Lady Casanova.

Galing kay Tullipxx

75.4K 6.7K 6K

ما أجمَل مِن أن تَعشق شخصًا إلى حَدِ المَـوتِ؟ ▪كُل الحِقوق محفوظَة®. ▪السَيدة كازانوڤا [ رِوايَـة - لِويس تَ... Higit pa

السَيدة كازانوڤا.
الأوَل|سَيدة القَطيع
الثانِي|لَيلة في مَهبِ الرَيحِ
الثالِث|في عَصرِ الأزماتِ
الرابِع|رَبيع إيلڤان
الخامِس|خارِج عَن المألوفِ
السادِس|لِقاء مَع حَبة كَرز
السابِع|تُحفة فنِية غاضِبة
الثامِن|سِحر حُورِيات البَرِ
التاسِع|زِفافٌ ريفِيٌ
العاشِر|سِياسة الحُبِ
الحادِي عَشر|حُمى مُصيبة للقُلوبِ
الثانِي عَشر|سَليلة بالَوم
الثالِث عَشر|الوَجه الآخر للعُملةِ
الرابِع عَشر|الخَيط الرَفيع
الخامِس عَشر|مَع الدَقةِ العاشِرة
السادِس عَشر|حالَة زواج
السابِع عَشر|حيلَة آفروديتِي
الثامِن عَشر|القِط والفأر
التاسِع عَشر|امرأة العَصر
العِشرون|موعِد على العَشاءِ
الثانِي والعِشرون|أسرَى حَرب الذَكرياتِ
الثالِث والعِشرون|جِدال بَين شظايا مُجتمع
الرابِع والعِشرون|الأُم العَقيم
الخامِس والعِشرون|الحَياة دائِرة مُغلقة
السادِس والعِشرون|سِر الوَشاحِ الأزرَق
السابِع والعِشرون|رَومِيو وچولِيَت
الثامِن والعِشرون|قَبل غُروبِ الشَمسِ
التاسِع والعِشرون|الشُموع السَوداء
الثلاثون|بَين الحُبِ وغَريزةِ التملُكِ
الواحِد والثلاثون|الرجُل الآخر
الثانِي والثلاثون|حَواء الضِلع الأعوَج
الثالِث والثلاثون|مِكيالا العَدل والرجُل
الرابِع والثلاثون|عَرين لِوجورَيا
الخامِس والثلاثون|قلبُ قدِيس وحَياة آثِم
السادِس والثلاثون|غُربال وغِربان
السابِع والثلاثون|آخِر عَربة بقَطارِ الأوهامِ
الثامِن والثلاثون|أُمسِية على قَدمٍ وساق
التاسِع والثلاثون|عِرق ليلِيث
الأربَعون|حَلوى أم خُدعة؟
الواحِد والأربَعون|أُمنِية مَع وقفِ التَنفيذِ
الثانِي والأربَعون|حَفل على شَرفِ بِروتوس
الثالِث والأربَعون|قَوس وسَهم
الرابِع والأربَعون|تَرنيمة مِزمار المَوتِ
الخامِس والأربَعون|فَن العَودةِ للواقَعِ
السادِس والأربَعون|نَعيم مُزيف
السابِع والأربَعون|جُنون أرستُقراطِي
الثامِن والأربَعون|بوصلَة ومِرساة
التاسِع والأربَعون|ساعَة رَملِية مَكسورة
الخَمسون|الكَأس الأخَير
نِهاية السَيدة كازانوڤا.

الواحِد والعِشرون|أعادَة إحِياء الماضِي

859 118 90
Galing kay Tullipxx

"قالَ أن إسمَه هُو السَيد نايِل بالَوم، سَيدتِي."

تَوسعت عيونُ سيڤين بصَدمةٍ. سابَت قبضَتها بيدِ لِوي كَما إرتَخت أطرافَها بهَذيانٍ وطَنينٍ ضَرب رأسَها فجاةً وهِى تهِب على أقدامِها بنظرةِ توجَسٍ حَيرت الجَميع.

"هَل..هَل قُلت نايِل بالَوم؟"إبتلَعت لعابَها بصُعوبةٍ شَديدةٍ، شاعِرة بخَفقانِ قلبِها المَذعورِ. إيماءَة أوليڤِر غَير الفاهِمة كانَت كضَربة قاضِية صَرعت روحَها ببراثِن ظُلمة مَنكوبة.

شَعرت بيَدِ لِوي تنبسِط على ظَهرِها ونَظرة قَلِقة صامِتة تتفَقدها، فلَم تملِك لِسانًا كَي تُجِب. وبأي شَيءٍ قَد تَنطِق؟ فكَيف للَيلةٍ سُرت بمُرورِها بسَلاسةٍ أن تنقلِب لتُصبِح واحِدة مِن أبشَع لَيالِيها على الإطلاقِ؟

"يومٌ سعِيدٌ، سَيداتِي وسادَاتي."
شَعرت بجَريانِ قُشعريرة قاسَية بعمودِها الفَقري مَع إنبعاثِ ذلِك الصَوت الهادَئ. جَحظت عيونُها وهِى تَرى الكَيان الَذي خلَّف أوليڤِر على عتبةِ البابِ.

بشَعرٍ بُنيٍ وزَيٍ مهندمٍ وبَسمة جانَبية صَغيرة. كانَ يقِف نايِل بالَوم مقابِلًا نظراتَها المَرهوبةِ بعُيونٍ زَرقاءٍ لمَعت بدَهاءٍ شَديدٍ قلَصها.

