الأميرة و الجني

By min0550

38.1K 3.8K 1.6K

رواية الأميرة و الجني (مكتملة) نبذة عن الرواية: تنطلق الأميرة "وردة الجنة" في رحلة إلى قصر الملك شهرمان، رغبة... More

. مقدمة .
. ملخص حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان من كتاب الألف ليلة و ليلة .
. الخريطة .
. صور الشخصيات .
. الفصل الأول .
. الفصل الثاني .
. الفصل الثالث .
. الفصل الرابع .
. الفصل الخامس .
. الفصل السادس .
. الفصل السابع .
. الفصل الثامن .
. الفصل التاسع .
. الفصل العاشر .
. الفصل الحادي عشر .
. الفصل الثاني عشر .
. الفصل الثالث عشر .
. الفصل الرابع عشر .
. الفصل الخامس عشر .
. الفصل السابع عشر .
. الفصل الثامن عشر .
. الفصل التاسع عشر .
. الفصل العشرون .
. الفصل الواحد و العشرون .
. الفصل الثاني و العشرون .
. الفصل الثالث و العشرون .
. الفصل الرابع و العشرون .
. الفصل الخامس و العشرون .
. الفصل السادس و العشرون .
. الفصل السابع و العشرون .
. الفصل الثامن و العشرون .
. الفصل التاسع و العشرون .
. الفصل الثلاثون .
. الفصل الواحد و الثلاثون .
. الفصل الثاني و الثلاثين .
. الفصل الثالث و الثلاثون .
. الفصل الرابع و الثلاثون .
. الفصل الخامس و الثلاثون .
. الفصل السادس و الثلاثون .
. الفصل السابع و الثلاثون .
. الفصل الثامن و الثلاثون .
. الفصل التاسع و الثلاثون .
. الفصل الأربعون . و الأخير .

. الفصل السادس عشر .

558 82 36
By min0550


وقفت وردة تنتظر كلمة من التاجر الذي أخذ يتفحص قفطانها بعينان متسعتان مبهورتان. ثم أخيرا نطق قائلا،
- إنه غالي الثمن حقا! لا يرتدي مثل هذا سوى الأميرات! بكم تريدين بيعه؟
- يمكنك أن تدفع لي المبلغ الذي يناسبك.
- حقا؟!
- حقا. كما أنني أحتاج قفطانا بسيطا، و سلهاما دافئا.
- حاضر، سأحضر لك طلباتك في الحال.

أخذ التاجر يطوي القفطان، فالتفتت وردة إلى تاج الذي كان يتفحص سلهاما بنيا مطرزا في الجهة الأخرى من الدكان.
تقدمت نحوه فاستدار إليها لحظة شعر بقربها، فقالت،
- إذا فمرزوان وحده في الطريق!
- صحيح. لا بد و أنه و الجنديان، قد افترقوا للبحث عنك.
- لما لا ترسل لمار لتحضر لك شيئا يخص كلا منهما، ليساعدنا على معرفة مكانهما أيضا.
- لا أظن أننا بحاجة لذلك.
- ما الذي تقصده؟!
- عندما نصل الى الصحراء الفضية، سنسلك طريقا لا يعرف عن وجوده أحد.
- و أي طريق هذه؟!

نقل نظراته فجأة إلى قميص بجانبه، ثم نظف حلقه وهو يتفقده،
- طريق سمعت عنها.
- لا يمكننا ان نسلك طريقا لا نعرف عنها شيئا!

التفت إليها ثم بادلها النظرات لمدة قبل أن يقول،
- ثقي بي. إنها طريق آمنة.

حافظت على اتصال عيونهما لمدة طويلة و كأنها تنقب عن شيء ما بداخل بؤبؤتيه العسليتين، لكن صوت التاجر قاطعهما قائلا،
- ها هي ذي قطع الملابس يا آنسة، خذي منها ما شئتي.

عادت وردة إلى المنضدة حيث ترك التاجر ما أخرجه من ثياب لأجلها، ثم وضع كيسا ممتلئا صدر منه صوت قطع نقدية تتضارب في ما بينها.
- و ها هو ذا المبلغ الذي أستطيع دفعه.

فتحت وردة الكيس لتجد قطعا فضية كثيرة، فارتسمت ابتسامة على محياها و هي تعد القطع.
- تكفي و تزيد! شكرا لك.

.....

عاد الإثنان إلى بيت مرجانة و هما يحملان مشترياتهما في قفة استعاراها من مستضيفتهما. و ما أن بدت لهما الدار من بعيد، حتى لمحا بالقرب من بابها رجلا في ثياب جنود المملكة، يحدث العمة.

أمسك تاج بمعصم وردة فأوقفها و جعلها تلتفت إليه، ثم أشار إلى الرجل.
- ذاك الرجل، أ ليس من جنود المملكة؟

اتسعت عينيها صدمة وهي تتفحص ثياب الرجل،
- بلى! إنه زي الجنود! لا بد و أنه أحد مرافقي مرزوان.

شحب لون وجهها، تشتت نظراتها، و احتارت شفتاها بين انتقاء الكلمات،
- لقد.. لقد وجدنا! ماذا نفعل الآن؟!
- سنجد حلا.

ثم أشار إلى يمينه،
- فلنسلك هذه الطريق.

اكتفت الأميرة بإيماءة ثم لحقت به في صمت، إلى أن انتهى بهما المسير في المزرعة الصغيرة خلف بيت مرجانة.

- اصعدي إلى السطح و انتظريني هناك.

أمسكت بكُمّ قميصة بسبابتها و ابهامها،
- إلى أين؟
- يجب أن أتأكد من أنكِ في أمان.
- ماذا ستفعل؟
- لا أدري بعد.
- دعني أرافقك.

هز رأسه رفضا،
- وردة-

قاطعته قائلة،
- سأقف خلف الجدار و لن أصدر صوتا. أريد أن أسمع بنفسي حديثهما.

تنهد تاج في استسلام ثم أومأ موافقا،
- حسنا. لك ذلك.

وضع تاج القفة بالقرب من السلالم التي تؤدي إلى السطح، ثم غادر الحديقة خلفه. اتجه يسارا، و كفّه على الجدار، يمررها على كل حجر مع كل خطواته حذرة يخطوها، بينما كانت وردة خلفه، تتبعه في صمت.

أخذ صوت الرجل يتضح أكثر فأكثر كلما اقترب الإثنان من حافة الجدار.

- أ تقولين أن فتاة ما باعت لكِ هذا الحصان؟!

أجابه صوت مرجانة،
- تماما. و اشترت مني بالمقابل حصانا آخر.
- أظنها فعلت ذلك لتضللنا!
- تضللكم؟! و لماذا تفعل فتاة صغيرة ذلك بجنود المملكة؟!
- لأنها هاربة.
- يا ويلي! ما الذي فعلته؟
- لا شيء مهم يا سيدتي. فقط أخبريني، أ كانت برفقة أحدهم؟

اختفى صوت مرجانة لوهلة قبل أن يعود،
- كانت وحدها.

أسند تاج ظهره للجدار، ثم التفت إلى وردة ليتبادلا نظرات شبه متفاجئة. ثم أعاد انتباهه سريعا إلى صوت الجندي.

- أ متأكدة أنها كانت وحدها؟!
- أجل. متأكدة.
- حسنا. و هل أخبرتك إلى أين هي ذاهبة؟
- قالت انها سترافق القافلة إلى الغبراء.
- قافلة؟
- أجل، لقد إنطلقت هذا الصباح.
- و أي طريق سلكت تلك القافلة؟
- الطريق إلى مدينة السهل الأحمر. ستحط هناك كعادتها لمدة بضعة أيام، ثم ستنطلق برفقة مسافرين آخرين.
- حسنا. شكرا لك يا سيدتي.
- العفو يا بني.

أطلّ تاج برأسه من خلف الجدار بعد أن اختفى صوت الجندي، و اعتلى صوت صهيل الحصان، فبدى له الجندي يمتطي فرسه، ثم ينطلق بعيدا.

استدار إلى حيث تقف وردة ثم تمتم قائلا،
- لا يصدق! لقد ساعدتنا العمة مرجانة!

اكتفت وردة بمبادلته بنفس نظراته المذهولة، ثم أسرعت و طلت بدورها لتتأكد من مغادرة الجندي. ثم كشفت عن نفسها للعجوز التي كانت لاتزال واقفة عند الباب.

تبسمت مرجانة ثم تقدمت نحو ضيفيها،
- عدتما؟

سأل تاج و هو يقترب من موقفها،
- من كان ذلك الرجل؟
- قال إنه جندي من القصر.
- و ماذا كان يريد؟

أشارت إلى جواد الأميرة،
- قال إنه يبحث عن صاحبة الحصان الأبيض. قال إنها فتاة هاربة.

نقل تاج عينيه بين وردة و مرجانة.
- يبحث.. عن وردة؟

أومأت متبسمة،
- لا عليكما. لن يجدكما أبدا.

ثم أشارت إلى الباب،
- فلندخل. لقد أعددت الغداء.

أسرعت وردة خطوتين نحو العمة،
- مهلا!
- ماذا هناك يا ابنتي؟

ابتلعت ريقها قبل أن تفتح شفتيها،
- لماذا.. ساعدتنا؟

افتر ثغر مرجانة عن ابتسامة واسعة،
- بل كيف لا أساعدك؟! يا مولاتي.

اتسعت عينا تاج ثم رمش مرارا غير مصدق لما سمعته أذناه،
- أ كنت.. تعرفين.. من تكون وردة.. طيلة هذه المدة؟!
- بالطبع! كيف يخفى علي الأمر!

ثم أضافت موجهة كلامها للأميرة،
- لا يرتدي مثل ذلك القفطان الثمين المرصع بالمجرهرات غير بنات الملوك!

نقلت بصرها بينهما ضاحكة،
- هيا بنا. سيبرد طعام الغداء.

ثم دخلت تاركة إياهما خلفها، متصنمان مكانهما كالمصدومان.

.....

قبل العصر ببضع دقائق، أعدّ تاج حصانيهما للإنطلاق. أطعمهما، سقاهما، و حمّلهما الأمتعة من لباس و طعام.

خرجت وردة من البيت برفقة العمة مرجانة، وهي تحمل حقيبتها على كتفها، و سيفها معلق بالحزام حول خصرها.

ما أن وقفت عند رأس حصانها، حتى مسحت عليه، ثم علقت الحقيبة في سرجه قبل أن تلتفت إلى العجوز و تشكرها على استضافتهما.

تقدم تاج نحو العمة ليودعها، فربتت على كتفه متمنية له التوفيق. ثم أضافت قائلة، و هي تنقل عينيها بينهما،
- الجندي متجه نحو مدينة السهل الأحمر الآن، لذلك اسلكا الطريق المستقيمة نحو الصحراء.
- حسنا يا عمة. و مجددا شكرا جزيلا لك على مساعدتك.
- إنه واجبي يا بني.

وقبل أن تمتطي الأميرة حصانها، ضمت العجوز مرجانة إلى صدرها بحرارة، ثم شكرتها للمرة الثانية قبل أن تودعها.

انطلق المسافران، و هما يلوحان لمرجانة، و التي كانت تلوح لهما كذلك، إلى أن اختفيا عن ناظريها، بين الأشجار.

.....

و ما أن خيم الظلام، حتى وصل المسافران إلى حدود المملكة، و دخلا الصحراء الفضية.

استمرا في التقدم لمدة دقائق طويلة، قبل أن تهدل الحمامة و تغادر كتف تاج، مرفرفة بجناحيها نحو الشمال الشرقي.

عقدت وردة حاجبيها،
- إلى أين تتجه لمار؟!

أجاب و هو يراقب الحمامة تبتعد عنهما،
- أظنها تتجه نحو مدخل الحديقة الفضية.

ثم أضاف،
- فلنتبعها.

انطلق، فانطلقت من بعده وهي تتفحص بعينيها، الأرض الرملية الفضية الممدودة أمامها، بحثا عن أثر عشب، أو ربما زهرة، تكشف لها عن بداية حديقة ما، لكن لا شيء.

بعد لحاقهما بلمار لمدة، توقفا لحظة لمحاها ترفرف بجناحيها حول بقعة على الأرض.

