فتحت أبواب المصعد و توجهت نورا لمكتب سكرتيرة تايهيونغ "هل السيد كيم في الداخل؟!" أومأت الأخيرة برأسها و قالت "أجل، سأخبره أنك هنا...."
تجاوزت نورا المساعدة و فتحت باب المكتب دون الطرق. رفع تايهيونغ رأسه و نظر لنورا بتفاجأ "ما الذي تفعلينه هنا و من سمح لك بالدخول؟" قالت مساعدته متوترة "حاولت إيقافها و لكنها...." و لكن تايهيونغ أشار لها أن تذهب، غادرت مساعدته المكتب و أغلقت الباب خلفها.
عقد تايهيونغ يديه معا و تنهد "ما الذي أحضر الآنسة نورا هنا؟" ردت نورا "أنا آسفة" صدم تايهيونغ بكلامها، فتح فمه و أعاد إغلاقه عندما لم يخرج شيء، بدى كسمكة خارج الماء.
لما هي تحاول الاعتذار؟ ألم تكن تحاول أذيته؟
استأنفت نورا كلامها "أنا أجبرت جيمين على الكلام، لذلك لا تغضب منه. لم يكن من المفترض بي التدخل في شؤونك، كانت لحظة غضب فحسب"
هز تايهيونغ رأسه غير مصدق لأذنيه "أنتِ تعرفين كيفية الإعتذار، لم أكن لأصدق أحد إن أخبرني بهذا"
قلبت نورا عيناها "أنا حقا لم أقصد التصرف بمثل حقارتك و لكن الغضب يدفع بالانسان لقول أشياء لا يقصدها" ابتسم تايهيونغ "هذا يجعلك حقيرة أيضا" ردت عليها نورا بغير اهتمام "أنت حر لقول ما تريد أنا سأغادر الآن، لا تغضب من جيمين بسببي"
استدارت نورا لتغادر و لكن صوت تايهيونغ أوقفها "لا، لا تغادري. هل بإمكانك الجلوس أولا" استغربت نورا طلبه و لكنها أنصت له و جلست، نظرت له لتساؤل "ماذا تريد؟" أجابها "هل بإمكانك إخباري قصة نانسي تلك؟ و ما الذي قاله جيمين؟"
تذكرت نورا تصرفها مع نانسي و تنهدت "جيمين قال أن العمل المكتبي ليس شيئا كنت تريد القيام به، أما بالنسبة لقصة نانسي تلك فقد اختلقتها لإزعاجك قليلا، تعلم قصة مشابهة لما حدث لك. اعتقدت أن الأمر انتهى هناك و لكن تطفلك المزعج هذا..." اومأ تايهيونغ برأسه "رائعة في صنع القصص، كالمرة الأولى تماما" ردت نورا بنبرة منزعجة "تلك المرة استحققتها، جعل الناس يكرهونك كان عقابك، لذا توقف عن ذكر الأمر"
ابتسم تايهيونغ "أعلم هذا، لم أكن سأغضب من جيمين بكل الأحوال فنحن متعادلان الآن. لذا ما رأيك بإنهاء هذه الحرب و تجاوز الأمر تماما، أعني تماما. لا تعليقات لئيمة و لا قصصا للعبرة"
نظرت له نورا قليلا قبل أن تبادله الابتسام "حسنا، لنتجاوز الأمر" مدت يديها نحوه "أنا جيون نورا، أعمل في قسم المحاسبة" صافحها بالمقابل "و أنا كيم تايهيونغ، رئيسك في العمل على الرغم من أنك تتصرفين و كأنك الرئيسة هنا"
قلبت نورا عينها "أجل، أتمنى لك يوما سعيدا" لوح تايهيونغ بيده "و لك صديقتي" هزت نورا رأسها و غادرت دون قول أي شيء آخر.
عادت نورا لمكانها بعد مغادرة مكتب تايهيونغ، رأتها نانسي و لحقت لها "هل ستخبرينِ ما قصة أبي الآن؟" نظرت لها نورا بابتسامة "آسفة لأنني صرخت بك" صدمت نانسي بسبب ما سمعته "هل تعتذرين لي؟!" أومأت نورا رأسها "ما رأيك بنسيان القصة، كان الأمر مجرد سوء فهم و ذاك الأحمق خلط بين اسمك و اسم آخر . لذا لا علاقة لكِ بالأمر"
تأثرت نانسي باعتذار نورا أكثر من أي شيء آخر، نورا ليست من النوع الذي يعتذر.
