الفصل التاسع والعشرون

80 8 5
                                    

(ذات صباح ذهب صبي مع أباه لجمع الأعشاب الطبية من بين الأشجار والشجيرات في الغابة على وعد من والديه بشراء كتاب جديد له بالنقود التي يجنيانها مقابل الأدوية التي تصنعها والدته بهذه الأعشاب، عائلة صغيرة أب عالم نباتات وأم طبيبة وصبي محب للعلم وقارئ نهم وابنة صغرى هي بهجة البيت، ركز الصبي في انتقاء النباتات الورقة الخاطئة تعني لا أجر ولا كتاب جديد، أصدم فجأة بشيء ما فسقط أرضًا، رفع رأسه ليرى فتاة جميلة تصغره بعام أو اثنين، ترتدي فستانًا أزرق بلون السماء، شعرها بني كشجرة معمرة مبعثر إثر السقطة، وجنتاها بلون الفراولة، بينما أخذت الفتاة تفرك رأسها من ألم السقوط وتهذب فستانها وشعرها، تجمد الصبي متوهمًا أنه رأى حورية أو جنية غابة،

_هل أنت أحمق؟ لم لا تنظر أمامك!

لم يهتم الصبي لغضب الفتاة الذي كانت تصبه عليه،

_لماذا لا تجيب؟

حاول الصبي استجماع صوابه وإجابتها،

=جميلة.

_ماذا؟

ذهلت الفتاة من رده واضطربت وقفتها،

=جميلة، أنتِ جميلة.

أحمر وجه الفتاة الصغيرة حيث كانت تلك أول مرة تتلقى بها مغازلة من غريب، اعتاد والديها إخبارها أنها جميلة، لكن أن يخبرها بذلك صبي يقربها في العمر، لسبب شعرت بالتوتر والخجل،

_وأنت أحمق كبير.

هكذا انطلقت الفتاة راكضة نحو المجهول لتختفي عن ناظري الصبي الذي بقي مكانه شاردًا في الجنية التي رآها للتو، وجده والده جالسًا أرضًا،

_ماذا تفعل عندك؟

=لقد رأيت جنية غابة.

ضحك الأب على رد ابنه،

_تعال معي يبدو أنك صدمت رأسك بقوة.

ساعد الأب ابنه على الوقوف واصطحبه إلى البيت،

=لقد كانت جميلة جدًا.

ظل الصبي يردد نفس الجملة طوال النهار ويتحدث عن جنية الغابة التي قابلها، ظن أبويه أنه توهم من أثر السقوط، مضت عدة سنوات وتحول الصبي الصغير إلى شاب في مقتبل العمر، دون أن تفارق تلك الذكرى عقله، ومتى ما ذكرت أمه أمر الزواج يخبرها أنه لن يتزوج إلا من جنيته وأنه سيستمر في الذهاب إلى الغابة يوميًا حتى يجدها، وقد كان أثناء تجوله في السوق ذات مرة لشراء الحاجيات التي أوصته أمه بإحضارها تشتت تركيزه عند مصطبة للكتب أخذ يتأمل عناوينها بينما تدفعه قدمه لإنهاء جولته اصطدم بفتاة ما، عندما حاول الاعتذار منها أدرك أنها هي ذات الفتاة التي كان يبحث عنها،

=جنية الغابة!

_ماذا؟

أصاب الفتاة الذهول، من هذا الوقح الذي اصطدم بها والآن يناديها
ب"جنية الغابة"،

نجمة الصباح ✨Onde histórias criam vida. Descubra agora