الأميرة و الجني

By min0550

37.9K 3.8K 1.6K

رواية الأميرة و الجني (مكتملة) نبذة عن الرواية: تنطلق الأميرة "وردة الجنة" في رحلة إلى قصر الملك شهرمان، رغبة... More

. مقدمة .
. ملخص حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان من كتاب الألف ليلة و ليلة .
. الخريطة .
. صور الشخصيات .
. الفصل الأول .
. الفصل الثاني .
. الفصل الثالث .
. الفصل الرابع .
. الفصل الخامس .
. الفصل السادس .
. الفصل السابع .
. الفصل الثامن .
. الفصل التاسع .
. الفصل العاشر .
. الفصل الحادي عشر .
. الفصل الثاني عشر .
. الفصل الثالث عشر .
. الفصل الرابع عشر .
. الفصل الخامس عشر .
. الفصل السادس عشر .
. الفصل السابع عشر .
. الفصل الثامن عشر .
. الفصل التاسع عشر .
. الفصل العشرون .
. الفصل الواحد و العشرون .
. الفصل الثاني و العشرون .
. الفصل الثالث و العشرون .
. الفصل الخامس و العشرون .
. الفصل السادس و العشرون .
. الفصل السابع و العشرون .
. الفصل الثامن و العشرون .
. الفصل التاسع و العشرون .
. الفصل الثلاثون .
. الفصل الواحد و الثلاثون .
. الفصل الثاني و الثلاثين .
. الفصل الثالث و الثلاثون .
. الفصل الرابع و الثلاثون .
. الفصل الخامس و الثلاثون .
. الفصل السادس و الثلاثون .
. الفصل السابع و الثلاثون .
. الفصل الثامن و الثلاثون .
. الفصل التاسع و الثلاثون .
. الفصل الأربعون . و الأخير .

. الفصل الرابع و العشرون .

521 77 27
By min0550


تقدم بدر الملوك جنوده برفقة هازار على الطريق، و تاج و وردة خلفهم، متأخران قليلا.

و هما يمتطيان حصانيهما، و يسيران جنبا إلى جنب.
استفهم تاج و هو يراقب أخاه و رفيقه.
- ما الذي يخفيانه يا ترى؟

التفتت إليه وردة،
- أنت تبالغ يا تاج!
- لا أظنني أبالغ! لقد رأيتهما أمس يدخلان خيمة بدر، و كانت محاطة بالجنود. و عندما اقتربت من المدخل منعني الحرس من الدخول و قالوا بأن ولي العهد مشغول!
- و هل سألت بدر عن الأمر؟
- سألته. لكنه تفادى الإجابة عن السؤال، و قال أن الأمر ليس بمهم.

عقدت حاجبيها قليلا، ثم نقلت عينيها إلى ولي العهد و رفيقه أمامهما.
- و.. ماذا تظنهما يخفيان؟
- لا أدري! لكنني أشك في إمكانية أن يكون هازار، إبن ساحر مدينة البلور.
- إبن ساحر البلور؟!

أومأ، ثم بدأ بسرد القصة التي سمعها من أميرة الجان عن ابن الساحر.

- إذا فالخاتم بحوزة إبن الساحر الآن؟!
- صحيح.

ثم أضاف بعد سكوت،
- أفكر في تفتيش أمتعته.
- و كيف ستفعل ذلك؟
- لا أدري بعد. ربما سأكلف لمار بالمهمة.

أبقت وردة نظرها على ملامحه متبسمة.
التفت إليها عندما شعر بنظراتها، ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة استغراب.
- ماذا هناك؟
- لمار. أ هي أميرة الجان؟

ابتلع ريقه، وهو يحاول جاهدا تثبيت ابتسامته على محياه. ثم قال ضاحكا، ليخفي ارتباكه الذي اتضح على تعابير وجهه،
- لمار؟ لا! ما الذي يجعلك تظنين ذلك؟!

استمرت في التحديق به بنفس الإبتسامة الساكنة وهي ترفع كلا حاجبيها،
- أ تعلم أنك لا تجيد الكذب يا تاج؟

نظف حلقه ثم قال رافضا الإعتراف،
- صدقا! ما الذي يجعلك تظنين أن حمامة مثلها جنية؟!
- أولا، تستطيع التواصل معها بشكل لا يصدق! و ثانيا، تقوم بمهام لا يمكن لحمامة عادية أن تقوم بها! مثل يوم أحضرت قلادة مرزوان، و يوم أخرجت الثعبان من الغار، أقصد كيف أمكنها حمله بقدميها الصغيرتين؟!