نزل تاج عن ظهر حصانه ثم تقدم نحو المكان، لكنه لا يرى شيء. كانت البقعة كبقية الصحراء، رمال فضية تلمع تحت ضوء القمر.

نزلت وردة بدورها، ثم وقفت بجانب تاج، وهي تنقل نظراتها بين الأرض و تعابير وجهه المستغربة، و التي عكست إضطراب الأفكار و تضاربها في ذهنه، في تلك اللحظة.

- ماذا هناك؟ أ هذا.. هو المكان؟
- لا أدري!

و بعد بضع دورات، عادت لمار إلى تاج.
و ما أن حطت على كتفه، حتى تحركت الأرض تحت قدميهما و انشقت، فاخترق صوت انصداعها صمت الصحراء، كأنها تستعد لتزلزل زلزالها.

أنزلت وردة عينيها المتسعتان فزعا، إلى قدميها اللتان شلت حركتهما، ثم رفعتهما بسرعة، ليشحب وجهها لحظة شاهدت خروج باب ضخم من تحت الأرض، و الرمال تسيل من أعلاه و تشق طريقها إلى أسفل مصرعيه، عودة إلى أصلها، الأرض.

أمسك تاج بذراعها ثم سحبها إليه، وهو يعود إلى الخلف بخطوات لم تستطع وردة موافقتها في السرعة، فتعثرت و انتهى بها الأمر بين ذراعيه، مذعورة مما تبصره عينيها.

ضمها إلى صدره بكل قوته، و أمسك بلجامي الفرسين اللذان اعتراهما رعب كالذي اعتراه من هول ما يحدث، ثم أغلق عينيه بإحكام وهو يلتقط أنفاسه، في انتظار أن تكف الأرض عن الاهتزاز.

توقفت الأرض عن الحراك أخيرا، و خيم الصمت على المكان.
فتحت وردة جفنيها، وهي لا تزال بين ذراعي تاج، لتجد أمامها بابا هائل الضخامة له مصرعان فضيان، منقوش عليهما أغرب و أعجب الرسوم، بلون ذهبي متلألئ.

ارتخت ذراعُه حول جسدها وهو شارد في عظمة الباب و بهائه.

اتخذت الأميرة خطوات متمهلة حذرة نحو المصرعين، و هي تتأمل كل جزء منه، فتبعها تاج بعد أن هدّأ من روع الحصانين.

وقفت، فوقف بجانبها.
التفتت إليه وهي تلتقط أنفاسها التي خطفها الخوف منها قبل قليل،
- أ هذا.. هو المدخل؟!

رفع عينيه إلى ارتفاع الباب الشاهق فبدى و كأنه ينظر إلى السماء،
- أظن ذلك.

تقدم نحوه، ثم مد يده و تحسس أحد مصرعيه، فتحرك فجأة.
تراجع بضع خطوات سريعة إلى الخلف، فاتنفح الباب ببطئ، ليكشف شيئا فشيئا، عن سلالم فضية، حول أعمدتها الجانبية المتعرجة بشكل بديع، نباتات خضراء مزهرة، تؤدي إلى حديقة و كأنها قطعة من الجنة، بدت لهما و كأنها تطفوا في السماء.

ابتلع ريقه، ثم همس و صدره يرتفع و ينخفض في تثاقل،
- الحديقة الفضية!

.....

Continue Reading

You'll Also Like

2.9K 104 7
الرواية من كتابة : حور غانم (بالعامية المصرية) و لكنني صغتها للغة العربية الفصحى. بسبب الوصية و إصرار الأهل و الأقارب تنفيذا لوصية الجد رحمه الله وجد...
17.7K 352 11
رواية رائعه بعنوان : أيهما أنت _ ماري بروك _ الملخص - " اليكس لا اعرف ماذا اقول لك .." - " لا تقولي شيئا فما فعلته للتو يغني عن أي كلمة .." اغروقت...
342K 27.3K 55
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
161K 3.1K 11
اخر ماتوقعته ماديسون من ذلك الملياردير هو ان يطلب يدها للزواج على وجه السرعة تطلب اتمام الزفاف ان تقوم ماديسون باستعمال كل مهاراتها التمثيلية فهي بب...