وصلت نورا لبيت عائلتها بعد أن مرت بشقتها لتأخد ملابسها.
رنت جرس الباب ليفتح جونغكوك الباب بسرعة كأنه كان في إنتظار وصولها على أحر من الجمر. عانقها عناقا قصيرا و سريعا متمتما "مرحبا أختي و وداعا، إحضيا بوقت ممتع"
وقفت نورا على عتبة البيت ممسكة بالباب كي لا يغلق مراقبة جونغكوك الذي اختفى من أمام عينيها بسرعة البرق، كان عليه المشاركة في أولمبياد ألعاب القوى، يمكنه تحطيم العديد من الأرقام القياسية إن فعل.
دخلت لغرفة المعيشة لتجد أختها الأصغر على الأرض تقوم بفروضها المنزلية، وضعت حقيبتها على الطاولة و ابتسمت "مرحبا ريمي" رفعت ريمي نظرها من على كتبها و بادلت أختها الابتسام قبل أن تقفز في حضنها "أهلا أختي، من الرائع رؤيتك مجددا" مسحت نورا على ظهر أختها بلطف "من الرائع رؤيتك أيضا ريمي"
كسرت ريمي العناق و نظرت لأختها "بالرغم من أنني سعيدة لأنك هنا إلا أنني لا أحتاج لشخص يجالسني، لست في الخامسة من عمري" أومأت نورا برأسها "و من قال أنك طفلة ريمي، أنت آنسة جميلة جدا. و بما أنك تشبهبن الأميرات علينا معاملتك كواحدة، لا يمكننا أن نترك أميرة بمثل لطافتك و جمالك وحدها ريمي"
قلبت ريمي عيناها "ليس و كأنني أصدق كلامك هذا، إلا أنني سعيدة لسماع هذا" ضحكت نورا و ردت "عليك التصديق ريمي، ما رأيك بإكمال واجباتك. سأغير ملابسي و أعود بسرعة" تأففت ريمي و أومأت برأسها أن أجل.
اغتسلت نورا و غيرت ملابسها لأخرى مريحة و عادت للأسفل مجددا لتجد أن ريمي قد جمعت كتبها من على الأرض و رتبتهم داخل حقيبتها المدرسية، جلست نورا على الأريكة و سألت أختها "هل انتهيتي بالفعل؟؟" حركت ريمي رأسها بالإيجاب قبل أن تقول"لم يكن لدي الكثير لحله، كما أن جونغكوك ساعدني قبل مجيئك"
وقفت نورا على قدميها "أنا جائعة، ما رأيك بتحضير شيئ لأكله ريمي؟؟" ابتسمت الصغرى "لدينا بعض الكعك الذي حضرته أمي في الصباح، يمكننا غلي الشاي و الاستمتاع به" أومأت نورا برأسها "رائع إذا، لنحضر بعض الشاي"
جلست الأختان على الأريكة بعد أن تخلصن من جوعهن، أشعلت ريمي التلفاز و حاولت البحث عن قناة عرض جيدة. إلا أنها زفرت الهواء خارج رئتيها بإحباط. ابتسمت نورا و نظرت لأختها "يمكننا فعل شيئ آخر غير مشاهدة التلفاز، لا شيئ ممتع يعرض في هذا الوقت من اليوم"
فكرت ريمي للحظة قبل أن يشرق وجهها الصغير بابتسامة كبيرة "دعيني أقوم بتصفيف شعرك إذا" تعجبت نورا و سألت "هل تعرفين كيف؟؟" ضحكت ريمي و أومأت برأسها "بالطبع، يمكنني ظفره بعناية بالغة. أنا أيضا لدي شعر طويل" ابتسمت نورا "حسنا إذا، شعري كله لكِ" قفزت ريمي بحماس و توجهت نحو غرفتها لتحضر المشط و بعض الاكسسوارات.