"أعذُرونِي. لقَد سمَحتُ لِنَفسي بالدُخولِ."مَرر بصرَه على الحاضَرينِ بإستَسماحٍ، قَبل أن يُعِده نَحو سيڤين المُتصلِبة بمكانِها مَغمورة بشَلالِ مشاعِر مُتضارِبة جعلَتها تَكاد تفقِد ثِقَتها لوَهلةٍ.

لَيس بَعد كُل هذهِ السَنواتِ، يُعاد إحَياء الماضِي مجددًا.

"لابُد بأنكِ السَيدة الجَميلة إليزابِيث ليڤَرِنت."رَحب نايِل بالسَيدةِ الكَبيرةِ ببَشاشةٍ لم تستعِبها الجَدة الَتي كانَت كالجَميعِ مُندهِشة مِن إقتحامِه لجَلستِهم بهذهِ الجَراءةِ.

ولكِن مجددًا..لَيس بشَيءٍ غريبٍ على عائلةِ بالَوم.

"سيڤين.."نبَث. صوتُه بطَن الكَثير مِن النَبراتِ الَتي أرجَفت قلبَها رَغم ثباتَها كالجَبلِ بالخارِج. رأتَه يمِد يدَه لَها ببَسمةٍ مَدسوسةِ رمَقتها بنَظرة مُزدرءةٍ أخفَت كرهًا شديدًا، قَبل أن تُرغِم نفسَها على تحمُل قبلَته اللَطيفة رَغم مُقتِها للَمستِه.

لَم ترغَب بأحداثِ مشهدًا ما أمامَ الجميعِ. لم ترغَب أن تهتَز صورَتها الواثِقة والثابِتة في عينِ لوي بخَوفٍ خالَجها برؤيةِ إبن عمِها الذي ظَهر مِن العدمِ بَعد اعوامٍ من الإنقطاعِ. فكَم هِى مَنحوسة.

"وأنتَ بالتأكيدِ لِوي. لقد سمِعتُ كلامًا طيبًا عنكَ."صافَح نايِل لِوي بحَرارةٍ قبل أن يلتَفِت للباقِين مرحِبًا بِهم برَسميةٍ رَغم لسانِه المَعسولِ ويتخِذ مجلسًا بجَوارِ مارتِن دون إنتظارِ دَعوة ما.

"هَذا غَريب، سَيد بالَوم، لقَد أخبَرتنا سيڤين لِلتو بأنَ لا أحد مِن العائِلة سيأتِي."تحَيرت السَيدة مارَثا وهِى تُطالِع هَيئة الوافِد بأستَفهامٍ إبتَسم لَه نايِل بأريحَيةٍ.

"هِى لَم تكذِب، سَيدتِي العَزيزة، هى لم تعلَم بقُدومِي، فأنا كنتُ خارِج لَندن لمُدةٍ طَويلةٍ كَما أن الصِلة مَقطوعة لأعوامٍ، وحينَما سمِعتُ بزَواجِ أبنة عمِي فكرتُ بأن استَغل وجودِي وآتي لزَيارتِها، خصيصًا بأنَها قَد تزَوجت لشخصٍ من عائلةِ ليڤَرِنت المَشهورةِ."

كانَت سيڤين عاجِزة عن الحَديثِ.
الكَثير مِن الأفكارِ والذَكرياتِ السَيئة إجتاحَت عقلَها الَذي جاهَد ليصُدها. الكَثير مِن المَشاعِر الَتي تنجَح بكَبحِها كانت تُهاجِمها ببَطشٍ سَعت لمُحاربتِه بعَنادٍ.

"أتَمنى بأنَني لستُ بدَخيلٍ عليكُم، ولكِن يَبدو بأنَها فُرصة سارَة كَي يَعود لَم الشَملِ بَيننا مِن جَديد. ألا تَعتقدين يا سيڤين؟"رمَى بعيونِه إلَيها، لتمكُث بمكانِها كالتَمثالِ باكِمة بشَكلٍ مُحيرٍ.

فمِن المَرأة الجَريئة المُثيرة للإعجابِ، إلى امرأة مُتوجِسة ظلَت بين ذَراعِ زوجِها كالطَفلةِ تُحاوِل إخفاءَ نفسها.

"بالطَبعِ. مُرحب بِكَ على العَشاءِ، سَيد بالَوم."عبَّرت السَيدة إليزابِيث، فلَم ترغَب سيڤين سِوى بالإنسحابِ والبَقاء بحُجرتِها وحَسب. كانَت حاقِدة، غاضِبة، وخائِفة. مِما أعطاهَا شعورًا غير مفهومٍ أربَكها.

كانَ خاطِفًا للآضواءِ. كانَ سَهل الأختلاطِ. كانَ يتحَدث بسَلاسةٍ وكأنَه بين مَجموعة مِن الأصدِقاء القُدامي ولَيس أشخاصٌ قابلَهم قَبل مُدة ضَئيلة جِدًا. ومع ذلِك أمتَنت لكونِها لم تكُن بؤرة الإهتمامِ بحالتِها تِلك.

شَعرت بيَدٍ لاطَفت ذقنَها بنُعومةٍ قَبل أن تُحرك وجهَها المُتجهِم لمُقابلةِ عيونَ لِوي القَلِقة على مَقربةٍ أشعَرتها ببَعض الإطمئنانِ. "تَبدين شاحِبة. هَل أنتِ على ما يُرام؟"

لَم تكُن قرَيبة حَتى لذَلِك.
أومأت بلَسانٍ مُتخشبٍ. لَا يُمكِنها الشَرح لأن لا أحَد سيَفهم. لا أحَد سيَفهم كَم تبغَض ذلِك الرجُل الجالِس بحُريةٍ داخِل واقِعها بَعدما ظنَت بأنَه طُوى بصَفحةِ الماضِي المُظلِمة.

"بَيني وبَين سيڤين ما يُقارِب الخَمس سَنوات. أعتدَنا على قَضاءِ الكَثير مِن الوَقتِ سويًا ونحنُ أطفال، ولكِن كَما تَعلمون، يُشاكِل الآباء ويَقع بِها الأبناء. حدَث إختلاف بَين أبي وعَمي هِنري جَعل الصِلة تنقطِع تمامًا."

علَ ذلِك كان أفضَل قرار آخذَه والِدها بحَياتِه رَغم التَبعاتِ القاسِية لَه. فيَبدو بأن نايِل يتذَكر اوقاتَهما سوِيًا على نَحوٍ مُغايرٍ لمَ تذكُره هِى.

"هَل تعمَل بتَجارةِ المَواشِي أيضًا، سَيد بالَوم؟"أستَفهم مارتِن بتطلُعٍ؛ليَنفي نايِل مبتسِمًا. "لَا للآسف. شَقيقي هو مَن يتوالَ تِجارة العائِلة أما أنا فدرستُ الطِب وأزاوِله الآن."

سَرت نَظرة إعجابٍ بين الجَميعِ، مما كانَ غريبًا.

"وهَل أنتَ مُتزوِج، سَيد بالَوم؟"توسَعت بَسمة نايِل للسَيدةِ مارَثا المُتسائِلة وحَرك كِتفَيه بلُطفٍ. "أُوشِك على ذلِك، سَيدتِي. فأنا مُرتبِط بامرأةٍ فِي أيرلَندا، أسمَها بِيرلانتِي، وهِى حقًا جميلَة."

وتَعيسة الحَظ.
حينَما دَعاهم أوليڤِر للعَشاءِ كانَت لحظَة نجدةٍ لَها.أ ستَقرت بمكانِها حَتى خرَج الجَميع، ثُم لَبت يدَ لِوي إلَيها شاعِرة بقَلبِها الَذي ضرَب ضلوعَها بعُنفٍ. أنقلابٌ لم تتوقَعه أبدًا بمَسارِ لَيلة هادَئة كتِلك.

عسَاها تظَل هادَئة.
كانَت شاكِرة لتَرتيبِ المَقاعِد الَذي جَعله قاصِيًا عَنها. لم تملِك مَعِدة لتَناولِ أي شَيءٍ ولكِنها لم ترغَب أن يشعُر أحدهُم بتغيُرِ شيئًا ما. يجِب أن تَسِر اللَيلة كما خُطِط لَها مَهما كان ذلِك صعبًا علَيها.

لم يكَد أحدٌ أن يلتقِط شوكته وسَكينته حَتى وَقف نايِل على أقدامِه لافِتًا الأنظارَ المُستفسِرة إلَيه، وإبتَسم. "أعذَروني. هذهِ هى أوَل مَرة أحضَر عَشاء الإحتفالِ بزواجِ إبنَة عمِي العَزيزة سيڤين، وهَذا يَجعلنِي أوَد قَول بعض الكَلماتِ لأجلِ هذه المُناسبة الفَريدة.."

توعَكت سيڤين. رأتَ دربَ عيونِهما يتقابَل بمَزيجٍ من المَكرِ والكُرهِ وهو يُلطِف بسمَته بكُل وَدٍ مُفتعلٍ. "سيڤين، برَغم كُل الظُروفِ والمَشاكِل القَديمة، إلا أنَني سَعيد بأنَني جزءً مِن ذلِك الِاجتماع اليَوم، وسَعيد بأنَني قد أصبحتُ فردًا مِن تِلك العائلة الرائِعة الكَبيرة بفَضلكِ."

ثَعلب. كلامٌ فارِغٌ. كانَ يَتحايل وحَسب.
"لِوي، كَم أنا مَسرور لمعرفةِ شخصًا مِثلكَ، وأتَمنى أن نَكون أفضَل صديقِين في وَقتٍ قَريبٍ. نَخب لِوي وسيڤين."رَفع كأسَ نبيذِه عالِيًا بَعد خَطابٍ صَغيرٍ لم تُصدِق حرفًا مِنه، عَكس الباقِين.

"نَخب لِوي وسيڤين."
رَفع الكُل الكؤوسَ عالِيًا، ماعدا هِى. هِى لَن تشرَب أبدًا نخبًا أقتَرحه هو. لَيس مَن كانَ سببًا بأذيتِها مِن قَبل. لَيس مِن رجُلٍ بحَقارتِه. ظلَت نظراتُهما مُلتئِمة مِن خلفِ كأسِه. كالثُعبانِ كانَ يبتسِم..سعيدًا بتأثيرِه على الجَميعِ.

أنزَل لِوي كأسَه قَبل أن يبلَغ شِفَتيه. لاحَظ عيونَها المُغرورقة بنَظرةٍ تَكاد تبخَس بلَمعتِها الخَضراء، وخَشى. "سيڤين. هَل أنتِ بخَير؟"

هذهِ المَرةِ لم تستطِع التحمُل.
"لَا. أسمَحوا لِي."كانَ كُل ما قالَته قَبل أن تنسَحب مُذيلة بنظراتٍ مُندهشةٍ لاجِئة لإحدَى الشُرفات حيثُ يعانِقها غروبًا حزينًا بهواءِه الشَجي المُواسِي. لقَد رَغبت بالأختباءِ وحَسب.

"هَل هَذا بسَببِ شيئًا قُلته؟"تحَير نايِل. وإن كانَ الكُل بمُستوى عدم فهمِه لحَركةِ الشَقراءِ المُفاجِئة الَتي أسرَت ربكَة بالجَوِ عنوةً.

بالكَادِ نظَمت آنفاسَها الثائِرة. شَعرت ببَوادرِ إحدَى نوباتِها تَجتاحَها، لتَخاف. لا يُمكِنها أن تسمَح لغضبِها بأن ينفجِر الآن. لَيس على مرآى ومَسمع مِن الجَميعِ. لَيس أمامَه هو.

"سيڤين؟"
زَفرت بَعد شعورِها بقَبضةِ لِوي تُعيد شَعرها للخَلفِ كَي يَكشِف عن وجهِها المُمخض بالكَثيرِ من المَشاعرِ المُلغزة. الثَمت أنفاسَها ومالَت عنقُها إلَيه لتَرنو إلى نظرتِه المُتحِيرة. "ما الخَطب؟"

"أُريد البَقاء بمُفردِي قليلًا."كانَ كُل ما قالَت. لا يُمكِنها أن تسمَح لَه أو لأي أحَد أن يرَ ذلِك الوَجه المُرتجِف مِنها. قبَض حاجِبَيه معارِضًا وأحاطَ وجهَها بكَلتا يَديه بدَفئٍ. "أنا لا أُريد تَرككِ بهَذا الحال. يُمكِنني إخبارَهم بأن يَرحلوا الآن..-"

"أرجَوك؟"
لضَم شِفَتيه بإضطَرارٍ. نَظر لعُيونِها الطالِبة بإلحاحٍ لَم يستطِع مَحوه ضاغِطًا علَيها. تَنهد على مَضضٍ وقبَل جبينَها بلُطفٍ قُبيل أن ينسَحِب للخارِج تارِكًا إياهَا فريسَة سَهلة لأشباحِ ذكَرياتِها الَتي رَقصت حولَها.

"هَذا لِكَي لا تسمَحِ لأحدٍ بلَمسكِ مجددًا."
قضَمت شِفَتيها بآسى. كُل نهرةٍ كانَت تسمَعها في رأسِها. كُل جلدةٍ كانَت تشعُر بِها تَئِن على جَسدِها رَغم إلتئامِها منذُ أعوامٍ وأعوام.

كانَت بالثامَنةِ وحَسب. كانَ المَساء هامِدًا دامِسًا برَهبةٍ. تذكُر صَرير بابِ غُرفتِها ووالِدُها يَفتحه كاشِفًا عن وجهٍ غَلى بغَيظٍ. تذكُر رجفَة جسدِها الصَغير وهِى ترمُق سوطَه الَذي كان كتُحفةٍ قَيمةٍ في البَيتِ الكَبيرِ.

كانَ يومٌ عصيبٌ مُمتلِئ بالصَياحِ والجَدالِ بَين والِدها وعَمها. راقَبت يدُه تغلِق البابَ بهدوءٍ أخفَى عاصِفة تَكاد ترُجها. حينَما آمرَها بمُواجهةِ الحائِط لَم تجعلَه يُكرِر قولَه مرَتين. لم تعلَم ما الَذي فعلَته..ولم يكُن لدَيها لسانًا لتَسأل.

لقَد كانَت بالثامَنةِ وحَسب.
"إخلَعِ ثَوبكِ."طلَب بحَزمٍ. كطَفلةٍ صَغيرةٍ لَم تفهَم مَغزى آمرِه الصارِم بوجودِ سوطِه اللاسِع إلا على نَحوٍ جعلَها ترتجِف رادِعة نحيبَها وهِى ترمُقه برُعبٍ. "أبِي؟"

"نَفذِ ما قُلته!"
كانَت تشعُر بالبَردِ. كانَت تشعُر بالخَوفِ. كانَت تشعُر بالآلمِ. مَع كُل هَاويةٍ للسَوطِ كانَ ظهرُها الرَقيق يتمَزق بقَسوةٍ على ذَنبٍ لَم تعلَمه. قضَمت شِفَتيها بقَوةٍ حَتى جرَحتها، لم يكُن مسموحًا لَها بالبُكاءِ مهما كانَت وطأة الآلمِ شَديدة.

وبالنَهايةِ، فلَم تكُن سِوى طِفلة صَغيرة جُلِدت بوَحشيةٍ وتُرِكت بجَسدٍ نازفٍ يحرِقها ببَربريةٍ طَوال هذهِ اللَيلة لِأنَها لم تفهَم مَعنى أن يَتلمسها إبن عَمِها بحُريةٍ كانَت هِى المُذنِبة والضَحِية لَها.

إستَنشقت سيڤين النَسيم بعُمقٍ. تذكُر تِلك الواقِعة يُعيد إلَيها أوجاعَها وكأنَها تُخضرِمها باللَحظةِ الحالَية. قاوَمت عيونُها بإصَرارٍ عَدم إطلاقِ عَبراتها القَليلة مِن الأنحدارِ، ورمَشتها بعيدًا.

"يالَّه مِن طَقسٍ بَديعٍ."
شَهق قلبُها وهِى تلتَفِت بجَمودٍ مُقابِلة زَرقاوتِين مُبتسِمتين بلؤمٍ جعلَها تقشعِر ونايِل يَقترِب كَي يَميل بمُحيطِها بإرتَياحٍ جعلَها تبتعِد بنُفورٍ.

"ما الَذي تفعلَه هُنا؟"

"رَباه، يا أبنَة العَمِ. لم أتوَقع أن يَكون هَذا هو تَرحيبكِ بَي بَعد كُل هذهِ السَنواتِ."راقبَها بعتابٍ لَطيفٍ. كظَمت سيڤين فكيَّها وهِى تشبِك يدَيها خلف ظهرِها آملًا بإخفاءِ إهتزازِهما.

"لقَد كنتُ واضِحة منذُ أعوامٍ بأنكَ لستَ مرغوبًا بِه في حَياتِي أو حَياة شَقيقي."بصَقت بشَراسةٍ. تابَعت شِفَتيه تستمِرا برَسمِ بسمتِه المُستفِزة لكُلِ طيةٍ بها وهو يواجِهها بهدوءٍ.

"لِماذا؟ لقَد كانَت المَشاكِل بَين أبِي وعَمي. وبَعد موتِ أحدِهما، أنا لا أرَ ضرًا بإعادَةِ الصَلة مِن جَديدٍ. ألَم تشتاقِ لأيامِنا سويًا يا سيڤين؟"لمَعت عيونُه بالأخيرِ بلَذةٍ بانَت بإقترابِه مِنها بشَدةٍ جعلَتها تسجِن آنفاسَها وتَقصى بإشمئزازٍ.

"أنتَ تعلَم جيدًا بأنكَ كنتَ سبب هذهِ المَشاكِل، وكنتُ أنا الَتي عُوقِبت بسَبب حقارتِكَ. لقَد دمَرت سَنوات حَياتِي بلَمسِك المُستمِر لجَسدي بعدَما وثقتُ بِك وإقتنعتُ بقولِك بأنَ ذلِك لم يكُن سِوى لهوًا وحَسب."

شَعرت بتَقوسِ وجهِها بغَضبٍ مُتألمٍ لذكرِها لذلِك الآمر جهرًا. تكتَلت بَعض عَبراتٍ بحَوافِ عيونِها لاطِمة يدَه الَتي كادَت تبلُغ ساعِدَها ليُمسِكها بوَقاحةٍ.

"لا تُضخمِ الآمر، سيڤين. لقَد كُنا أطفالًا، ولا تنكرِ بأنكِ كَنتِ تستمتعين بلَمسِي لكِ وتَتوسلِين للمَزيدِ بداخَلكِ. كُل النَساءِ هكَذا. يُحِبون أن يتغَزل بِهم الرِجال قولًا وفِعلًا مَهما أنكَروا ذلِك."

"لقَد كنتُ مُجرد طِفلة إستَغليتَها لإنحَرافِك!"إرتَجت خَلايا عَقلِها بسَخطٍ. حافَظت على وتيرةِ صوتِها المُنخفِضة حَريصة على بَصقِ غِلها وحقدِها بنظراتِها ونَبراتِها.

رَغم كُرهِها لوجودِه، ولكِن عَساهَا كانَت فُرصة كَي تُفشِي بكُل ما كنَّته بقلبِها مِن كُرهٍ وغضبٍ صَوبه بكُل صراحةٍ. هِى لم تعُد طِفلة بَعد الآن. هِى لم تعُد ضعيفَة بعد الآن.

"سيڤين، لقَد تغَيرت."آنَص بدَحرجةِ عَينٍ جعلَت شِفَتيها تسخَر باسِمة للَحظةٍ،قَبل أن تَكيد لَه بلَوعٍ. "فِعلًا؟ أخبِرني يا نايِل، كَم عُمر الفَتاة الَتي توشِك على الزَواجِ بَها؟ ومِن أيةِ عائِلة هِى؟"

لاحَت إبتسامَة ماكِرة على ثَغرِه، رَيثما يَبتعِد مستنِدًا ضِد حاچِز السَورِ براحَة متنهِدًا. "إنَها إبنَة مُزارِع فَقير في أيرلَندا. بالسابَعةِ عَشر وحَسب، ولكِن لَها جَسد مُغري لَم أستَطِع أن أُقاوِمه."

إشمئزَت. لقَد كانَ بالواحِد والثَلاثينِ من عُمرِه! نفَرت مِن سَماعِ غزلِه المُشتهِي أو رَؤية نظراتِه الشَبِقة نَحو فَتاةٍ بعُمرِ صَغيرٍ كهَذا. فَتاة تَعيسة الحَظ ستَكون تَحت سُلطةِ رجُلٍ لا يُمكِنه التحكُم بنفسِه أمام الأطفالِ أو القاصَراتِ.