ابتسمت نانسي "حسنا بما أنه سوء فهم فلا بأس" بادلتها نورا الابتسام و قالت "جيد جدا، فلتغادري لعملك إذا" لوحت نانسي بيديها و غادرت سعيدة جدا كون أن نورا حقيقة اعتذرت لها.
باشرت نورا بعملها قبل أن يرن هاتفها، تفقدت من المتصل لتجد أنها سارا، فتحت الخط و ردت "مرحبا سارا" ليصلها صوت سارا المبتهج "راسلني سوكجين من أجل موعد آخر، هل تصدقين؟!"
ابتسمت نورا سعيدة لسماع كلمات صديقتها "هذا حقا رائع سارا، يبدو أن الأمور تسير لصالحك. الموعد الثاني أهم من الأول لذا أتمنى للأمور أن تسير معكما بخير" ردت سارا بحماس "أجل، أجل، و أنا أيضا" نظرت نورا للنافذة جانبها و قالت "أنا أعمل الآن دعينا نتكلم لاحقا"
صباح اليوم التالي علقت نورا مجددا في زحام الحافلة أو كما تحب تسميتها 'صباحات في الجحيم' هي تكره الحافلة و تكره الزحام و تكره أيضا الاحتكاك بالكثير من الناس، كون عدم قدرتها على قيادة السيارة و الخوف منها حالت دون شراءها لسيارتها الخاصة.
الزحام الكارثي كان كافيا لوضعها في مزاج سيء جدا.
دخلت للمكتب لتحييها نانسي "صباح الخير نورا، ما بك منزعجة؟" تجاوزتها نورا مرددة "أغربي" ابتسمت نانسي و نظرت لنورا من الخلف "سعيدة بعودتك نورا"
بالرغم من مزاجها العكر و المظلم إلا أنها حاولت ظبط نفسها كثيرا، فهي لم تضرب نانسي عندما تركت عملها و قدمت لإزعاجها أو المدير الأصلع عندما سألها عن نوع المستحضرات التي تستخدم للعناية بشعرها.
خلال استراحة الغذاء جلست نورا لوحدها على الطاولة بعد أن طردت نانسي لأنها سببت لها ما يكفي من الازعاج خلال الصباح، كلما كانت بعيدة عن نانسي تكتشف أن الأخيرة تسبب الصداع حقا.
دائما ما يعم الهدوء عندما تكون غائبة.
اسمتعت بتناول طعامها بسلام قبل أن يتحرك الكرسي أمامها، رفعت وجهها عن الطاولة لترى تايهيونغ المبتسم يلوح لها "مرحبا" وضعت نورا ملعقتها و قالت "ماذا الآن؟؟"
تجاهل تايهيونغ نبرة صوتها و جلس مقابلا لها "ألم نصبح أصدقاء؟" اكتفت نورا بالتحديق له محاولة قتله بعينيها.
نظر تايهيونغ حوله "أنت صديقتي الوحيدة هنا، و أنا لا أحب تناول طعامي وحيدا، ليس بالأمر الصحي لفعله" هزت نورا رأسها "يبدو أنك قمت بخلط بعض الأمور، كوني قبلت معاهدة السلام بيننا أو كما تقول أصدقاء لا يعني بالضرورة أن تجلس معي"
هز تايهيونغ كتفيه "لا أحد هنا يستلطفني بعد فعلتك تلك، و أنت أخبرتني البارحة أن نبدأ من جديد. سيكون عليك تحمل تناول الطعام برفقتي" قلبت نورا عيناها و أشارت بيدها نحو الطاولة التي تجلس عليها نانسي "تلك الحمقاء هناك تقول أن تناول الطعام وحيدا ليس صحي مثلك أيضا، اذهب للانضمام لها"
بدأ تايهيونغ بتناول طعامه "يا لها من شخص حكيم عكسك، لكنها للأسف ليست صديقتي"
هزت نورا رأسها بعدم تصديق، كيف يمكنه أن يكون مزعجا أكثر من نانسي. على الأقل نانسي تغادر كلما طردتها نورا عكس الأحمق العنيد.