ثم أضافت و هي تستمتع بمشاهدة ملامحه ترتبك،
- كما عادت يومها بأعشاب مناسبة لحالتك! كيف يمكن لحمامة أن تتعرف على النوع المناسب لإصابة مسمومة كاللتي أصابتك؟! أ تستطيع أن تجيبني؟

سمح لشفتيه برسم ضحكة صغيرة، ثم أغلق عينيه لثانية قبل أن يومئ معترفا.
- كشفتي أمرها إذا!
- بالطبع! لدي عقل أيضا، و أستخدمه أحيانا للتفكير!

انفجرت شفتاه عن ضحكة مكتومة،
- بالطبع.

بادلته بابتسامة بدأت تتقلص و هي تسأله،
- أ يمكنني أن أرى لمار.. على هيئتها الحقيقية؟

هز رأسه سلبا، ثم التفت إليها،
- ستخالف القانون إذا ما كشفت عن نفسها لك. ممنوع على الجان من مملكتها كشف أنفسهم للبشر.
- ستعاقب على ذلك؟
- عقابا شديدا!

ثم سألت بعد سكوت،
- و.. كيف تبدوا؟ أ يمكنك أن تصفها لي مثلا؟
- لا أستطيع أن أصفها لك بالضبط، لكنها تبدوا خيالية الجمال.

رفعت حاجبيها، ثم قالت بنبرة تكشف عن اندهاشها من وصفه.
- باهرة الجمال إذا!!

قال ضاحكا،
- إنها جنية يا وردة!
- و هل.. أعجبتك أول مرة رأيتها؟

قهقه في صمت وهو يهز رأسه نفيا،
- لا أظنك تفهمين قصدي بكلمتي خيالية الجمال!

قلصت عينيها في شك و هي تحتفظ بابتسامة صغيرة،
- ماذا قصدت بتلك الكلمتين يا ترى؟
- أول مرة رأيتها، شعرت و كأنني أنظر إلى مخلوق لطيف الصورة لم أتوقع وجوده على وجه الأرض يوما!
- مخلوق!
- إنها جنية يا وردة، و ليست فتاة!

اكتفت بضحكة مكتومة فأضاف قائلا،
- لم أكن أعلم أنك تغارين هكذا!
- لم أكن أعلم ذلك أيضا!

....

استمر المسافرون في التقدم و لم يتوقفوا للراحة إلا بعد أن خيم الظلام. فاتخدوا موقعا، و نصبوا فيه خيمتين، بعد أن أشعلوا النار.

أمام الخيمة، و حول اللهب المتراقص، جلس الأميران، وردة أمام تاج، و هازار أمام بدر الملوك، يتناولون طعام العشاء و يتبادلون أطراف الحديث، بينما كان الجنود يجلسوا بعيدا.

- استيقظت باكرا يومها و تركت الجنود نيام، و انطلقت لأصطاد شيئا نتناوله قبل أن نكمل طريقنا، فهاجمني ذئب ضخم ليس كباقي الذئاب! كان عملاقا قوية البنية، له أنياب مخيفة و مخالب طويلة تقشعر الأبدان من مرآها!

ثم التفت بدر إلى رفيقه و ربت على كتفه مرتين،
- و لو لا هازار، لكنت ميتا الآن.

اكتفى هازار بابتسامة هادئة، ثم احتسى بعض الماء من كأسه. نقل تاج نظره بين أخيه و صديقه لمدة، ثم استفهم و هو يسكب لنفسه بعض الماء.
- و كيف أنقذك من ذلك الذئب؟

رفع كل من بدر و هازار بصرهما إلى تاج، ثم التفتا إلى بعضهما البعض، قبل أن يصطنع ولي العهد ضحكة جعلت وردة ترمقه بنظرات ارتياب، ثم أجاب قبل أن يتمكن هازار من أن يفتح شفتيه حتى.
- بمهارته في القتال بالطبع!

و مجددا، اكتفى هازار بنفس الإبتسامة ثم استمر في تناول طعامه في صمت.

احتسى تاج من كوبه، ثم سأل،
- إذا فأنت مقاتلا؟!

أجاب هازار بنبرة رصينة و ابتسامته الهادئة لا تفارق شفتيه،
- لست مقاتلا.
- ما هي صنعتك إذا؟
- منجم.