"إنكَ مَريض، وأنا أشعُر بالإشمئزازِ منكَ."عبَرت بدُموعِ غَيظٍ بفَحيحِ صوتٍ غاضَبٍ قَبل أن تندفِع للخارِج راحِلة عن عيونِه غير المُبالِية أمام إشتعالِها الَذي تأجَج كنَيرانٍ هائجةٍ في صَدرِها.

كَم كرَهته مِن كُل قلبِها.

غرَبت الشَمس. مالَ اللَيلِ على ساحَة السَماءِ متزِينًا بغَمامٍ راقَص القُلوب أحزانَها الَتي عزَفتها طُيور المَساءِ بشَجنٍ. تَنفس هارَولد بقَوةٍ وهو يقَف على عتبةِ باب مَنزِل مارشِييل، حامِلًا قَفص عُصفورِيه بنَظرةٍ مَهمومةٍ.

حينَما فُتِح البابَ بوجهِه، إرتَدت عَيناه بنَظرةِ المُربِية بِيرثا الَتي تنهَدت موشِكة على إطلاقِ قولًا لَم يروقَ لها؛فعاجَلها برَفعِ القَفص عالِيًا. "لقَد أحضرتُ عُصفورات تشارلِي كَما وَعدته."

لم يكُن الآمر كذَلِك وكانَت بِيرثا تَقرأ ذلِك في عيونِه المُترجِية. كانَ يُريد الحَديث لمَرةٍ أخيرةٍ على الأقلِ، فهو لَم يرتكِب جُرمًا كبيرًا كَي تنبِذه بهَذا الشَكل بعد تعليقِه بِها.

تولَدت حَركة حَماس مِن نَيرانِ المَدفئةِ المُشتعِلة. زَقزقة العَصافيرِ كانَت تَنبعِث بين الدَقيقةِ والأُخرى مَع لَهوِ الصَغير مَعها بسَعادةٍ أعطَت ونسًا لجَوِ الصمتِ الَذي أطبَق على المَكانِ.

لم يُزِح هارَولد عَينيه عَن ويندِي الَتي إنشَغلت بمُراقبةِ إبنَها مُنصرِفة عن نَظراتٍ أربَكتها. كانَت مُضطرة على قُبولِ الإستماعِ لَه..كفُرصةٍ أخيرَةٍ تحسِم بها قَرارها. فإما النَدم على ذلِك أو دَفن ماضِيًا كئيبًا لبدايةٍ جديدةٍ.

"ما كانَت آسماءهما؟"رَفع تشارلِي عيونَه إلى هارَولد بلَمعةِ بَهجةٍ بَريئةٍ جَعلت مَلفوف الشَعرِ يَبتسِم وهو يترُك قَدح الشاي جانِبًا. "ما رأيُك بأن تُطلِق علَيهما إسمَيين جَديدين؟"

لمَعت عُيون تشارلِي بحَماسٍ. نَظر إلى العُصفورِين اللَذين تأرجَحا داخِل القَفصِ للَحظاتٍ قَبل أن يُشِر إلَيهما مُقِرًا. "هَذا سيَكون وِيليام، وهَذه ستَكون سيرافـينا. لقد سمِعتُ هذهِ الأسامِي مِن قَصةِ مَلِك كندا الَتي رَوتها لِي بِيرثا اللَيلة الماضِية وأحببتُها."

إبتَسم هارَولد لَه بلُطفٍ. كانَ الصَغير ظريفًا جِدًا ولطيفًا. يذكُر بأنَه حينَما كانَ بعُمرِه تحلَى بهذَين الصَفتينِ أيضًا. يالَّه من زَمنٍ بَعيدٍ يُعاد إحَياءه بالنَظرِ إلى إبنِ المَرأةِ الَتي نجَحت بإيقاظِ قلبَه مجددًا.

"تشارلِي، أذهَب إلى غُرفتِك الآن، أنا أريد الحَديث مَع السَيد سيجرِيد على إنفَرادٍ."آمَرت ويندِي بخُفوتٍ، ليَقشعِر هارَولد. داعَب الصَغير العُصفورات لمَرةٍ أخيرَةٍ ونَهض، فإستَوقفه منبِهًا. "لا تنسَ آخذ عُصفوراتك معكَ."

بَدى الصَغير مندهِشًا. أشارَ إلى القَفصِ وتسائَل. "هَل يُمكِنني الأحتفاظَ بِهما؟"

"بالطَبعِ! إنهُما لكَ الآن."
تابَع هارَولد نَظر تشارلِي يذهَب إلى أُمِه بصَمتٍ مُتوسلٍ طَيبته ويندِي بإيماءةٍ جَعلت البَسمة الصَغيرة تشُق ثغرَه بحُبورٍ شَديدٍ وهو يُنادِي بِيرثا كَي تُحضِر القَفص إلى غُرفتِه.

تُوِج الصَمت إمبراطَورًا لوَقتٍ مِن إنفرادِهما. حَتى قطَعته ويندِي مُتنهِدة بَينما تُقابِل نظراتَه أخيرًا. "أفرِغ ما بجَوفِك الآن، سَيد سيجرِيد. كادَ الوَقت يتأخر وأنا لا أُريد أن تنتشِر الأقاويل حينَما يراكَ أحدهُم تخرُج مِن منزلِي بساعَة مُتأخِرة."

بلَع ريقَه ربكةً. كُل كلماتِه حَشِرت بحلقِه. ما كانَ يسعَى لقولِه حَتى؟ هو لَم يكُن هنا ليَتذلل لمَشاعرٍ ما. هو لَم يكُن هنا كَي يُخبِرها بمُعاناتِه كَي تعطِف علَيه بحُبِها. هو كانَ هُنا ليَسترِد كرامَته وحَسب.

فلَا امرأة تستحِق عذابَه. يَكفِيه عذابًا مِن واحِدة وحَسب.

"أنا أعتَذِر."كانَ كُل ما قالَ. رمَقته بتفاجُئٍ وحَيرةٍ،بَينما يتلَبسه وجهٌ متسطِحٌ. "ما حدَث وما قُلته باللَيلةِ الأخيرَة كانَ تعدِيًا مِني على كَرمكِ لِي، لقَد كنتُ ثمِلًا والشِجار أذهَب بوَعي فلَم انتَبه لمَ أفعَل أو أقول. أرجَو أن تقبَلِ إعتذَرِي، وأؤكِد لَكِ بأنَني لَن أُزعجكِ مجددًا."

كُل كلمةٍ قالَها كانَ قلبُه يَصيح بِه موبِخًا. هَذا لَيس ما كانَ يَسعى لقولِه اليَومين السابِقَين. شَعر بمشاعِره تَدمي أمامَ نظراتِها المَصدومة. هِى لَم تأتِ على قولٍ يُبرِد نارَه..وهو لَم ينتظِر طويلًا ليَغلِي.

حينَما رَحل هذهِ اللَيلة مِن بيتِها ملاحَقًا بعُيونِها الَتي بدَت عاجِزة أمامَ حديثٍ لَم تتوقَعه، رَغب بأن يَعود ليُخبِرها بأنَه يُحِبها وعَنى كُل كلمةٍ قالَها مسبقًا.

ولكِن يَكفِي آلمًا مِن امرأة واحِدة وحَسب.

كانَ حُلول الهُدوء على منزلِ ليڤَرِنت تلك اللَيلة كالهَبةِ.
مَع دقيقِ الساعَة الثامِنة كانَ لِوي منكفِيًا بالمَكتبِ يتطلِع إلى كُتبِه بعيونٍ مُرهقةٍ ساهمةٍ. لم يُصدِق بأن تِلك الزَيارة مَرت على خيرٍ رَغم التشاحُن والأرتباك الَذي كَنِز بِها.

كانَ عليه أن يعترِف بأنَه لم يرتَح لإقتحامِ نايِل بالَوم لجَلستِهم، ولكِنه كانَ متحِيرًا مِن اللقاءِ الغَريبِ الَذي واجَهته بِه سيڤين. وكأنَها كانَت تتهرَب مِنه وذلِك جعلَه يتعَجب وإن لَم يسأل مباشرةً.

أجفَل حينَما سمَع صوتَ حطامٍ مُنخفضٍ جدًا مِن الطابَقِ العُلوي. كانَت كِلتا السَيدتان قَد خَلدتا للفَراشِ بَعد رَحيلِ الضُيوفِ قَبل ساعَة تقريبًا، فكانَ سماع صوتَ حركةٍ الآن غريبًا.

خلَع نظاراتَه وتَرك كِتابَه جانِبًا خاطِيًا للخارِج بخُطواتٍ خامَلةٍ مرهِفًا لذلِك السُكون الَذي عَثى بالبَيتِ خواءً. رُبما كانَ يتوهَم. تابَع دَربه للأعلَى حيثُ مُفترق الطُرقِ إلى حُجرةِ جدتِه وحُجرةِ الشَقراء والَتي وقَفت أمامَها نَهر كالصَنمِ.

"نَهر."دَعاهَا، لتَلتفِت لَه بوَجهٍ مُنبسطٍ وهو يتَوقف على مَقربةٍ مندهِشًا مِن ثَباتِها أمامَ البابِ بلا حُراكٍ سوى لعُيونِها. "هَل..صوتُ الحطامِ آتى مِن هُنا؟"

أومأت. لم تبدُ قلِقة أو مُتفاجِئة. كانَت تِلك الخادِمة مُريبة منذُ أوَل ليلة لَها هُنا، ولكِن يزداد الوَضع غرابةً الآن. "أعنَي،هَل إنبَعث مِن داخِل الغُرفةِ أم مِن الخارِج؟"

كانَ سؤالٌ ساذِجٌ طرَحته حيرَته. لم تحظَ الخادِمة بالفُرصةِ لإجابةٍ لَم تأتِ مَع إندلاعِ صوتُ حطامٍ آخرٍ شابَه تهَشيم لمرآةٍ صدَمها غرضٌ جامِدٌ جعلَه يقبِض حاجِبَيه بإستَغرابٍ وقَلقٍ محاوِلًا تَخطي نَهر الَتي وَقفت له بالمَرصادِ.

"تَحركِ مِن أمامِي، نَهر."آمرَها بحدةٍ. شيءٌ غريبٌ كانَ يحدُث بتِلك الغُرفةِ بهذهِ الساعَة وكانَت تِلك الخادِمة تردَعه عن تفقُدِ زوجتِه الَتي لم يسمَع مِنها كَلِمة حَتى رحيلِ الجَميعِ وإنسحابِها لحُجرتِها. بجانِب حالَتها المُثيرة للحَيرةِ الَتي لم تمنَحه لَها تفسيرًا قَط.

"أنا لا يُمكِنني، سَيدي."