جلست ريمي خلف أختها و بدأت بمشط شعرها لتسريحه و على وجهها ابتسامة كبيرة "لطالما أردت اللعب بشعرك أختي" ضحكت نورا "كنت أعتقد أنك ستصففين شعري لا اللعب به" لترد عليها ريمي "سأصففه بينما ألعب به، من الممتع العبث بشعر الآخرين أختي"
استدارت نورا لتواجه ريمي "حسنا بما أنه ممتع، أنا أيضا أريد اللعب بشعرك" ابتسمت الصغرى "أجل، سأسمح لك بفعل هذا فقط لأنك أختي" ضحكت نورا "ما الذي تقصدينه بهذا؟" لتهز ريمي كتفيها "أنا لا أسمح لأحد بلمس شعري أو العبث به، لأني أعتبره كنز"
التفت نورا مجددا أمامها و قالت "أجل، هو كنز ثمين جدا. لطالما أخبرني أبي أن علي الاهتمام بشعري و العناية به" أطلت ريمي برأسها من خلف أختها بفضول "حقا؟ أبي قال لك هذا؟" ابتسمت نورا بحزن خفيف "عندما كنت أصغر اعتدت على قص شعري قصيرا، و هو اعتاد على توبيخي في كل مرة. قال لي دائما بأن الشعر هو تاج الأنوثة و علي العناية بتاجي جيدا"
ضحكت ريمي بينما تمشط شعر نورا "يبدو أن أبي كان رجلا حكيما ليقول مثل هذا الكلام أختي" أومأت نورا برأسها "أجل، كان حكيما جدا" صمتت ريمي قليلا قبل أن تقول مجددا "ما رأيك ان تكلمني عن أبي قليلا أختي، أريد أن أتعرف عليه من وجهة نظر أخرى غير أمي"
أغمضت نورا عيناها و ردت بصوت منخفض "لم يكن أبي بالشخص الصارم أو المتشدد أبدا، لطالما أخبرني أن أتبع قلبي و أن أتصرف كما يحلو لي لأنها حياتي و أنا المسؤولة الوحيدة عنها" لم تقل ريمي شيئا مما دفع بنورا بالاستمرار "اعتاد على إخباري بأن أتحدى مخاوفي و أسعى نحو كل ما أريد، أن أتجنب التردد و التخوف و أن لا أسمح لأي أحد بقولبتي أو فرض شيئ ما علي"
ضحكت نورا بخفة و أكملت "كان شعاره في الحياة هو 'من الأفضل أن نندم على شيئ فعلناه لأننا لن نخرج من الأمر فارغي الأيدي على الندم من عدم فعل الشيئ لأنه سيسبب لنا الحسرة، و مع هذا علينا أن نحاول تجنب الندم و النظر للجانب الجيد من الأشياء'"
لم تشعر نورا و لا ريمي بمرور الوقت حتى عادت والدتهما للبيت على الساعة الثامنة، غيرت ملابسها و انظمت لهما في غرفة المعيشة، ابتسمت مشاهدة نورا وهي تقوم بظفر شعر ريمي الطويل قبل أن تسأل "ماذا تردن للعشاء؟؟" لتصرخ ريمي بحماس "بيتزا" ضحكت نورا و قالت هي الأخرى "أجل بيتزا تبدو كفكرة جيدة" أومأت جانغمي برأسها "حسنا، سأتصل بجونغكوك ليحضرها و هو قادم"
رجع جونغكوك من تدريبه حاملا بين يديه البيتزا التي أوصته أمه من أجل احضارها، وضعها على الطاولة في غرفة المعيشة متمتما "أنا حقا جائع" لترد عليه ريمي "منذ متى لم تكن جائعا"
جلست العائلة على الأرض حول الطاولة بعد أن أحضرت جانغمي العصير من المطبخ، صفقت ريمي بيدها و حملت قطعة بيتزا من العلبة "انا ممتنة جدا لهذا الشخص الذي اخترع البيتزا" أومأ جونغكوك برأسه متفقا مع ما قالته أخته "و أنا أيضا، أتمنى أنه يحضى بوقت رائع حيثما كان" ضحكت نورا و قالت "لا أعلم ما نوع الوقت الممتع الذي يحضى به الناس في قبورهم جونغكوك"
