الأميرة و الجني

By min0550

38.1K 3.8K 1.6K

رواية الأميرة و الجني (مكتملة) نبذة عن الرواية: تنطلق الأميرة "وردة الجنة" في رحلة إلى قصر الملك شهرمان، رغبة... More

. مقدمة .
. ملخص حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان من كتاب الألف ليلة و ليلة .
. الخريطة .
. صور الشخصيات .
. الفصل الأول .
. الفصل الثاني .
. الفصل الثالث .
. الفصل الرابع .
. الفصل الخامس .
. الفصل السادس .
. الفصل السابع .
. الفصل الثامن .
. الفصل التاسع .
. الفصل العاشر .
. الفصل الحادي عشر .
. الفصل الثاني عشر .
. الفصل الثالث عشر .
. الفصل الرابع عشر .
. الفصل السادس عشر .
. الفصل السابع عشر .
. الفصل الثامن عشر .
. الفصل التاسع عشر .
. الفصل العشرون .
. الفصل الواحد و العشرون .
. الفصل الثاني و العشرون .
. الفصل الثالث و العشرون .
. الفصل الرابع و العشرون .
. الفصل الخامس و العشرون .
. الفصل السادس و العشرون .
. الفصل السابع و العشرون .
. الفصل الثامن و العشرون .
. الفصل التاسع و العشرون .
. الفصل الثلاثون .
. الفصل الواحد و الثلاثون .
. الفصل الثاني و الثلاثين .
. الفصل الثالث و الثلاثون .
. الفصل الرابع و الثلاثون .
. الفصل الخامس و الثلاثون .
. الفصل السادس و الثلاثون .
. الفصل السابع و الثلاثون .
. الفصل الثامن و الثلاثون .
. الفصل التاسع و الثلاثون .
. الفصل الأربعون . و الأخير .

. الفصل الخامس عشر .

573 81 43
By min0550


حلقت لمار عاليا بجناحيها الضخمين، حتى بدى لها نور شمس لطيف يشع بين غيوم كثيفة، كأنها قطن نظيف شديد البياض، تحيط بحديقة شاسعة خلابة، يتوسطها قصر ضخم يذهب العقل بطوله و جمال جدرانه الرخامية المزركشة.

حطّت الجنية عند مدخل الحديقة، فانحنى لها حارسان يماثلانها في الشكل، بكل احترام، مرحبان بها، وسألاها عن حاجتها بعد تذكيرها بأنهما رهن اشارتها. فطلبت لقاء الملكة.

تقدم الحارسان الطريق وهي خلفهما، تتبعهما بخطوات متمهلة وهي تتأمل بهاء الحديقة، من شلالات تملأ المكان بصوت خرير مياهها، و قِمَم الجبال التي تخترق الغيوم، و أشجار كل تحمل بأغصانها أوراق مختلفة الألوان، و أزهار متعددة الأشكال، الغريب و العجيب، في كل مكان. و الأرض بساط من عشب أخضر شديد الخضرة، عليها صفائح رخامية فضية مزركشة بلون فضي براق، يخطو عليها المشاة.

دخل الحرسان الحديقة الخلفية للقصر، ثم تقدما نحو ستائر بيضاء شفافة مسدولة حول ركن من أركان المكان، تظهر من خلفها مجموعة من الأرائك.

تقدمت جنيةٌ بجناحيها نحو القادمين، حطت على قدميها ثم انحنت مرحبة بالضيفة التي طلبت مقابلة الملكة.

أشارت الجنية بحركة من يدها للحرس بالمغادرة، ثم طلبت من لمار أن تتبعها نحو الستائر.

وقفت الجنية عند المدخل.
- مولاتي الأميرة لمار هنا لمقابلتك يا مولاتي.

أجاب صوت لطيف من خلف الستائر بعد أن بدى من خلفها، جسد يقف عن احدى الأرائك،
- فلتتفضل الأميرة.

أشارت الجنية للأميرة بالدخول، و هي تحني رأسها احتراما، فشكرتها لمار، ثم دخلت.

ابتسمت أميرة الجان لحظة التقت عيناها السوداوتين، بعينين واسعتان زرقاوتان زرقة السماء الصافية، ثم انحنت.
- ملولاتي.

تقدمت الملكة و شفتاها الحمراوتان الممتلأتان ترسمان ابتسامة لطيفة، وهي في فستان حريري فضي متلألئ مريح، يظهر نحالة و تناسق قدها، و شعرها الطويل الشديد السواد مسدول على كتفها الأيمن، ليسمح لقرط زمردي يماثل عينيها في اللون، في أذنها اليسرى، بالظهور.
- مولاتي الأميرة.

افتر ثغر لمار عن ضحكة واسعة، فانفجرت أوسع منها على محيا الملكة، و أسرعت كلتاهما في احتضان الأخرى.
- كيف حالك يا "تاليا"؟

تراجعت الملكة عن حضن صديقتها،
- بخير! و أنت يا لمار؟

هزت رأسها غير واثقة من جوابها،
- بخير! بخير!

قلصت تاليا عينيها في شك،
- أشك في ذلك!

أشارت الملكة لضيفتها بالجلوس،
- هيا أخبريني، ماذا هناك؟ و سأساعدك إذا ما استطعت.

جلست لمار على الأريكة فقعدت تاليا بجانبها منتظرة من صديقتها أن تتحدث.

نظفت أميرة الجان حلقها قبل أن تبدأ في سرد كل ما حدث معها و تاج، مع الأميرة وردة الجنة و الأمير قمر الزمان.

- ما هذا الذي ورطي فيه نفسكي يا لمار؟!! ما هذا الذي ورطي فيه تاج!!!

طأطأت الأميرة برأسها كالمذنبة وهي تلعب بأصابعها المتشابكة المتوترة،
- لذلك أتيت لأطلب منك المساعدة.

قامت تاليا من مكانها، ثم أخذت تسير ذهابا و إيابا لمدة، و القلق و الحيرة يتعاونان على رسم تعابير وجهها.
- سأفتح لهما الحديقة الفضية، لكن وصول تاج إلى مدينة البلور باكرا، لن يفيده في شيء.

وقفت المار عن مكانها، تقدمت نحو الملكة، عاقدة الحاجبين،
- ما الذي تقصدينه يا تاليا؟
- لقد بحث والدك عن الخاتم في المدينة كلها لسنوات، و لم يجد شيئا. كيف يمكن لتاج أن يعثر عليه خلال بضعة أيام؟!
- أ لن تساعدينا في البحث؟

سكتت تاليا عن الكلام لبضع ثوان وهي مشتتة النظرات، و شفتاها حائرتان بين النطق و السكوت.
ثم أخير قالت،
- سأحاول. سأفعل ما بوسعي. سأرسل الليلة من يبحث في المدينة، و سأخبرك إذا ما عثرنا على أي شيء.

أومأت لمار موافقة على اقتراح الملكة، ثم جلست لتريح جسدها الذي خارت قواه، على الأريكة.

.....

نزلت وردة من السطح البيت ثم دخلت.
وجدت تاج نائما على الأرض المفروشة، و تحت رأسه إحدى مخدات الجلوس. وقفت لمدة تراقب ملامحه الهادئة، قبل أن تخرج العمة مرجانة من احدى الغرف وهي تحمل غطاءا و وسادة صغيرة.

وقفت بجانب وردة و هي تتفحص النائم أمامها،
- لا بد و أنه متعب للغاية.

اومأت وردة، ثم اخذت من العمة ما كانت تحمله من أشياء،
- سأغير وسادته و أغطيه.
- حسنا.

ثم تقدمت نحوه على مهل، و بهدوء جلست بقربه.
وضعت يدها تحت رأسه في حذر، رفعته قليلا، ثم أزاحت مخدة الجلوس و وضعت مكانها الوسادة الصغيرة، و وضعت رأسه عليها برفق، ثم غطت جسده بالإزار.

نقلت عينيها إلى محياه، ثم مدت يدها إلى خصلات شعره متناثرة على جبينه لتزيحها بكل رقة، بأصابعها النحيلة.
همست له متبسمة،
- أحلاما سعيدة.

ثم قامت من مجلسها، و غادرت نحو احدى الغرف حيث يشع نور المصباح.

دخلت لتجد أن مرجانه قد رتبت المكان و فرشت الأرض، و بين يديها وسادة تبدو مريحة.
- تفضلي بالدخول يا ابنتي.
- شكرا يا عمة.
- لا داعي للشكر.

ثم وضعت الوسادة في المكان المفروش و هي تحكي،
- كانت هذه الغرفة لإبنتي الوحيدة، رحمة الله عليها.

تقدمت نحو العجوز و قد ارتسم الأسف على وجهها،
- رحمة الله عليها. فراق الأحبة.. صعب للغاية.

