الفصل العشرون

ابدأ من البداية
                                    

لدي الكثير أتعلمه، يجب أن أقرأ أكثر وأكثر شيء ما بداخلي يخبرني أنني سأحتاج لهذه القوى، والمعرفة ستجعلني أقوى، لكن رغم النشوة التي تملأني وذلك الإحساس بأنني لا أُهزم إلا أن داخلي يتمنى ألا يصبح هذا الحدس حقيقة، لا أريد أن أستخدم قواى أبدًا، هذه القوى لا تحمل سلامًا، النيران لا تحمل سوى الموت، أغمضت عيني وأعدت فتحهما ليزول اللون الذهبي وتعود إلى لونها العادي، هكذا أفضل، خرجت من حوض الاستحمام وقد هدأت النيران بداخلي قليلًا، ارتديت ملابس النوم وانكمشت حول نفسي فوق السرير، وأغمضت عيني لأحظى بقليل من النوم قبل الاستيقاظ للعمل.
             ****************************

لم أدرك متى أخرجت سيفي من غمده، لا أدرك عدد الذين قتلتهم حتى الآن، الدماء والعرق يغطيان جسدي، لا أعلم حتى كم مضى من الوقت منذ أن بدأت المعركة، كل ما أدركه هو أن حرارة الشمس التي تتوسط السماء الآن مع النيران المشتعلة بداخلي من كثرة استخدام قواي يزيدان من غضبي، أعمل كآلة قتل دون توقف أو رحمة، لا يجب أن أفكر في أي احتمالات الآن، لحظة تردد ستكلفني حياتي أو على أقل تقدير أحد أطرافي،

لقد نصبوا لنا فخ محكم الصنع، قادوا المعارك إلى هذه النقطة أرادوا أن نعسكر هنا، أوهمونا الفوز بينما كنّا نقاتل هواة، هجومهم المفاجئ في منتصف الليل أفزع الجنود، لا أحد كان مستعدًا، اقتحم فرسانهم معسكرنا في سلاسة وسرعة، وأخذوا يقتلون ويحرقون، بينما أخذ جنودنا المذعورين يحاولون النجاة بحياتهم لتُغرقهم سهام العدو من فوق الهضبة، الموت فقط ينتظرنا، النهر من جهة وتلك الهضبة العالية المدججة بالرماة تحاصر المساحة التي عسكرنا بها، ومن حولنا غابة لن تنجو منها حتى وإن امتلكت خرائط العالم أجمع، ليس من دون دليل بارع يحفظ المنطقة عن ظهر قلب ومهارة عالية في الصيد للنجاة من الدببة البرية، هذه أرضهم ولا نجاة لجنوبي في أرض الشماليين،

جنودنا يتساقطون كأوراق الأشجار أمام رياح الشتاء العاتية، أصوات الصراخ والمعدن الذي يخترق اللحم ويحطم العظام تصم الآذان، هذه الأرض ستتحول إلى مقبرة جماعية، ونحن الجثث، هذه المعركة تم تخطيطها بإحكام جيد للتخلص مننا جميعًا في ضربة واحدة وإنهاء الحرب بأقل خسائر ممكنة في طرفهم، لا أنكر أن فخ كهذا لا ينتج إلا عن عقلية عسكرية قيادية مميزة، أبعد ما يكون عن ذلك الأمير المتهور الذي قاد جيشنا إلي حدفه مباشرةً، لقد حذرتهم لكن لا أحد استمع، أعمته نشوة الانتصار المؤقت عن حقيقة أنه يسير في أرض غير أرضه لا علم لنا بأسرارها، لا يوجد سوى حل واحد لإنقاذنا،

يجب إيقاف هذه المعركة، يجب أن أجد قائدهم، لابد من وجود شخص ذو سلطة عالية يقود جيش العدو، إن استطعت أسره أو قتله ستنتهي المعركة وسيضطر جنودهم إلى الانسحاب، لكنه بالتأكيد محاط بالكثير من الحرس وبعيد عن ساحة المعركة، يجب أن ننهي هذا سريعًا، يكفي ما سقط من الأموات حتى الآن، انطلقت سريعًا بين الجنود، سيفي يمحو كل مايقف في طريقي ويدي الحرة لا توفر جهد في تحطيم ما يقع تحت رحمتها من عظام، لم أعد حتى أهتم ما هو لون عيني الآن، على الأغلب قد اتخذت اللون الأحمر، لون الدماء التي تغطي كل شيء، الأجساد، السيوف، الرماح، السهام، الدروع، الصخور، الأشجار، الأعشاب وحتى مياه النهر تلونت بالأحمر.
         
ها هي هذه الخيمة لابد أنها خيمة القائد، كلما اقتربت منها ازدادت ضراوة الفرسان الذين أواجههم، سيبذلون كل جهد لحماية قائدهم ومنع اختراق صفوفهم، كانت الصدمة تعلو الوجوه المحيطة، رجل واحد استطاع اختراق جميع خطوط الدفاع، لم أهتم لما يحدث حولي لا يهمني سوى هدف واحد، توقفت بعد أن أصبحت في منتصف الخيمة وأكبر الحاضرين سنًا -رجل في الأربعينيات ذو بنية عضلية وهيئة عسكرية يرتدي درع مزخرف برمز المملكة الشمالية- على ركبته أمامي وسيفي على عنقه، لا يهم ما هي رتبته لكن ثبات بقية الجنود وعدم تجرؤ أي منهم على مهاجمتي يؤكد أنه شخص مهم، وحياته ذات قيمة بالنسبة لهم، 

نجمة الصباح ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن