الفصل الثاني والثلاثون

80 7 1
                                    

الدماء تغطيني. يدي ترتعشان، كم أصبح العدد الآن؟ لا أستطيع التخمين حتى، توقفت عن العد بعد أن وصلت للمائة. متى كان ذلك؟ قبل عشرة أعوام؟ في البداية كنت اتجنب القتل قدر المستطاع، يكفي طرحهم أرضًا، لكن بعد أن تلقيت تلك الضربة ممن حاولت أن أحفظ له حياته، اعتاد سيفي ضرب الأعناق. ما زال أثر الضربة في جانبي الأيسر. اذكر تعجب الطبيب كيف لم أمت من ضربة عميقة كهذه. "الطحال بخير تمامًا." "لا أصدق أن الجرح التأم بهذه السرعة." لا أدري أهي نعمة أم نقمة بقائي على القيد الحياة.

*حضرت القائد، يبدو أنها ستمطر.

_هل انهيتم العمل؟

*أجل.

_حسنًا، لننطلق إذًا.

بدأت قطرات المطر تنزل واحدة تلو الأخرى بينما امتطينا الأحصنة، هذا هو الفجر الثالث منذ غادرت العاصمة، حان وقت العودة. ازدادت شدة المطر فأخذت مياهه تجرف الدماء التي تغطي وجهي وملابسي معها.

_تعرفون طريق العودة، لا تضيعوا.

نكزتُ الفرس لتعود مسرعة تاركًا الكتيبة بأكملها خلفي، سيدبرون أمرهم. المطر، ورياح الفجر الباردة، سرعة الفرس، الدماء تسيل عنّي. تمنيت لو يمتد الطريق إلى الأبد.

         *****************************

أشعر بالغضب يتصاعد داخل صدري، بدلًا من أن أحظى ببعض الراحة واستمتع بحمام دافئ ها أنا ألقي تقرير على مسامع سمو الأمير الثاني، ذلك المتغطرس. الجيد في لا شيء. يلقي الأوامر بالقتل فقط، هذا الضعيف يستلذ برؤية الدماء. ولا تهمه سوى حياته ونفسه. حسنًا، أنا أيضًا سأستلذ بجز عنقه ورؤية الدماء تتفجر منها،

*أحسنت عملًا.

_هذا بفضل توجيهات سمو الأمير الثاني.

انظر له! يبتسم زهوًا عندما أنحني أمامه،

*بالطبع، توجيهاتي هي الأساس.

ويالها من توجيهات! "اقتل هؤلا الحمقى ليتعلموا كيف يخالفون أوامري ويسخروا من أميرهم."، "جدهم واقتلهم، لا تبقي أيًا منهم على قيد الحياة."، لا يمكن لأي توجيهات أن تكون أوضح من هذا،

_هل تأذن لي سموك بالانصراف؟

*أجل أجل يمكنك الانصراف.

يشير لي بيديه، أي منا لا يطيق هذا اللقاء، هو يتوق للعودة إلى خمره وحريمه. وأنا أريد التخلص من وجهه. اتجهت نحو بوابة القصر وقلبي ممتلئ بالآمال، لكنها تحطمت بنداء إحدى الخادمات،

*حضرت القائد إيان.

التفت لمصدر النداء، لا هذه ليست خادمة عادية، وصيفة الملكة! يا سعدي! اليوم في بدايته، ترى إلى أي مدى يمكن أن يصبح أسوأ؟

_وصيفة الملكة بنفسها تنادي على وغدٍ مثلي! ما السبب يا ترى؟

رمتني بنظرة استحقار شديد لدرجة جعلتني اتسأل، هل أشبه زوجها الذي هجرها وهرب مع خادمة، أو ابنها الذي ينفق ثروة عائلته على الخمر والقمار كي تكن لي كل هذا البغض والكراهية.

نجمة الصباح ✨Where stories live. Discover now