خيم الصمت فجأة و تاج يبادل نظرات هازار الثابتة و الغامضة، بنظرات كلها تساؤلات و فضول.
- منجم!
- أقرأ للناس ما تخفيه لهم الأقدار بدراسة حركة النجوم. و أقرء الكفوف أيضا.

ثم اتسعت ابتسامته الهادئة قليلا، قبل أن يضيف،
- هل أستطيع قراءة كفك يا مولاي؟

ابتلع تاج ريقه، ثم وضع كأسه. ألقى نظرة على وردة فعقدت حاجبيها ثم أغلقت عينيها، فعلم بأنها ليست مرتاحة للأمر.

و في تلك اللحظة، ظهرت الحمامة من بين الأمتعة، ترفرف بجناحيها بالتجاه الجالسين، ثم حطت على كتف تاج. هدلت، فالتفت إليها لثانية ثم أعاد انتباهه إلى رفاقه. ابتسم و استأذن منهم، ثم وقف عن مجلسه. ألقى نظرة على الأميرة، أومأ لها، فأومأت له بدورها ثم غادر.

عادت وردة الى طعامها، فانتبهت إلى كأسها الفارغ.
التفتت إلى بدر، و قبل أن تمد له كأسها أو تقول شيئا، جذب هازار إنتباهها عندما لاحظت نظراته الحادة الموجهة إلى ظهر تاج. شاهدت عينيه تتحركان، فنقلت عينيها إلى تاج الملك، لتلاحظ أن لمار ترفر بجناحيها و تنتقل من كتف إلى آخر.

....

بعد أن توغل بين الأشجار، بدأت لمار بالطيران حول تاج، من رأسه حتى قدميه، فانطلق دخان أبيض متلألئ و كأنه انفجر من جسدها، فختفى وسطه، ثم اختفت الحمامة من بعده.

....

ظهر الدخان الأبيض وسط صحراء شاسعة لا أثر للحياة فيها، ثم اختفى تاركا خلفه تاج، و لمار و هي على هيئتها الحقيقية.

أسرع الأمير نحو الجنية، وهو يسأل بلهجة مندفعة نوعا ما،
- هل وجدتي شيئا؟ أي شيء؟
- لم أجد الخاتم. لكنني وجدت كتبا عن السحر و النجيم.
- عندما سألته عن صنعته، أجاب بأنه منجم.

رفعت حاجبيها في بعض من الذهول،
- لم يكذب!
- لا، لم يكذب.

ثم استفهم بعد مدة من التفكير،
- أ لم يفصح العفريت عن إسمه؟ أو ربما أوصافه؟

هزت رأسها سلبا،
- لا يعرف المارد عن الغلام شيئا. لا يعرف اسمه، و لا يعلم عن أوصافه شيئا.
- كيف ذلك؟! أ لم يقابله؟!
- قال بأنه كان يخفي ملامحه بإسداله قب سلهامه الأسود على وجهه عندما استدعاه.

تشوش نظر تاج لبرهة، ثم رفع سبابته و إبهامه إلى ذقنه،
- يسدل قب سلهامه الأسود على وجهه، تماما كما يفعل هازار.

التفت إلى لمار،
- كم عمر ابن الساحر الآن؟ عشرون عاما؟
- أظن ذلك.
- كما توقعت. في مثل عمر هازار.
- أ حقا تشك في هازار؟ الخاتم ليس بحوزته.
- و ما أدراك؟ لا بد و أنه يخبئه في الملابس التي يرتديها.
- و كيف ستصل إلى الملابس التي يرتديها؟

سكت لثانية ثم قال في نوع من الشرود،
- سأجد طريقة.

....

بدأت وردة بتفريش الأرضية عندما تقدم هازار و أحد الجنود نحوها و هما يحملان خيمة. وضعاها أرضا ثم بدأ بنصبها، فاستغربت من الأمر و هي تراقبهما.

و قبل أن تسأل عن سبب نصبهما الخيمة في موقعها، التفت إليها المنجم وهو يثبت أحد الأعمدة، ثم شرح قائلا، بنبرة صوت رصينة، تجعل المستمع إليها، يظنه أكبر سنا من ما يبدوا عليه.
- سننصب لك خيمة تنامين فيها الليلة يا مولاتي. لا داعي لتفريش الأرض.

اهتزت حاجباها قليلا، ثم أسرعت إليه مرددة،
- لا بأس، لا بأس. لا داعي لذلك! حقا، لا داعي.