"إن لَم تتحَركِ من أمامِي الآن ستَكون هذهِ آخر لَيلة لكِ هُنا."نبَهها بخُشونةٍ زَعزعت عَزيمتها وهِى تنسحِب للجانَبِ سامِحة لَه بلمسِ المَقبضِ الَذي كانَ موصدًا، فطَرق البابَ بلَوعٍ. "سيڤين؟"

لَم يتلقَ جوابًا.
"سيڤين، هَل أنتِ بخَير؟"أصغَى. سمَع حَفيف إصطَدام ذَيل ثَوبٍ بالأرضِ. كانَت تتحَرك بالداخِل ببُطيءٍ شَديدٍ ومَع ذلِك هِى لَم تُسعِف قلقَه بكَلمةٍ تُريحه.

"هَل يُمكنكِ فَتح البابَ أرجَوكِ؟"

"هِى لَن تُجِب."همَست نَهر بخُفوتٍ، لينظُر إلَيها بكُل حيرةٍ جُبِلت على قلبِه وقضَم شِفَتيه بخَشيٍ. "ما الَذي يحدُث بالداخِل؟"

لَئمت نَهر شِفَتيها بصَمتٍ من جَديدٍ. كانَ كالتائِه يَبحث عن خَيطٍ ما. لم يُمكِنه الرَحيل ببَساطةٍ عالِمًا بأن هُناك آمرًا غريبًا حَل على زوجتِه، ولم يُمكِنه الوَقوف كالجاهِل عاجِزًا حَتى معرِفة حَقيقة ذلِك الآمر.

إستَند رأسُه على البابِ وتنَهد بصَدرٍ إرتَفع بعُمقٍ. "سيڤين، أيًا كانَ ما يحدُث يُمكِننا مواجَهته سوِيًا، أيًا كانَ ما يُزعجكِ سنجِد لَه حلًا سوِيًا. فَقط..لا تترُكينِي هَكذا، أرجَوكِ؟"

لَم تستطِع.
كانَت تترَبع على فَراشِها بوَجهٍ باكٍ مُتدلٍ بكُل ضعفٍ كرَهت رؤيَته بالمَرآةِ المُهشمةِ. كرَهت ذلِك الوَجه المَهزوم مِنها ولم تقدِر على أن يرَه أحدهُم، وبالأخصِ لَيس هُو. لا يُمكِنها أن تثِق بأي شَخصٍ ليُداوِي جروحًا حفَرت بقلبِها أميالًا..لقَد كانت الشَخص الوَحيد الذي يَستطيع التعامُل مع ذلِك.

لقَد كانت الشَخص الوَحيد الَذي يَستطيع فَهم ذلِك.

رُبما سيَكرهها. رُبما ستَهتز صورَتها القَوية الَتي أحَبها بمُجردِ أن يرَها بهَذا الشَكل المُتهالِك. رُبما سيَسخر مِن آلمٍ لَن يفهَمه قَط. أو رُبما سينظُر لَها كامراةٍ مَجنونةٍ كمَن سَبقوه تمامًا.

بَقى لِوي على حالِه لدَقائِق، رُبما لأكثَر..حَتى إنبَعثت موسيقَى ناعِمة مِن الداخِل جعلَته يَقشعِر. رَفرفت ألحانُ المَعزوفةِ السادِسة لبيتهوڤِن في الآجواءِ الحَزينةِ كَي تُعانِق قلوبًا هالِكة.

فظَل هو ببُقعتِه ساكِنًا وقَبعت هِى بمكانِها شارِدَة.
يفصِلهما جِدار. بَل يفصِلهما ألف جِدار.

**
قلبي بجد مش مطاوعني اكتب شخصية نايل بالقرف ده بس هو لايق عليه اوي😂😂😂💔

ابتديت أكتب في الفصول الأخيرة وحقيقي مش قادرة اصدق انّي بوصل للنهاية أخيرًا☹️
اتمنى تكون الرواية عجباكم،ويارب يكون الفصل عجبكم..متنسوش رأيكم القمر💁🏻💜.

بحبكم،ليلتكم سعيد😚💜💜.

Ipagpatuloy ang Pagbabasa

Magugustuhan mo rin

11.8K 243 24
حب الطفولة هل يموت ؟ أم يستطيع أي انسان أن يعيش على ذكراه ؟؟ جاك واليشا جمع بينهما الحرمان والغضب من طفولة بائسة وفراق فوجدا في كليهما ملاكا حارسا لل...
34.2K 1.2K 29
عندما كنت أبحث عن مكان لتدريبي الجامعي لم أكن أظن أنني سألتقي بمن ينتشلني من آلامي . جونغكوك "جيمين مارس معي الجنس " جيمين "الهذا السبب قبلتني بالعم...
66.3K 6.4K 25
أن الفَرق بين السَـيدة النَبـيلة وبـائِعة الـوردِ لَيس بِكَـيف تتـصرَف، بل بِكَـيف تُـعامل. ▪ كُل الحِقوق محفوظَة®. ▪ لَيالي آوبلَڤلِت [ رِوايـَة - ل...
1.5K 119 3
عندما يكون حُبًا غريبًا، مُتطفلًا ومُفاجئًا. كالمرض يدخُل لخلاياهُم. لكنهُ ممنوع، لكنهُ مُحرم، لكنه خطيئة. عندما تُحِب من لا يجِب أن تُحبه، بشكلٍ مُف...