الفصل الحادي والعشرون

101 9 0
                                    

انهيت عملي في المكتبة باكرًا اليوم واتجهت إلى البرج لأقرأ بعض الكتب، دونًا عن جميع المكتبات التي زرتها وأزورها مكتبة البرج مختلفة، تعبق برائحة الكتب القديمة، السكون التام نتيجة الابتعاد عن سطح الأرض، ولا أحد يُسمح له بالدخول سوى أنس مساعد ثيودور لإعلامه بالأمور المهمة فقط، ثيودور لا يرفض وجودي، سمح لي بافتراش جزء من مكتبه ،واحتلال جزء من عالمه الخاص للإطلاع على كتبه الثمينة، أتفهم حرصه عليها، ورق الكتب متهالك يحتاج معاملة خاصة، هكذا أصبحت عادة جديدة لدي إنهاء عملي سريعًا في الصباح وقضاء فترة ما بعد الظهيرة في مكتب ثيودور بينما يعمل بكد وتركيز على أبحاثه،

-كيف تسير علاقتكِ مع الأمير زين؟
قطع سؤال ثيودور خلوتي مع كتاب عن التاريخ كنت قد انغمست في قرائته منذ بضعة أيام، رفعت نظري عن الكتاب لأجده جالسًا على مكتبه مسندًا رأسه على ذراعه الأيمن وقد ترك قلمه وأوراقه وأخذ يحدق فيّ بنظرة فاحصة،

=على أحسن حال، لماذا تهتم؟
أصابني الفضول من اهتمامه، أخبار علاقتي بزين انتشرت في العاصمة، الأمر مزعج ولكن لأنني لست أي أحد مهم، لا أحظى بأي نوع من الاهتمام، هذا أفضل،

-أنا فقط أتعجب، إن كانت علاقتكما جيدة لماذا أصبحتِ تمضين المزيد من الوقت في البرج؟

=الكتب الموجودة هنا تعجبني، آتي لأقرأها.
أجبت ببساطة كي يتركني أكمل قراءة كتابي،

-ولكن كل ما تقرأينه هو عن التنانين وتاريخ المملكة، بعد أن أنهينا ترجمة ذلك الكتاب كنت أظن أنني لن أراكِ مجددًا، ولكن ها أنتِ تأتين كل يوم! ما الأمر؟
إنه محق حتى أنا لم أظن أنني قد أرغب في المجئ إلى هنا، ولكن ما عرفته أثار فضولي لأعرف أكثر،

=ما المشكلة في ذلك؟ أنا لا أفهمك لقد أعطيتني تصريح لقراءة ما أشاء من الكتب الموجودة هنا، كما أنني لا آتي للقراءة فقط، أنا أترجم لك بعض الكتب أيضًا.

-أجل، وهذا ما يزيد حيرتي، عندما طلبت منكِ ترجمة الكتاب في البداية رفضتِ، واضطررتُ لإرسال طلب رسمي لنقلك إلى البرج، ولكن ها أنتِ تتطوعين لترجمة الكتب دون أي طلب منّي، وجميعها كتب تاريخية مكتوبة باللغات القديمة التي بطريقة ما أصبحتِ تقرأينها بمنتهى السهولة وكأنها لغتكِ الأم!

بشكل أو بآخر أخفضتُ دفاعاتي أمام ثيودور كثيرًا، وأصبحتُ أترجم اللغات القديمة وكأنه أمر عادي، لقد أصبح ثيودور موضع ثقة بالنسبة لي،

=منذ متى وأنت مهتم هكذا بي؟ هل وقعت في غرامي؟
سألته في سخرية،

-لا تمزحي معي، ااه لقد اقشعر جسدي، أنا لا أفهم الأمر، لماذا يحبك الأمير زين! كيف يتحملكِ!
أجاب مباشرةً بغضب،

=لا تهتم بشئوني الخاصة إذن، أخبرتك من قبل أنني رفضت العمل في البداية لأنني لم أطيق أسلوبك، لكن بعد أن ترجمت ذلك الكتاب أُثير فضولي وأردت أن أقرأ عن التاريخ، لا أكثر ولا أقل.
رددت بأسلوبٍ فظ، تراجع إلى الوراء في كرسيه وقال بنبرة حزينة،

نجمة الصباح ✨Where stories live. Discover now