إبتسم لها وهو ينقل نظره بين عينيها و يديه المشغولتين بربط الخيمة بالعمود.
- لا يستغرق نصب الخيمة سوى دقائق. أرجوا أن تقبلي خدمتنا البسيطة يا مولاتي.

تحسست جبينها بأصابعها و ابتسامة مرتبكة تعلوا محياها.
- حسنا. شكرا لكما. و اشكر مولاي بالنيابة عني.
- مولاي بدر الملوك؟

أومأت، فاتسعت ابتسامته.
أشار هازار للجندي بالذهاب فغادر. تقدم نحو الجهة الأخرى نحو العمود الثاني، وهو يخلع سلهامه. وضعه أرضا، فبقي في قميص خفيف و سروال، يظهران رشاقته المميزة.
- هذه الخيمة في الواقع.. خيمتي.

ثم التفت إليها،
- و يمكنك استعمالها خلال سفرنا يا مولاتي.

عقدت حاجبيها قليلا،
- لم يكن.. بدر الملوك..

افتر ثغره عن ضحكة لطيفة،
- لا. لم يكن أمر مولاي. لكن أرجوا منك أن تعذريه يا مولاتي، فهو يحسن ضيافة ضيوفه دائما، إلا أنه مشغول قليلا هذه الأيام.

أومأت مستوعبة، ثم سألت وهي تدرس تعابير وجهه،
- و ما الذي.. يشغل مولاي هذه الأيام.

أجاب ببساطة وهو يربط الخيمة بآخر عمود،
- مشغول بأمر عائلته.

استدار إليها متبسما، ثم تقدم باتجاهها وهو يتأمل عينيها.
- هل أستطيع قراءة كفك يا مولاتي؟

ارتبكت نظراتها، ثم ابتلعت ريقها، وهي تحاول جاهدة تثبيت ابتسامتها على شفتيها.
- لا بأس. لا داعي لذلك.
- لما؟
- الواقع.. لا أهتم.. بمعرفة ما يخفيه المستقبل!
- قراءة الكف لا تكشف عن المستقبل. إنها تكشف عن بعض الأشياء عن صاحبها وحسب. عن شكل ماضيه، الذي ينعكس على حاضره. و بمعرفة هذه الأشياء، نتنبأ بالمستقبل.

ظهر ما يشبه تعابير الإنبهار على وجهها،
- لم أكن.. لم أكن أعلم ذلك!

اقترب منها خطوة، ثم مد لها يده،
- أ تسمحين يا مولاتي؟

نقلت عينيها بين كفه و ملامحه الهادئة، فتغيرت ابتسامتها من مفتعلة إلى عفوية، ثم اصطنعت نظرات ارتياب قبل أن تسأله،
- لماذا تصر هكذا على قراءة كفي؟! أ لم أخبرك بأنني لا أهتم!

انفجرت شفتاه عن ضحكة مكتومة هادئة، فازدادت ملامحه جمالا. ثم قال وهو يتأمل عينيها،
- أنا. أنا من يهتم يا مولاتي.

تقلصت ابتسامتها و كادت تتلاشى تماما.
- تهتم؟

خفض بصره،
- تثيرين اهتمامي.

ثم رفع عينيه ليلقي نظرة على ردة فعلها، فابتلعت ريقها بهدوء، لحظة اتصلت عيونهما، و حاولت منع ظهور أي توتر على تعابير وجهها.

استمر قائلا،
- ما الذي يجعل أميرة تسافر من دون خدمها و جواريها؟ ما الذي يجعلها ترتدي ثياب سفر كسائر العامة، و تمتطي حصانا و تحمل سيفا كالفرسان؟ و إلى أين هي ذاهبة؟

درست سواد عينيه جيدا، لكنها لم تشعر سوى بالإطمئنان و هو تنظر إليهما. و مع ذلك استمر الشك بمساورتها.
- أ لهذا تريد قراءة كفي؟ لتحص على أجوبة لأسئلتك هذه؟

أومأ بعد صمت و هو لايزال يحتفظ بابتسامته اللطيفة،
- يجعلك الغموض الذي تثيره كل هذه الأسئلة، مثيرة للإعجاب. و أعتقد أن الأجوبة هي كل ما أحتاجه لأتأكد من ما أشعر به تجاهك، عندما أنظر إليك.

