديه ويأمرها بالخروج مع وعد باستدعائها لاحقًا،

*الآن ما هو هذا الأمر العاجل الذي أعطاك الجرأة لمقاطعتي في وقت كهذا؟
تخرج الكلمات من فمه مثيرة للقشعريرة، أقذر رجل عرفته الأرض بصوت مثل الأفاعي بارد وسام، ابتلعت ريقي واعتدلت في وقفتي بعد أن غادرت المرأة الخيمة وأخيرًا أصبحنا أنا وهو فقط، دوق نيكولاس، أبي،
_الجنود يتضورون جوعًا الضعاف منهم لن يتحملوا يومًا آخر على هذا المنوال سيموت أكثر من ثلث الجيش إن لم نفعل شيء.
استخدمت أكثر نبرة حيادية ممكنة كي لا أثير غضبه، برغم الثورة في داخلي،
*لماذا قد يعنيني شيء كهذا؟ الجنود دومًا يموتون في الحروب، الجنود الذين يقتلهم بعض الجوع لا فائدة ترجى منهم.
قال ببرود كصقيع الشتاء، نظرت إليه في دهشة،  جسد طويل نحيل الهيئة، كبر السن قد نال منه رغم أنه مازال يحتفظ بما يكفي رغباته من قوة، "ألا يوجد حد لحقارة هذا الرجل؟" كيف يجلس عاريًا على فراش من الحرير يتحدث بغير اهتمام عن حياة جنوده الذين ينامون في العراء كل ليلة كأنهم مجرد ذباب لا فائدة منه،
_هم على هذا الحال لأكثر من شهر، الطعام محدود المنطقة المحيطة بأكملها خاضعة لسيطرة الشماليين، والبيئة مختلفة عن التي نعرفها، الغابات ليست مثمرة في هذه المنطقة والحيوانات قليلة العدد مضت أيام منذ أن استطعنا اصطياد أي شيء، والجنود؟ هم ليسوا فرسان هم مجرد أبناء مزارعين سيئي الحظ بما فيه الكفاية لينتهي بهم الحال هنا.
كان القلق مسيطرًا على صوتي، استشعره الدوق وابتسم ابتسامته المقززة،
*وماذا تريدني أن أفعل؟
_بقاؤنا في هذه المنطقة لن يجدي نفعًا يجب تغيير استراتيجيتنا في التحرك لا اعتقد أن ما يحدث مصادفة، مضت ثلاثة أشهر منذ آخر لقاء حقيقي مع الشماليين أما ما بعد ذلك لم يكن سوى مجرد مجموعات صغيرة وكأنهم لا يمانعون بقاءنا هنا بل ربما يريدوننا أن نكون هنا ونكمل هذا الطريق.
اعتدل قليلًا في جلسته ثم سحب قطعة من الملابس ليضعها حول جسده لتستره قليلًا ثم وقف ليفكر،
*هل ترى أنهم ينصبون لنا فخ؟
إن كان هنالك شيء يمكنه إثارة اهتمام الدوق نيكولاس فهو الربح، وإن كان هنالك شيء يبغضه فهو الخسارة، هو رجل لا يهمه سوى السلطة، ولا حد لطمعه في زيادتها أكثر وأكثر، وهو ليس بالغبي على الإطلاق لكي لا يدرك أن خسارة الحرب تعني تهديد سلطته، لقد أرسله الملك في هذه الحرب تحديدًا لأنه يعلم بمدى دهائه الذي يوازن تهور الأمير الثاني، والحقيقة أنه لولا قدرة الدوق في فرض رأيه على الملك والأمراء وتحكمه في جماح الأمير الثاني لكانت الحرب انتهت بخسارتنا وموتنا جميعًا قبل أشهر من الآن، لكن الدوق يكره الاختلاط بالعامة من الجنود ولا يحب القتال بيديه لذلك كان لابد من وجود من يقتل باسمه ويجلب له الاقتراحات دون أن يجرؤ على التمرد على سلطته، فكان أنا، أكره حقيقة أنه يستغلني دومًا لكن مع ذلك لا أملك اختيار،

نجمة الصباح ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن