الأميرة و الجني

بواسطة min0550

38.1K 3.8K 1.6K

رواية الأميرة و الجني (مكتملة) نبذة عن الرواية: تنطلق الأميرة "وردة الجنة" في رحلة إلى قصر الملك شهرمان، رغبة... المزيد

. مقدمة .
. ملخص حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان من كتاب الألف ليلة و ليلة .
. الخريطة .
. صور الشخصيات .
. الفصل الأول .
. الفصل الثاني .
. الفصل الثالث .
. الفصل الرابع .
. الفصل الخامس .
. الفصل السادس .
. الفصل السابع .
. الفصل الثامن .
. الفصل التاسع .
. الفصل العاشر .
. الفصل الحادي عشر .
. الفصل الثاني عشر .
. الفصل الثالث عشر .
. الفصل الرابع عشر .
. الفصل الخامس عشر .
. الفصل السادس عشر .
. الفصل السابع عشر .
. الفصل التاسع عشر .
. الفصل العشرون .
. الفصل الواحد و العشرون .
. الفصل الثاني و العشرون .
. الفصل الثالث و العشرون .
. الفصل الرابع و العشرون .
. الفصل الخامس و العشرون .
. الفصل السادس و العشرون .
. الفصل السابع و العشرون .
. الفصل الثامن و العشرون .
. الفصل التاسع و العشرون .
. الفصل الثلاثون .
. الفصل الواحد و الثلاثون .
. الفصل الثاني و الثلاثين .
. الفصل الثالث و الثلاثون .
. الفصل الرابع و الثلاثون .
. الفصل الخامس و الثلاثون .
. الفصل السادس و الثلاثون .
. الفصل السابع و الثلاثون .
. الفصل الثامن و الثلاثون .
. الفصل التاسع و الثلاثون .
. الفصل الأربعون . و الأخير .

. الفصل الثامن عشر .

553 80 53
بواسطة min0550


استمر المسافران في التقدم لمدة أيام، إلى أن وصلا الى شلال ضخم في نهاية الحديقة، تماما بعد بداية غروب الشمس.

أوقفت وردة حصانها، ثم التفتت إلى تاج و تعابيرها تدل على انهدهاشها،
- لقد عبرنا الحديقة في خمسة أيام!

نزل عن ظهر فرسه،
- بل عبرنا الصحراء في خمسة أيام، لأننا سلكنا الحديقة.

تقدم تاج بحصانه نحو النهر حيث يفرغ الشلال مياهه، فيملأ المكان هديرا. لحقت به وردة بعد نزولها، برفقة فرسها، و الذي أنزل رأسه إلى الماء ليروي عطشه لحظة وقف قرب النهر.

رفعت الأميرة عينيها، لتتأمل المياه و هي تشق طريقها بين صخور ملونة متلألئة كأنها أحجار كريمة ضخمة، إلى البحيرة التي تعكس جمال لون السماء، و الذي أخذ يصفر ثم يحمر.

همست في شرود،
- يال سحر هذا المكان!

أجاب بنفس نبرتها،
- و كأنها قطعة من الجنة.

التفتت إليه مبتسمة،
- إنها كذلك.

بادلها بألطف من ضحكتها، ثم أعاد بصره إلى البحيرة أمامه، أخذ نفسا وهو يتفحصها، ثم أنزل عينيه إلى حذائه.

جلس على ركبته و خلع حذاءه، الأول، ثم الثاني، ثم أخذ يرفع يطوي نهاية سراويله.

عقدت وردة حاجبيها قليلا، وهي تراقبه،
- ماذا تفعل؟!

أجاب وهو لايزال مستغرقا في طيّ نهاية سرواله،
- أستعد لنزول إلى البحيرة!

افتر ثغرها عن ضحكة صغيرة،
- تسبح؟! في هذا الوقت؟!

وقف معتدلا، ثم أخذ يخلع حزامه،
- لما لا! بما أنني أشعر بالرغبة في ذلك، لما لا؟!

رمى حزامه على العشب، ثم أخذ يزرر قميصه،
- لما لا تنزلين أيضا؟

ألقت نظرة سريعة على الأزرار وهي تفترق عن بعضها، و تكشف عن صدره المفتول، ثم رفعت عينيها المشوشتين إلى عينيه.
ابتلعت ريقها في صمت، ثم فتحت شفتيها المترددتين،
- لا بأس! لا.. لا رغبة لي في السباحة الآن.

ثم أسرعت في الالتفت إلى حصانها لحظة خلع قميصه عن جسده. مسحت على ظهر جوادها و بؤبؤتيها السوداوتين تتحركان في ارتباك.

سمعت صوته يقول، مصحوبا بخطواته التي تخترق مياه البحيرة،
- هيا! إنه آخر يوم لنا في الحديقة!

سمعت صوت ارتطام جسده بمياه النهر، فالتفتت. وقفت تراقب الماء لمدة، منتظرة ظهوره، فتقدمت خطوة، ثم أخرى، ثم تجمدت مكانها لحظة اندفع جسمه إلى سطح الماء ليلتقط نفسه.

مسح على خصلات شعره المبللة و أعادها إلى الخلف بكلتا يديه، ثم مسح وجهه ليتمكن أخيرا من فتح جفتيه، اللتان كشفتا عن لؤلؤتين عسليتين، تزينهما رموش تحمل قطرات ماء صغيرة متلألئة.
افتر ثغره عن ضحكة واسعة وهو يتحرك نحو وردة، ثم وقف بعد أن اقترب من موقفها، و مدّ لها كفه،
- هيا! صدقيني لن تندمي!

حاولت أن تبقي عينيها على وجهه، رغم أن قطرات الماء التي تغادر شعره، و تشق طريقها من جبينه إلى خده، ثم ذقته فتسقط، قد نجحت بضع مرات في اثارة و جذب انتباهها، إلى جسده.

اعتلت ابتسامة مرتبكة محياها ثم حكت رأسها متفادية النظر إليه،
- لا أدري.. ربما-

اختفت الكلمات من بين شفتيها، و كأنها استنشقتها مع الهواء، لحظة شعرت بالمياه ترش ثيابها. ابتعدت بضع خطوات إلى الخلف، و هي تتفقد ملابسها بعينان متسعتان متفاجئتان، ثم نقلتهما إلى تاج بعد سماعها لصوت ضحكاته.
- أ جننت؟!
- هيا انزلي وحسب.

خلعت سلهامها وهي ترمقه بتعابير ضاحكة يملأها التحدي،
- تريد نزولي إلى البحيرة؟! لك ذلك!!

قال بنبرة مرحة، وهو يراقبها تخلع حذاءها،
- ماذا ستفعلين؟!
- سترى!

تركت حذاءها مرميا على عشب، و أسرعت نحو الحيرة. و ما ان لمست قدماها اليمنى الماء، حتى ضربت بها بعضا منه، بكل قوتها و رشته على وجه تاج، فأسرع و تراجع إلى الخلف ضاحكا. ثم أسرعت في النزول و استعمال يديها في الهجوم عليه برش الماء عليه.

حاول تفادي ما ترسله نحوه بحماية وجهه بذراعيه، لكن دون جدوى، فأخذ يضرب المياه باتجاهها كذلك.
فاعتلت ضحكاتهما بين الكلمات التي تبادلاها.
- توقفي! هذا يكفي!
- أنت من بدأت بهذا!
- حسنا، أنا آسف! أ لن تتوقفي؟!
- لا أظنني أستطيع!!

استسلم أمام هجومها، ثم غطس و اختفى أمام نظريها، فتوقفت.
مسحت وجهها الضاحك وهي تردد،
- هيا اخرج! هيا! هذا غش!! هذا-

ابتلعت آخر كلماتها عندما انفجرت المياه أمامها، بالقرب من صدرها، و شعرت بذراعين حول جسدها تضمانها بقوة إلى صدر دافئ.

سمعت ضحكته الطيفة بالقرب من أذنها.
- أظنك تستطيعين التوقف الآن!

تراجع عن حضنها قليلا، ليتمكن من إلقاء نظرة على تعابير وجهها، فوجدها شبه مصدومة.

اتسعت عيناها، و افترقت شفتاها قليلا، بل و احتبست أنفاسها، و تجمدت حركتها، عندما شعرت بدفئ جسده يلامس جسدها، بقوة ذراعيه حول خصرها، و بأنفاسه اللطيفة تمسح على خدها.

بادلها النظرات لمدة، تلاشت فيها ابتسامته، شيئا فشيئا، لحظة انتبه الى المسافة الشبه المنعدمة بينهما، و لحظة شعر بيدها اليمنى تُمسِك و تضغط على كتفه بأصابعها، و يسراها على صدره.

كسرت اتصال عيونهما بعد أن استيقظت من سحر لؤلؤتيه العسليتين اللتان تأملت لمعانهما طويلا، ثم أبعدت يديها في ارتباك عن جسده، فأفلت خصرها على مهل حتى تأكد أنها واقفة على قدميها.

حاولت أن تأخذ نفسا لتسترد الهدوء إلى صدرها المضطرب، ثم ابتلعت ريقها، و قالت دون أن ترفع بصرها إليه،
- سأذهب.. لأرتاح قليلا.

أومأ ثم نظف حلقه،
- تفضلي.

حاولت أن تسرع إلى حافة البحيرة رغم أن المياه تستمر في اعاقة حركتها. ثم أخيرا خرجت، حاولت أن تعصر بعضا من ملابسها، ثم لفت سلهامها حولها، حملت حقيبتها، و غادرت.

انتظر تاج حتى شعر بابتعادها، عندها فقط، ألقى نظرة عليها، ثم خفض عينيه سريعا إلى كفيه بعد أن أخرجهما من الماء. رفع يسراه إلى صدره الأيمن في تردد، حيث كانت يدها قبل قليل، ثم رفع يمناه إلى كتفه الأيسر، و ضغط بأصابعه كما فعلت، و صدره يرتفع و ينخفض، بهدوء.

....

وضع المصباح بجانبه، و أسند ظهره ثم رأسه إلى جدع الشجرة المقابلة للموقع حيث تنام وردة، ثم جلس يراقبها في صمت.

ملامحها الهادئة، خصلة من شعرها التي تضايق رموش عينها الطويلة، وجنتها المتوردتان بعض الشيء، شفتاها المفترقتان قليلا، و ذراعاها اللتان تضم بهما جسدها الذي يغطي السلهام نصفه فقط، وهي مستلقية على الأرض، و رأسها بين عنق و ظهر حصانها النائم بجانبها.

ارتسمت ابتسامة صغيرة على محياه، ثم وقف عن مكانه و تقدم نحوها في حذر. جلس على ركبته بالقرب منها، ثم رفع السلهام وغطى به جسدها العلوي جيدا. رفع بصره في تردد إلى وجهها، تفحص سكونه لبضع ثوان، ثم مد أصابعه إلى خصلة الشعر و أبعدها عن جفنيها و جبينها.

عض على شفته السفلى برقة، و التي انفلتت من أسنانه بسلاسة لحظة ابتسم.
همس قائلا،
- أحلاما سعيدة.

وقف عن ركبته، ثم استدار ليعود إلى مكانه، لكن ظهور لمار المفاجئ أمامه جعله يقفز جانبا. رفع كلتا يديه إلى صدره، و أغلق عينيه و هو يحاول استرداد أنفاسه التي سُرِقَت منه.

رمقها بنظرة حادة، ثم ابتلع ريقه قبل أن يهمس بلهجة غاضبة،
- مجددا! كفي عن هذا يا لمار!

أطبقت شفتيها بإحكام محاولة منع نفسها من الضحك.
فرفع كلا حاجبيه وهو يحدق بها،
- تضحكين؟!

هزت رأسها نفيا و هي تضغط بكل شفة من شفتيها على أختها، ثم أشارت له بحركة من يدها بأن تتبعه.

ضربت بجناحيها الضخمين و أسرعت نحو الشلال، فلحق بها مشيا على الأقدام.

توقفت عند البحيرة فوقف أمامها متسائلا،
- ماذا هناك؟

سمحت لضحكتها بالظهور، ثم فتحت شفتيها لكنه أسرع و قاطعها قبل أن تنبس بأية كلمة،
- إن كنت ستتحدثين عني و عن وردة، و تنادينها ب"فاتنتي"، فلا تفعلي.

قهقهت في صمت و هي تتفحص عينيه الجادتان،
- كنت سأبدأ حديثي بذلك لكن-

أغلق عينيه و أسرع مقاطعا، بنبرة هادئة،
- لا تفعلي.

رفعت يديها و كأنها تستسلم أمام تهديد قاتل،
- حسنا! لن أفعل!
- جيد! و الآن أخبريني، ماذا هناك؟

أومأت لتبدأ تعابير الجدية بأخذ مكان ملامحها المرحة ثم قالت،
- كنت قد طلبت المساعدة من تاليا، في البحث عن خاتم ملوك الجان.
- وافقت؟
- بالطبع! و أرسلت جنودها للبحث في مدينة البلور.
- و هل وجدوا شيئا؟

تنهدت كالمنهزمة، و هزت رأسها سلبا،
- لم يجدوا شيئا.

رفع كفه إلى خصلات شعره و أعادها إلى الخلف متأففا، و ما أن حررها حتى تساقط بعض منها على جبينه مجددا.
- كيف سأجد الخاتم، و لم يستطيع جنود من الجن العثور عليه؟!

تقدمت نحوه قبل أن تسأل في فضول،
- يوم سلّمت الخاتم للساحر، ماذا فعل به؟

رمش بضع مرات وهو يفكر في الأمر، ثم رفع يده ليحك رأسه و علامات الشك تعلو محياه،
- رأيته.. رأيته يضعه في قمقم. لكنني.. لا أذكر شكله.
- لا بأس، لا بأس. و أين وضع القمقم؟

هز رأسه سلبا،
- لا أدري. سألته عن الدواء، فطلب مني أن أعود عنده في اليوم التالي، ريثما يُعِدّه.

زفرت لتريح صدرها،
- لكنك في اليوم التالي، فتحت عينيك في مجلس ملك ملوك الجان!

أومأ إيماءة ثقيلة متعبة،
- هذا كل ما أذكره.
- حسنا.
- أ لا تظنين.. أنه أخفى الخاتم في ماكن آخر غير المدينة؟
- ما الذي تقصده؟
- ربما الخاتم مخبئ خارج المدينة! أو ربما مخبئ عند شخص ما هرب به بعيدا عن المدينة!
- لا أظن أن ساحرا مثله سيثق بأي أحد و يأتمنه على خاتم.
- ماذا لو.. لو لم يكن شخصا! ماذا لو كان جنيا؟! ماردا في خدمة الساحر!

رفعت يدها إلى ذقنها، و أخذت تمسح عليه بسبابتها بلطف، في شرود،
- ممكن! لما لم أفكر في ذلك من قبل؟!

ثم التفتت إليه،
- سأحدث تاليا في الأمر. ففي سجن مملكتها أخطر المردة و أسوء العفاريت، و لا بد أن نعرف منهم شيئا عن ساحر البلور، و عن العفاريت الذين يتعامل معهم.

هز رأسه موافقا،
- فكرة جيدة.
- حسنا إذا. سأغادر الآن لأخبرها بالأمر.

ضربت بجناحيها، ثم التفتت إليه وهي تطفوا في الهواء،
- لا تنسى أن تعتني بفاتنتك.

ثم رفرفت بجناحيها بعيدا.

افتر ثغر تاج عن ابتسامة صغيرة ساخرة، و هو يراقبها تبتعد، إلى أن اختفت بين نجوم السماء.
- لا تستسلم أبدا! لا تستسلم!

.....

واصل القراءة

ستعجبك أيضاً

8.5K 1K 28
صرخت به ":لقد اعتذر لك مئة مرة لما لا تفهم وترحل أبعد يدها بغضب وقال : هي أنتي يا عقلة الأصبع ألا تعلمين من أكون إجابته بغضب : من عقلة الأصبع يا...
103K 4.1K 6
قرر والدها تعويضها عن أفعال زوجته السيئة ، خانتها أختها وهربت برفقة خطيبها ، رأت الشيطان في منامها لتصل إلى منطقة نائية فتجده واقع مرير هربت منه بكل...
144K 7.1K 81
لعنها الجميع بقسوة فتحول ربيعها لشتاء قارس .... ذبلت ازهارها ، لكنه اقسم ان عطرها يفوح واعاده لنفسه القديمة ... هجر قسوته لأجلها ، ووعد نفسه أن يعيد...
1.2K 110 26
في عالم من وحي الخيال كانت هنالك مدينة تدعى المدينه البيضاء حيث اهلها كانوا يعيشون بسلام حتى تم احتلالها من قبل رجال المدينة الجليديه ستخوض بطللتنا س...