الفصل الثالث والثلاثون

78 8 5
                                    

لم يغادر إيان غرفته إلا صباح اليوم التالي، حتى إنه لم ينزل لتناول العشاء. جلسنا معًا على الفطور، صامتًا لكن حاضر الذهن، عيناه تلتفتان لكل حركة، لم يبدُ أنه ينوي التحدث عما يدور في باله، قررت تجاهله، مادام هذا اختياره، ولكن العمل لا يجب أن يتوقف، افتعلت السعال لجذب انتباهه، نظر إلى بترقب،

_ما الأمر؟

سأل في حيرة،

=لقد اتفقت مع ثيودور على عقد اجتماع اليوم في البرج عند الغروب.

صوته غير مبالي،

_اجتماعنا في البرج سيثير الشبهات ليأتوا هنا.

=ألن يكون ذلك مثير للشبهات أكثر؟

_لا، أنتِ حلقة الوصل بين ثلاثتنا، تواعدين زين، تعملين مع ثيودور، وتسكنين معي، بدونك ما كان ليوجد أي رابط بيننا -علنيًا-، لذلك أن نجتمع هنا بحجة أنهم جاءوا لزيارتكِ أمر مقبول إن قارنته بذهاب قائد الكتيبة الثانية إلى البرج العلمي.

=أنت محق، سأخبر ثيودور عندما أقابله.

_لم تغفري لزين بعد؟

جاء سؤاله كأنه سكب عليّ ماء بارد في ظهيرة يوم حار،

=لقد غفرت له منذ زمن، لكنني لم أخبره بعد.

شعرت بقلبي يخفق بشدة، كلما فكرت بما سمعته أشعر بالغضب،

_أنتِ عنيدة.

أثارت هذه الكلمة غضبي أكثر فانفعلت على إيان،

=أنا أريد أن أتلقى الحب بالطريقة التي تناسبني كي اطمئن، لا أريد أن أبقى في الظلام، أتساءل "ماذا يخفي عنّي؟"، "هل هذه هي حقيقته؟"، "هل أعرفه حقًا، كي أحبه؟"، لا أقول إنني أصبحت أكرهه أو ما شابه، لكنه كان زين لطيف، مهذب، رقيق، و...و...و..يحبني.

شعرت بيد إيان تمسح وجنتي فأدركت أنني كنت أبكي، بدأت أشعر برعشة في جسدي، حاولت تمالك نفسي والتوقف عن البكاء، من المفترض أنني تجاوزت الأمر، لكن الدموع استمرت في السيلان، بينما اندفعت كلمات مرتجفة،

=أن أراه شخص مختلف، يخطط لأمر خطير كهذا، تجسس وقتل! ويستغلني! فجأة يظهر لي كشخص مختلف جوانب أخرى لم أعرفها عنه قط، ولم يحاول إخباري عنها! لقد أخبرته عن حقيقتي. اعترفت له بأنني سبق وقتلت. وهو؟ لم يخبرني أي شيء. حتى ما يتضمنني! لقد وضعني في خططه ولم يخبرني!

دفنت وجهي بين يدي مستندة على الطاولة، لتستمر الدموع في انهمارها غير المنقطع، بينما شعرت بيد إيان تربت على ظهري،

_لا نتلقى دومًا ما نقدمه للآخرين.

=هذا أسوأ شيء يمكن أن أفعله.

تباطأت دموعي وأخذت أنفاسي تنتظم،

_ماذا تقصدين؟

=أنا أبكي أمامك، والسبب هو الشخص الذي أحبه، دون أي مراعاة لمشاعرك.

نجمة الصباح ✨Where stories live. Discover now