افترقت شفتاها قليلا، و التقطت نفسا صغيرا وهي تحدق بسكون أساريره المنبسطة. ثم أخيرا ابتلعت ريقها و أشاحت بوجهها قليلا.
- آسفة، لكنني-

قاطعها قائلا،
- أعلم ذلك.

رفعت عينيها مستغربة، فابتسم لها قائلا،
- مولاتي و مولاي تاج الملك. أعلم أنكما أكثر من مجرد صديقين. و لا أنوي إزعاجكما أبدا.

و ما أن نطق بآخر كلمتين حتى ظهر تاج و الحمامة على كتفه من بين الأشجار، فالتفتت إليه الأميرة، ثم المنجم.

تقدم نحوهما، وهو يتفحص الخيمة،
- أ ليست هذه خيمتك يا هازار؟

أومأ الشاب متبسما،
- نصبتها لأجل مولاتي لتستخدمها الليلة.

بادله تاج بنفس الإبتسامة،
- هذا لطيف منك.

اكتفى هازار بإيماءة صغيرة، ثم استأذن من وردة. تقدم نحو تاج وهو يدرس الحمامة على كتفه. توقف للحظة، ثم قال،
- حمامتك فريدة من نوعها يا مولاي.
- إنها كذلك.

أومأ و الإبتسامة لا تفارق ثغره، استأذن، ثم غادر.

وقف تاج يراقبه إلى أن اختفى عن مرآه، ثم التفت إلى وردة، مسرعا نحوها.
- إبقي بعيدة عنه يا وردة.
- لما؟ هل وجدت لمار الخاتم بحوزته؟
- لا، لم تجد شيئا. لكن ابقي بعيدة عنه.
- لكن.. ربما ليس ابن الساحر!
- أو ربما يحمل الخاتم معه طوال الوقت، في جيبه او ما شابه!

أغلقت عينيها لبرهة ثم تنهدت وهي تمسك بذراعه،
- لا أظن أن له أية علاقة بالخاتم يا تاج!

عقد حاجبيه وهو ينظر إليها، ثم قال في نوع من الإندفاع،
- لا تظنين؟! لماذا؟ لأنه كان لطيفا معك؟! لأنه وسيم قال بأنك تثيرين اهتمامه؟! و إعجابه!

أفلتت ذراعه في تردد،
- أ كنت.. تسترق السمع؟

ارتبكت عيناه، ثم أشاح بوجهه، فطأطأت برأسها قليلا لبرهة،
- أ هذا ما تظنه؟ لأنه كان لطيفا، و وسيم، و لأنه أبدى اهتماما فسأتركك و أسرع جريا إليه؟

خفض بصر لبضع ثوان، ثم اعتذر قائلا،
- أنا.. أنا آسف يا وردة. لم أقصد-

قاطعته مستفهمة،
- ماذا تظنني يا تاج؟

تقدم نحوها و هو يمد يديه إليها و يحاول الإعتذار، لكنها أشارت له بأن يتوقف ثم تراجعت إلى الخلف بضع خطوات.
- علي الذهاب الآن. فلنتحدث في الأمر غدا.

أسرعت و حملت أمتعتها، ثم دخلت الخيمة.

أعاد خصلات شعره المتناثرة على جبينه بكفه إلى الخلف ، ثم تمتم لنفسه موبخا،
- يا لي من أحمق!

......

Continue Reading

You'll Also Like

1.2K 110 26
في عالم من وحي الخيال كانت هنالك مدينة تدعى المدينه البيضاء حيث اهلها كانوا يعيشون بسلام حتى تم احتلالها من قبل رجال المدينة الجليديه ستخوض بطللتنا س...
9.1K 295 17
لوسى آبوت مستعدة للقيام بأى شئ من أجل حماية طفلتها. فهى تعمل كل الساعات التى تقدر على العمل فيها و ما زالت غير غادرة على إعانة ابنتها الصغيرة. و هكذا...
121K 2.9K 10
دخلت سالي حياته بمحض المصادفة فقد كانت اغرب واجمل مصادفة عرفها (جاك هاموند) في حياته. لقد وهبته اشياء كثيرة لم يكن يحلم بالحصول عليها ومنها ابنهما لي...
2.5K 64 15
"هل جننت! بالطبع لا لأريد ذلك" نظر إليها ملياً وقال: "لماذا؟ ألا تبحثين عن جينات جيدة وصفات وراثية نقية؟" وابتسم مرحاً: :ثم أنه سيكون له ثروة طائلة و...