رفع تايهيونغ رأسه عن طعامه و نظر لنورا بابتسامة ودودة "كيف كان صباحك؟" ضحكت نورا باستهزاء "هل أنت جاد الآن؟ حقا؟!" أومأ برأسه و استأنف تناول طعامه "أجل، جاد جدا. أنا أكره تناول طعامي في صمت، سأستمع لك"
هزت نورا رأسها للمرة الألف و زفرت باستسلام "مريعا" ليرد عليها "أنت من الناس الذين يكرهون الصباح إذا؟!" قلبت نورا عيناها "أنا أكره كل شيء، بدءا بالصباح إلى حقيقة أنني مجبرة على اللقاء بأمثالك في الصباح"
ابتسم تايهيونغ "هل تحرشت بأحدهم اليوم أيضا؟!" حدقت فيه نورا بحدة جعلته يرد معتذرا "كنت أمزح"
تناولت نورا القليل من طعامها و قالت "أكره الزحام، و الحافلة دائما ما تكون مزدحمة" فكر تايهيونغ للحظة قبل أن يقول "يدفعون لك بما يكفي هنا لشراء سيارة، لما لا تملكين واحدة؟" نظرت نورا لطعامها و ردت "لا أستطيع القيادة" ابتسم تايهيونغ "حقا؟ يمكنني تعليمك، ليس بالأمر الصعب"
تنهدت نورا "لا حاجة لك لفعل هذا، أنا أجيد القيادة. لدي رهاب منها" نظر لها تايهيونغ "و هل هناك سبب لهذا؟"
هزت نورا كتفيها و ردت بعدم اهتمام "لا دخل لك" وضع ملعقته على الطاولة و نظر لها "أنا أعلم أن لا دخل لي، و لكني شخص فضولي جدا. لم يكن عليك إخباري عن رهابك إن لم تكوني ستفسرين السبب"
حدقت فيه نورا بذهول بسبب كلماته "كم هذا مزعج!! توقف عن مضايقتي" رد تايهيونغ "تكلمي إذا، لن تسمعي صوتي مجددا إن تحدثتي"
وضعت نورا الكأس من يدها بعنف "لا أريد، توقف عن حماقتك هذه و غادر. لم تزعجني؟" نظر لها تايهيونغ و رد بهدوء "قلت أننا أصبحنا أصدقاء، لو لم تتسببي لي بمشكلة مع الآخرون لم أكن لأزعجك بتواجدي. أنا أعلم أن عادتي هذه سيئة و لكني لا أستطيع تناول طعامي دون ضجيج حقا"
زفرت نورا الهواء خارج رئتيها "و أنت قلت أن ننسى كل شيء، لما ما زلت تذكر هذا؟" ابتسم تايهيونغ "هكذا، استمري في قول أي شيء يخطر على بالك"
قلبت نورا عيناها و لم تجبه مما جعله يقول "تحدثي، لم أنت هادئة؟" ردت نورا "ما رأيك أن تغرب؟" هز تايهيونغ رأسه "لا أستطيع الآن، من سيتناول هذا الطعام إن غادرت؟"
كانت نورا على وشك الرد قبل أن يرن هاتفها، تفقدت المتصل لتجد أنه رقم أخيها.
ابتسمت نورا و أجابت "مرحبا جونغكوك، كيف حالك؟" ليرد "مرحبا أختي، أنا بخير. و أتمنى ان تكوني بخير أيضا" أومأت نورا رأسها "طبعا، كيف حال أمي و ريمي؟" ابتسم جونغكوك بالرغم أن نورا لا تستطيع رؤيته "هما بخير، كما أنني اتصلت من أجل ريمي"
نظرت نورا لتايهيونغ الذي يتناول طعامه دون النظر إليها "ما الذي تعني؟ هل كل شيء بخير؟" رد جونغكوك "أجل كل شيء بخير، لكن أمي تريد زيارة صديقتها بسبب انها تعرضت لحادثة و أنا لدي تدريب في المساء و لا أستطيع ترك ريمي لوحدها. هل بإمكانك المجيء و مجالستها إلى أن تعود أمي"
صمتت نورا للحظة و عادت لتقول "حسنا، لكني سأذهب لشقتي أولا، علي إحضار بعض الملابس معي للتغيير" أجابها أخيها "طبعا، ستسعد ريمي جدا لرؤيتك" ابتسمت نورا "و أنا أيضا، اهتم بنفسك و أراك لاحقا"
أغلقت نورا هاتفها و وضعته على الطاولة لتستأنف طعامها قبل أن يسألها تايهيونغ "مع من كنت على الهاتف؟" أغمضت نورا عينها محاولة السيطرة على أعصابها، فتحت عيناها مجددا و وقفت من على كرسييها حاملة صينيتها و هاتفها "أنا التي ستغرب، أتمنى أن يعلق الطعام في حلقك"
stay safe, be kind and don't forget to love on yourselves every day.