تنهدت ريمي "حتى و إن كان ميت هو محظوظ، لا مدرسة لديه ليتوتر بشأنها، كما أنه لا يضطر للإستيقاظ باكرا، هل يوجد أكثر ما هو متعة من هذا" نظرت لها والدتها و قالت بنبرة موبخة "المدرسة التي تتذمرين بشأنها هي حلم للكثير من الأطفال ريمي، لا حق لديك للغضب من أنك تدرسين. الكثير من الناس حول العالم لا يعرفون كيف يكتبون أسماءهم و أنت تشتكين من حقيقة أن تتمتعين بحق من حقوقك"
قلبت ريمي عيناها "عدنا لنفس المحاضرة مجددا، أنا متأكدة أنهم سيكرهون المدرسة بمجرد الذهاب لها مرة واحدة أمي" بلع جونغكوك ما بفمه قبل أن ينظر لأخته "لا تتحدثي بـألسنة الآخرين ريمي، كما أننا نعرف أنك تكرهين المدرسة لذا لا حاجة لك لذكر الأمر كل ما أتيحت لك الفرصة في هذا"
عقدت ريمي ذراعيها أمامها و قالت "لا فائدة من الكلام معكم، و أجل أنا أكره المدرسة كثيرا جدا" ضحكت نورا و ربتت عى رأس أختها "يمكنك التحدث معي، أنا أتفق و بشدة على أن المدرسة هي أسوأ تجربة قد يمر بها الانسان"
تنهدت جانغمي "لما أزعج نفسي بالحديث حتى" نظرت لنورا و سألت "ما أخبار سارا؟" ردت نورا "هي بخير... كما أن علاقتها بسوكجين تسير بشكل جيد" أومأت والدتها رأسها "هذا اسمه إذا، و أنت ما اخبارك؟ هل كل شيئ بخير في مكان عملك؟ لم يزعجك ذاك الأحمق مجددا؟" هزت نورا رأسها "لا لم يزعجني، و كل شيء يسير بخير إن تجاهلت حقيقة أن علي الاستيقاظ باكرا"
هزت جانغمي رأسها "تشابهما انت و أختك يخيفني في بعض الأحيان"
نظر جونغكوك لأخته و قال "إن أزعجك مجددا أو تجرأ على قول أي شيء سيء لك أخبريني، سأتأكد من كسر فكه و إفقاده قدرته على الكلام" ضحكت نورا و هزت رأسها "أستطيع التعامل معه، لكن إن حصل و احتجت المساعدة لن أتردد في الاتصال بك"
ضحكت ريمي بسخرية "يا لكِ من منافقة أمي، أتعرض للتوبيخ لأنني لا أحب المدرسة" و أشارت نحو أخيها "في حين أنه يهدد باستخدام العنف و لم تقولي له شيئا" نظرت لها جانغمي "لديه سبب منطقي ريمي، كما أنه يتحدث فقط هو لا يمكنه قتل حشرة صغيرة حتى" ليرد جونغكوك "كل روح على هذا الكوكب تستحق الحياة أمي، الحشرات لم تؤذني يوما لذا لا حاجة لي في قتلها. لكني مستعدٌ لإيذاء أي أحد قد يزعجكن"
اندست نورا في فراشها ملتحفة غطاءها، استذكرت ما حدث خلال المساء رفقة أختها. بالرغم من الحادث و ما خلفه من مشاعر سلبية و متضاربة إلا أن نورا الليلة تحدثت عن والدها دون أن تشعر بالذنب و لا الحزن، كل ما اختلج صدرها هو الدفء.
نظرت لصورة على منضدتها، صورة لنورا تتوسط والديها اللذان يبتسما باتساع و سعادة، جونغكوك أيضا في الصورة على كتفي والده.
أغمضت عيناها وهمست لنفسها "أفتقدك أبي"
stay safe, be kind and don't forget to love on yourselves everyday.