الأميرة و الجني

Por min0550

38.2K 3.8K 1.6K

رواية الأميرة و الجني (مكتملة) نبذة عن الرواية: تنطلق الأميرة "وردة الجنة" في رحلة إلى قصر الملك شهرمان، رغبة... Mais

. مقدمة .
. ملخص حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان من كتاب الألف ليلة و ليلة .
. الخريطة .
. صور الشخصيات .
. الفصل الأول .
. الفصل الثاني .
. الفصل الثالث .
. الفصل الرابع .
. الفصل الخامس .
. الفصل السادس .
. الفصل السابع .
. الفصل الثامن .
. الفصل التاسع .
. الفصل العاشر .
. الفصل الحادي عشر .
. الفصل الثاني عشر .
. الفصل الثالث عشر .
. الفصل الرابع عشر .
. الفصل الخامس عشر .
. الفصل السادس عشر .
. الفصل السابع عشر .
. الفصل الثامن عشر .
. الفصل العشرون .
. الفصل الواحد و العشرون .
. الفصل الثاني و العشرون .
. الفصل الثالث و العشرون .
. الفصل الرابع و العشرون .
. الفصل الخامس و العشرون .
. الفصل السادس و العشرون .
. الفصل السابع و العشرون .
. الفصل الثامن و العشرون .
. الفصل التاسع و العشرون .
. الفصل الثلاثون .
. الفصل الواحد و الثلاثون .
. الفصل الثاني و الثلاثين .
. الفصل الثالث و الثلاثون .
. الفصل الرابع و الثلاثون .
. الفصل الخامس و الثلاثون .
. الفصل السادس و الثلاثون .
. الفصل السابع و الثلاثون .
. الفصل الثامن و الثلاثون .
. الفصل التاسع و الثلاثون .
. الفصل الأربعون . و الأخير .

. الفصل التاسع عشر .

537 86 76
Por min0550


نزل المسافران من الحديقة الفضية، ليجدا أمامهما نهاية الصحراء.

انطلقا و استمرا في السير، إلى أن دخلا غابة خضراء، فتوقفا للراحة لمدة قصيرة و لتناول بعض الطعام. ثم استمرا في طريقهما إلى أن تلاشت أشعة الشمس و اختفت من السماء، و غدا القمر المصباح الوحيد الذي ينير لهما دربهما.

ظلا يتقدمان حتى بعد أن انتصف الليل، و لم يتوقفا إلا عندما وجدا غارا، فقرارا أن يبيتا ليلتهما هناك.

أخذت وردة تربط لجام الحصانين بجدع شجرة قريبة، بينما كان تاج يجمع بعض الأغصان ليشعل بها نار تدفئهما، و لمار لا تفارق كتفيه، تقف على اليمين تارة، و تحط على يساره تارة أخرى.

و بعد أن جمع ما يكفي، دخل الغار متبوعا بحمامته، و في يده غصن مشتعل يضيء به طريقه، بينما كانت وردة لاتزال خارجا، تطعم الفرسين.

وضع مجموعة الأغصان على الأرض، و وضع بينها بعض الحشائش، ثم أشعلها.

دخلت الأميرة لتجد تاج جالسا، يسند ظهره للجدار الصخري، يراقب تراقص لهيب النار الذي يضيء المكان بأسره. وضعت حقيبتها، ثم ابتسمت له فبادلها، قبل أن تجلس في الجانب المقابل له، و اللهب يفرق بينهما.

فتح شفتيه وهو يتفحص عينيها اللتان يتمايل انعكاس اللهب فيهما،
- هل تناولتي شيئا؟
- ليس بعد.

فتحت حقيبتها، و أخرجت منديلا مجموعا و كأنه كيس و مربوطا، ثم فكت رباطه،
- أحمل معي التين و الثمار التي اشتريناها من السنديان. أ تريد بعضا منها؟

أومأ متبسما،
- تكفي لهذه الليلة.

قامت الأميرة من مجلسها، ثم تقدمت نحو مكانه.
و ما أن جلست أمامه، حتى شعر بشيء يلمس ظهره، أدار رأسه قليلا ليلقي نظرة خلف كتفه، لكن كفه اليسرى سبقت عينيه إلى كتفه الأيمن لتتحسسه، و تعابير الألم قد ارتسمت على وجهه فجأة، و أطبق شفتيه بإحكام لثانية، قبل أن تفترقا و تحررا آهة هادئة.

رفعت وردة عينيها إليه، لتلاحظ انشغاله بكتفه، فعقد حاجبيها مستفهمة،
- ماذا هناك؟

وقف عن مكانه، فبدى له ثعبان على الأرض، حيث كان جالسا، يسرع زحفا إلى داخل الغار.

اتسعت عينا وردة صدمة وأسرعت في الوقوف، و هي تبحث على الأرض. التقطت غصنا، لكن لمار سبقتها إلى الثعبان، التقطته بقدميها و أسرعت مرفرفة به نحو مخرج الغار.

ثم عاد انتباه وردة إلى تاج، عندما غادرت الحمامة بالثعبان.
كان جالسا على الأرض، يده على كتفه، يعض على شفته السفلى كتمانا للألم، و جفناه مغلقان بإحكام.

أسرعت إليه، و جلست أمامه، و قد امتلأت عيناها دموعا.
كتنت شفتاها ترتعشان، و يدها تهتزان و هي تحاول خلع قميصه عن جسده.
- أ.. أنت.. بخير؟

هز رأسه نفيا و هو يتأوه وجعا.
كشفت عن كتفه، فبدا لها أثر أسنان الثعبان محفورة قرب عنقه، و الدماء تسيل.

ترقرقت الدموع من جفنيها، ثم رفعت كفها المرتعد إلى ثغرها، و هي تحاول التقاط أنفاسها.

همس تاج بصعوبة وهو مطأطأ الرأس،
- هل لي.. ببعض الماء؟

أسرعت إلى حقيبتها و عادت بقربة الماء، فتحتها و ساعدته في الشرب، ثم بعد أن ترددت لثانية، سكبت بعضا من الماء على الجرح، لتلاحظ انكماش ملامح تاج و كأن الألم يقتله.

سالت دموعها وهي تتفحص وجهه بأصابعها المرتعشة، ثم كتفه. نقلت عينيها بين ملامحه و الجرح، ثم الجرح و الملامح، ثم أخيرا ابتلعت ريقها، و هي تمسك عنقه بيد، و ذراعه بيد كأنها تثبة جسده، ثم دنت من كتفه، و لثمت الجرح بشفتيها.

شعر بأنفاسه تهرب من بين شفتيه، لحظة شعر بشفتيها الرقيقتين على كتفه، قرب عنقه، و بلسانها يمسح على جرحه، و هي تحاول امتصاص السم و إخراجه من جسده.

تراجعت لوهلة ثم بصقت ما في فمها على الأرض، ثم غسلت فمها بالماء بسرعة وعادت لتحاول للمرة الثانية. ثم غسلت فهما مجددا، و عادت لتحاول للمرة الثالثة، لكنه همس لها عندما دنت من كتفه، و الكلمات تخرج من ثغره بصعوبة،
- لا بأس. سأكون.. بخير الآن.

دفنت وجهها بين عنقه و كتفه، ثم ضمته إلى صدرها و هي تنتحب في صمت. فردد على مسامعها قائلا، و نبرته تدل على استسلامه و انهزامه أمام ما حدث.
- سأكون.. بخير. سأكون بخير.

حضنته بقوة لمدة، ثم طبعت قبلة لطيفة على عنقه، ثم قبلة ثانية، ثم ثالثة، قُبَل أرسلتها مشاعرها المختلطة و المضطربة، و التي جعلت قلبها يهتز بين أضلعها، و جعلت عقلها يتعطل عن التفكير.

شعر بدقات قلبه تتسارع شيئا فشيئا، فبدأ صدره يرتفع و ينخفض بتثاقل، و أنفاسه تضطرب، و لم يعلم سبب ذلك، أ هو السم يتسلل إلى عروقه، أم القبل التي تُطبع على عنقه.

أغلق عينيه آمل أن يهدأ قلبه، لكنه ازداد تشوشا لحظة شعر بيديها ترفعان رأسه إليها، و بشفتيها تعانقان شفته السفلى، ثم تسحبانها برفق و تعودان لضمها بشغف أكبر. شغف نجح في اغرائه فاستسلم أمامه و بادلها.

أحست بيده تسحب ذراعها بلطف إليه، لحظة شاركها. و على مهل، أفلت شفتيها برقة.

أخذت نفسا مرتعشا، ثم أراحت جبينها على جبينه، و عيناها لاتزالان مغلقان. أنفها يلامس أنفه، و ثغرها لايزال يتحرك نحو شفتيه في تردد رغبة في المزيد.

ابتلع ريقه دون أن يفتح جفنيه، و هو يحاول التقاط أنفاسه في صمت. شعر بدمعتها تسقط على خذه، فضغط بأصابعه على ذراعها برفق، ثم مسح عليها.

همست بصوت أبح فقد قوته، و هي تنتحب،
- تماسك.. أرجوك. أتوسل.. إليك.

سحبها إلى صدره، و سمح لدموعه أيضا بأن تسيل، ثم ضمها بذراعه ذات الكتف السليم، فضمته بدورها.

في تلك اللحظة، دخلت لمار مرفرفة بجناحيها، ثم وضعت بالقرب منهما أعشابا.

تراجعت وردة عن حضن تاج، و تفقدت ما جلبته الحمامة.
مسح تاج خديه، ثم قال و هو يقاوم الألم،
- أ يمكنك.. إعدادها؟

أسرعت و التقطت الأعشاب بيد، و هي تمسح وجهها بالأخرى،
- سأفعل.

أسرعت إلى الخارج، ثم عادت إلى الغار بعد مدة من الغياب، و في يدها وعاء و حجر. جلست أرضا و أخذت تطحن الأعشاب في الوعاء باستخدام الحجر، بأسرع ما يمكنها. ثم عادت إلى كتفه، و أخذت تضع الخليط الأخضر على الجرح.

انكمشت ملامحه و هو يطبق شفتيه، لكن آهات الألم تمكنت من التسلل من بينهما، حتى بعد أن انتهت و ضمدت إصابته.

فرشت له مكانا ثم ساعدته في الاستلقاء، فتمدد و أغلق عينيه و هو يتنفس بتثاقل و يتصلب عرقا. أسرعت و أخرجت قميصا من حقيبتها، مزقته، بللت قطعة منه، و عصرته، ثم مسحت به جبينه، عنقه و ما بدى من صدره. أعادت تبليل القطعة و عصرها، ثم وضعتها على جبينه، و غطت جسده بسلهامه، ثم جلست بجانبه في صمت، تراقب حاله، و القلق الذي يخنق قلبها قد انعكس على تعابير وجهها.

....

فتح عينيه و الظلام لا يزال حالكا، و النار لاتزال هي المصباح الوحيد الذي يضئ لهما المكان.

تفحص السقف الحجري لبضع ثوان، التفت إلى يساره، فسقطت قطعة الثوب من جبينه، لكنه لم يعرها اهتماما، عندما عندما توقف عيناه عند وردة مستلقية، و نائمة بجانبه. نقل بصره إلى يده، ليجد كلتا يديها تضمان يسراه بلطف، فافتر ثغره عن ابتسامة صغيرة متعبة، وهو يتأمل ملامحها الهادئة.

أفلت يدها في حذر كي لا يوقظها، ثم جلس بصعوبة. تناول سلهامه، و غطى به جسدها، ثم قام عن مكانه.

حاول اغلاق أزرار قميصه، وهو يتجه نحو المخرج، و ما أن وضع قدمه خارج الغار، حتى أسرعت إليه لمار بجناحيها الضخمين ثم حطت أمامه.

تفحصت ملامحه المتعبة. وجهه الشاحب، عيناه النائمتان، شفتاه اليابستان، ثم سألت و صوتها يملأه القلق،
- أنت بخير؟! أ تشعر بتحسن؟

أومأ متبسما، وهو يدلك ذراعه صعودا إلى كتفه،
- أشعر بأنني أفضل حالا الآن.
- تعال. فلتجلس.

ساعدته في التقدم، ثم الجلوس تحت أقرب شجرة، ثم جلست أمامه،
- يجب أن ترتاح هنا ليوم أو يوما قبل أن تنطلقا مجددا.

هز رأسه نفيا وهو لايزال يدلك ذراعه،
- سنتأخر هكذا. يجب أن ننطلق فجر اليوم.
- لن تتأخرا! قائد الجنود و مرافقيه بعيدان جدا عنكما، و لايزال الوقت أمامك!
- أي وقت تتحدثين عنه، و نحن لا نعرف أين الخاتم حتى!

ابتسمت ثم دنت منه،
- تاليا ستساعدنا، و لقد أخبرتني بأنها قريبة من الوصول إلى مكان الخاتم.

اتسعت عيناه قليلا، ثم جلس باعتدال و اقترب منها قليلا،
- ما الذي تقصدينه؟!
- هناك مجموعة عفاريت في سجن مملكتها اعترفوا بأنهم كانوا في خدمة ساحر مدينة البلورمن قبل. قال بعضهم أنه سجنهم في قماقم، و  لم يطلق سراحهم إلا بمقابل.
- مقابل؟
- يقومون بأعمال قذرة لأجله، مقابل حريتهم.
- حسنا! و كيف سيساعدنا هؤلاء العفاريت؟!
- لأنهم يعرفون من كان مسجونا عند الساحر، و من كان في خدمته.

أومأ مستوعبا، ثم قال بعد صمت وهو يحدق بعيدا،
- لكن..

ثم نقل نظراته إلى لمار،
- لا أفهم.. لماذا أرسلني الساحر لأسرق خاتم ملوك الجان، بدل أن يرسل أحد عفاريته؟! لست سوى إنسي! و المردة أسرع و أفضل و أقوى بكثير!
- لأن الجان لن تشعر بوجودك. فأنت بشري، و يمكنك التسلل و الخروج، و لن يشعر بوجودك أحد.

رفع كلا حاجبيه،
- تماما كما لا يشعر البشر بوجود الجان في عالمهم!
- نوعا ما.

ثم أخذت نفسا قبل أن تكمل،
- على أي، ما ان تصل تاليا إلى شيء ما، فسأعلمك و أخبرك بكل شيء.

ابتسم لها ثم اكتفى بإيماءة، فبادلته بأوسع منها ثم وقفت عن مكانها،
- اعتني بوردة جيدا.

ثم أضافت مازحة،
- و كف عن إفزاعها. فلقد أخفتها كثيرا قبل قليل.

اعتلت ضحكة صغيرة محياه، ثم خفض بصره في صمت لمدة قبل أن يقول،
- قبّلتها.

افترقت شفتا لمار، و اتسعت عيناها غير مصدقة ما التقطته أذناها. عادت للجلوس أمامه و دنت منه قليلا،
- ماذا قلت؟!

ابتلع ريقه، ثم نظف حلقه،
- أقصد أنها.. قبلتني.. فبادلتها.

ثم رفع عينيه المرتبكتين إليها في تردد،
- ماذا.. أفعل الآن؟!

افتر ثغرها عن ضحكة صغيرة وهي تتفحص حركاته المتوترة،
- ماذا تقصد؟!
- إنها في طريقها.. لتقابل قمر الزمان.
- و ليكن!

رفع عينيه المتعجبتان من جوابها، فأضافت و قد اتسعت ضحكتها،
- لقد قبلتك أنت! لقد رأيتها تحتضنك، و سمعتها تطلب منك أن تتماسك متوسلة! إنها تريدك بجانبها! تريدك أنت!
- ماذا لو.. قابلت قمر الزمان.. و غيرت رأيها؟

أخذت نفسا، ثم أشارت له أن يقترب قليلا، فدنى منها.
- لا تصنع لنفسك جحيما من مشاعرك! أخبرها بما تحس به تجاهها، و دعها تخبرك عن نفسها. بل إسألها عن مشاعرها تجاهك.

هز رأسه مستوعبا و موافقا على كل كلمة نطقت بها. فربتت على كتفه السليمة ثم وقفت عن مكانها.
- اعتني بنفسك.

إكتفى بابتسامة مرتبكة، و إيماءة صغيرة.
ثم انطلقت بجناحيها و طارت بعيدا، تاركة إياه جالسا تحت الشجرة يراقبها، حتى اختفت عن ناظريه.

....

Continuar a ler

Também vai Gostar

9.3K 295 17
لوسى آبوت مستعدة للقيام بأى شئ من أجل حماية طفلتها. فهى تعمل كل الساعات التى تقدر على العمل فيها و ما زالت غير غادرة على إعانة ابنتها الصغيرة. و هكذا...
1.6M 61.7K 43
ليس ان كنتِ فتاة فقيره اي لا يمكنكِ ان تحبي شاب غني ليس ان كنتِ خسرت عائلتكِ اي لا تستطيعين تكوين اخرى.. ليس ان كنتِ لا ترتدين الملابس الباهضه والمكش...
7.5K 171 11
فيفيان فتاة في الثانية والعشرين من العمر ، من ام عربية واب اجنبي . توفيت والدتها وبقيت وحيدة والدها ، وبعد مرور سنوات على زواجه فقد اصبح لها ست شقيقا...
430K 16.8K 52
هل الجمال الخارجي للمرأة ما يجذب الرجل ام جمالها الداخلي ؟ ماذا ستفعل 'جميلة' حتى تحافظ على منزل العائلة الذي تكاد ان تفقده بسبب الديون ؟ هل سيقع "كم...