الفصل العشرون

103 11 2
                                    

رائحة العشب والوحل بعد ليلة ماطرة، أصوات الحشرات الليلية ونعيق البوم، الجنود نيام بعد إرهاق رحلة طويلة، كانت الأجواء هادئة، أسندت ظهري إلى إحدى الأشجار وأخذت ألمّع سيفي، أبى النوم زيارتي الليلة كالعادة، مضت عدة أيام والأرق رفيق لياليّ، منذ وصلت الأخبار من العاصمة وأنا أشعر بالانزعاج، تلك النيران الحامية بداخلي لا تهدأ، لم يسبق لي أن شعرت أن قواي تتمرد عليّ، عندما رفضتني لم أشعر بهذا الغضب، عندما رأيتها معه غضبت ولكن ليس إلى هذا الحد، لماذا عندما سمعت بأنهما أصبحا معًا انزعجت لهذه الدرجة؟

ربما هي مجرد صدفة، لقد كان قراري أن أرحل، تمنيت لها السعادة، أعلم أن الأمير السادس رجل جيد، باعتبار أن هنالك رجل جيد من الأساس، ولكن على الأقل يمكنه أن يحبها ويوفر لها حياة هانئة ومستقرة، لقد رأيت في عينيه مشاعر صادقة تجاهها، ما الأمر إذن؟ لماذا أشعر بنيران التنين؟ مضت سنوات منذ آخر مرة استخدمت فيها النيران، هل هذه إشارة ما؟

اخترق صوت احتكاك المعادن أذني، ليوقظ جميع حواسي وينبه عقلي المشتت، لا لا يمكن، وضعت السيف في غمده وتتبعت مصدر الصوت الخافت، أعرف جيدًا ما يعنيه هذا الصوت خاصةً بعد منتصف الليل، اتخذت عيني اللون الأحمر بصورة تلقائية، إن كان ما اسمعه صحيحًا سيزداد عدد المرات التي تنقذ فيها دماء التنين حياتي مرة، وربما حياة الآلاف من الجنود، أتمنى ألا يكون وضعنا سيئًا، تسللت بهدوء، حتى اقتربت من مصدر الصوت، اتخذت ساترًا وراء أحد الأشجار، الظلام لا يساعد، لن أستطيع رؤية أي شيء، لا يستخدمون النيران للاستضائة لابد أنهم يعرفون المنطقة جيدًا، أغمضت عيني وركزت على حاسة السمع، الصوت أصبح أكثر وضوحًا ومصدره ليس نقطة واحدة بل المئات، إنه فخ! نحن محاصرون تمامًا.
            *****************************

اقترب شروق الشمس ومازلت في حوض الاستحمام، المياه باردة ولكن لسبب ما النيران بداخلي قوية، لا استطيع النوم، ما كان يجب أن استخدم قواي مجددًا، خاصة بعد أن علمت أنها تثور أكثر وأكثر مع كل استخدام، لقد صدمت بحقيقة أن هنالك ملوك فقدوا عقولهم بسبب كثرة استخدام قوة التنين، هذه القوة بالأساس ليست ملكنا نحن نستعيرها فقط، استخدامها يعطيه القوة، نفقد التحكم شيئًا فشيئًا، لكن لا أحد يعلم ما هي الحدود التي يمكن أن نصل إليها، هؤلاء الملوك خاضوا حروبًا واستخدموا قواهم بصورة يومية لسنوات وسنوات قبل أن يصيبهم الجنون لذلك لم لا أستكشف قواي أكثر؟ بعض اللعب لن يضر،

أخذت نفسًا عميقًا ونزلت أكثر في المغطس حتى أصبح وجهي مغمورًا بالمياه، ركزت النيران بداخلي وتأكدت من سيطرتي عليها ثم أخرجت وجهي من الماء وبهدوء نفخت، كانت شعلة ذهبية تلمع بلون عيني، أخذت أحركها يمينًا ويسارًا، تلك الشعلة بين يدي، وأنا صغيرة عندما نفثت النيران لأول مرة لم أدرك أنني يمكنني التحكم في حركة وحجم الشعلة كما أشاء بل وأكثر من ذلك بكثير أخذت الشعلة هيئة فراشة وأخذت تحلق في أنحاء الغرفة، أخذت أنظر بعينيها، رؤية العالم من فوق أمر ممتع، أعدت الفراشة لتحط على طرف أصبعي، كانت تنظر إليّ، إنها منّي، النيران تحيط كل ما آراه، أغمضت عيني ثم أعدت فتحها لأنظر إليها ترفرف أجنحتها أمامي، نفختها لتختفي ببساطة،

نجمة الصباح ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن