الفصل السابع عشر

121 15 0
                                    

"البشر هم من طلبوا مساعدة التنين."
مازلت مصدومة من كون تلك القصة المحفورة في عقول الجميع منذ الصغر ومصدر هيبة وسلطة المملكة الجنوبية حتى الآن هي مجرد كذبة منذ البداية، رغم أننا لم نترجم سوى بضع صفحات قليلة إلا أن ما كشفته لا يبشر بالخير، لم يكن هنالك فارس مقنع لقد كان التنين بهيئته الحقيقية يقاتل العمالقة، البشر هم من ذهبوا إلى التنين وترجوه وقدموا له الوعود كي ينقذهم، أشعر بالفضول لأعرف المزيد "ماذا كانت تلك الوعود؟"، بالتأكيد أخلف البشر وعدهم وإلا ما آلت الأمور لما هي عليه الآن، "ولكن ما الذي يدفعهم لتلفيق القصة بأكملها؟"، هم ملعونون بالفعل حتى في تلك القصة التي يحكونها، "ماذا يمكن أن يكون أسوأ؟"، عقلي مشغول بالأفكار منذ استطاع ثيودور إيجاد طريقة حل شفرة الكتاب، لكن السؤال الأكثر أهمية بالنسبة لي "هل ما يحتويه الكتاب سيكون له أثر عليّ؟"، نادى سائق العربة ليُقظني من شرودي ويعلمني أننا وصلنا، انتقلت من سكون الطريق إلى صخب النزل، هكذا هو الحال دومًا في موعد العشاء، جميع النزلاء في الطابق السفلي مجتمعون حول الطاولات ليستدفئوا بطعام السيدة نورا الشهي، رائحة الحساء والدجاج تثير الجوع في معدتي الخاوية بعد يوم عمل طويل، أصوات الدردشات والضحكات المسائية تصدح في المكان، أجل هذا هو المنزل، ارتسمت الابتسامة على وجهي بتلقائية، الآن وقت الراحة، تقابلت عيني مع سارة فابتسمت لي وأشارتْ بأن أجلس بينما تحضر لي وجبتي، توجهت إلى طاولة جانبية واستقرّتُ في زاويتها أراقب المشهد العام لقاعة الطعام، أتت سارة بالأطباق ووضعتها أمامي ثم جلست إلى جانبي وابتسامة مرحة تبرق على وجهها،

=يبدو أنكِ تلقيتِ رسالة جديدة من فارسكِ المغوار.
قلت بنبرة مشاكسة مع ابتسامة على وجهي،
-لا تسخري منّي أنتِ أيضًا، اسمه أليكساندر، أو أليكس كما يحب أن أناديه.
الهيام يفيض من صوتها وابتسامتها ونظرة عينيها، "هل العشق جميل إلى هذا الحد؟"، "رغم أن بينهما مسافة كبيرة هل يصمد الحب؟" لا أدري لكنني أشعر بالسعادة لهما، ولحبهما الشاب، رغم أن سارة تصغرني بعامين فقط إلا أنني أشعر أن هنالك فارق كبير بيننا، "هل هذا بسبب الطريقة التي نشأت بها كل منا؟"، ربما لو أنني كنت قد كبرت في وسط من الرعاية الأبوية وحنان الجدة ربما كنت استطعت أن أحب إيان مثلما تحب سارة أليكساندر، ماذا أهذي الآن! أنا لا استطيع وضع ثقتي التامة في أي شخص، كيف يمكنني تخيل الوقوع في الحب! يبدو أنني قد بدأت أغار منهما، أنا حمقاء يجب ألا أفكر هكذا، كل امرأ يمر بمشاكله الخاصة وصعاب مختلفة لا يجب أن أحسدهما على شيء لم أنله، من يدري ماذا يحمل المستقبل لهما، وماذا يحمل لنا،
-نجمة؟ أين شردتي؟
سألتْ بفضول مقاطعة سيل أفكاري،
=لا لا شيء، الآن أخبريني ما الجديد؟
وجهتُ تركيزي إليها،
-أي جديد!
تصّنعتْ الجهل،
=لن تأتي لتجلسي معي هكذا دون أن يكون عندك ما تحكيه، لذا هيا أخبريني كلي آذان صاغية.
أسندت رأسي إلى يدي وأعلنتُ بثقة،
-لماذا يجب أن تعرفيني جيدًا؟
ضحكتْ بخجل،
-حسنًا سأخبركِ، لقد تلقيت رسالة جديدة منه أمس، أخبرني أنه يشتاق إليّ، وأنه يفكر فيّ طوال الوقت، كان يخبرني أن ظروف الحرب قاسية ويواجهون بعض المشاكل، لكنه صامد وسيظل يحارب لأجل العودة إليّ.
كانت تحكي لي مضمون الرسالة ووجهها مكسي بالخجل وتلك الابتسامة البلهاء الخاصة بالعشاق، هكذا استمعت لحديثها عنه حتى وقت متأخر من الليل قبل أن أغط في نوم عميق من شدة الإرهاق،

نجمة الصباح ✨Where stories live. Discover now