أومأت العمة و ابتسامة صغيرة حزينة تعلو شفتيها النحيلتين، وهي ترتب الغطاء بيديها المتجعدتان و تمسح عليه،
- كانت كل سعادتي. كل حياتي و كل عائلتي بعد وفاة زوجي، لكنها رحلت باكرا هي الأخرى.

ابتعدت مرجانة عن الفراش، ثم أشارت لوردة بتجربته و التأكُّدِ من ما اذا كان مريحا. فاستلقت و وضعت رأسها على الوسادة،
- إنه جيد جدا. مريح للغاية!

ثم جلست قبل أن تضيف وهي تمسح على الوسادة بكفها،
- أظنني سأنام كالمولود هذه الليلة!

افتر ثغر مرجانة عن ضحكة صغيرة، ثم جلست بجانب وردة.
- قلتي أنك و تاج.. رفيقان في السفر، أليس كذلك؟

اكتفت وردة بإيماءة و ابتسامة صغيرة، فأضافت العمة،
- أ هذا.. كل شيء؟

استغربت وردة وهي تتفحص تعابير وجه العجوز بحثا عن معنا وراء سؤالها ذاك.
- ما الذي.. تقصدينه عمتي؟
- أشعر بأن هناك شيئا ما، مشاعرا ما، تحملانها تجاه بعضكما.

هزت وردة رأسها نفيا للأمر، ضاحكة،
- لا، لا، أبدا. ما من شيء كهذا!

رفعت العمة حاجبيها في نوع من الذهول،
- حقا؟ متأكدة؟

التفتت إلى العمة لتبادلها النظرات لبرهة، ثم خفضت بصرها و بعد أن بدأت ابتسامتها تتلاشى.
- ربما أنا.. معجبة.. به قليلا.

اتسعت ابتسامة مرجانة،
- تقصدين أنك تحبينه؟
- لا. ليس كذلك. أنا فقط.. معجبة ببعض الأشياء فيه، مثل جماله و لطفه،

افتر ثغرها عن ضحكة مكتومة،
- و غرابته، و غموضه.

ثم رفعت عينيها إلى العجوز،
- لكن الحب أكثر من مجرد إعجاب!
- و كيف تعرفين الحب من الإعجاب يا ابنتي؟

أجابت بعد صمت،
- عندما نعجب، نغض نظرنا عن الجانب القبيح و نصبح عميا، فنرى و نعجب بالجانب الجميل للإنسان وحسب. لكن عندما نحب، نحب كل شيء نراه، الجيد و السيء، الجانب المنير للإنسان، و جانبه المظلم.
- و هل من جانب لا تحبينه في تاج؟
- ليس كذلك. فقط.. لم أرى كل جوانبه بعد.

ربتت مرجانة على كتف وردة ثم قالت،
- لا تحتاجين لتري كل الجوانب لتعرفي ان كانت روح ما تؤم روحك.
- ما الذي تقصدينه عمتي؟
- أنصتي إلى روحك، و هي ستخبرك بالجواب.

أنهت كلماتها بابتسامة ظريفة، ثم وقفت عن مكانها و استأذنت لتغادر، بعد أن تمنت نوما مريحا لضيفتها، ثم خرجت من الغرفة و أغلقت الباب خلفها.

تنهدت وردة، ثم استلقت على ظهرها وهي تحدق بالرشوم البسيطة بالسقف الخشبي للغرفة في صمت دام طويلا.
ثم تمتمت لنفسها،
- أنصت.. لروحي!

.....

Continue Reading

You'll Also Like

2.5K 64 15
"هل جننت! بالطبع لا لأريد ذلك" نظر إليها ملياً وقال: "لماذا؟ ألا تبحثين عن جينات جيدة وصفات وراثية نقية؟" وابتسم مرحاً: :ثم أنه سيكون له ثروة طائلة و...
103K 4.1K 6
قرر والدها تعويضها عن أفعال زوجته السيئة ، خانتها أختها وهربت برفقة خطيبها ، رأت الشيطان في منامها لتصل إلى منطقة نائية فتجده واقع مرير هربت منه بكل...
341K 27.3K 55
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
17.7K 352 11
رواية رائعه بعنوان : أيهما أنت _ ماري بروك _ الملخص - " اليكس لا اعرف ماذا اقول لك .." - " لا تقولي شيئا فما فعلته للتو يغني عن أي كلمة .." اغروقت...