Lady Casanova.

By Tullipxx

75.5K 6.7K 6K

ما أجمَل مِن أن تَعشق شخصًا إلى حَدِ المَـوتِ؟ ▪كُل الحِقوق محفوظَة®. ▪السَيدة كازانوڤا [ رِوايَـة - لِويس تَ... More

السَيدة كازانوڤا.
الأوَل|سَيدة القَطيع
الثانِي|لَيلة في مَهبِ الرَيحِ
الثالِث|في عَصرِ الأزماتِ
الرابِع|رَبيع إيلڤان
الخامِس|خارِج عَن المألوفِ
السادِس|لِقاء مَع حَبة كَرز
السابِع|تُحفة فنِية غاضِبة
الثامِن|سِحر حُورِيات البَرِ
التاسِع|زِفافٌ ريفِيٌ
العاشِر|سِياسة الحُبِ
الحادِي عَشر|حُمى مُصيبة للقُلوبِ
الثانِي عَشر|سَليلة بالَوم
الثالِث عَشر|الوَجه الآخر للعُملةِ
الرابِع عَشر|الخَيط الرَفيع
الخامِس عَشر|مَع الدَقةِ العاشِرة
السابِع عَشر|حيلَة آفروديتِي
الثامِن عَشر|القِط والفأر
التاسِع عَشر|امرأة العَصر
العِشرون|موعِد على العَشاءِ
الواحِد والعِشرون|أعادَة إحِياء الماضِي
الثانِي والعِشرون|أسرَى حَرب الذَكرياتِ
الثالِث والعِشرون|جِدال بَين شظايا مُجتمع
الرابِع والعِشرون|الأُم العَقيم
الخامِس والعِشرون|الحَياة دائِرة مُغلقة
السادِس والعِشرون|سِر الوَشاحِ الأزرَق
السابِع والعِشرون|رَومِيو وچولِيَت
الثامِن والعِشرون|قَبل غُروبِ الشَمسِ
التاسِع والعِشرون|الشُموع السَوداء
الثلاثون|بَين الحُبِ وغَريزةِ التملُكِ
الواحِد والثلاثون|الرجُل الآخر
الثانِي والثلاثون|حَواء الضِلع الأعوَج
الثالِث والثلاثون|مِكيالا العَدل والرجُل
الرابِع والثلاثون|عَرين لِوجورَيا
الخامِس والثلاثون|قلبُ قدِيس وحَياة آثِم
السادِس والثلاثون|غُربال وغِربان
السابِع والثلاثون|آخِر عَربة بقَطارِ الأوهامِ
الثامِن والثلاثون|أُمسِية على قَدمٍ وساق
التاسِع والثلاثون|عِرق ليلِيث
الأربَعون|حَلوى أم خُدعة؟
الواحِد والأربَعون|أُمنِية مَع وقفِ التَنفيذِ
الثانِي والأربَعون|حَفل على شَرفِ بِروتوس
الثالِث والأربَعون|قَوس وسَهم
الرابِع والأربَعون|تَرنيمة مِزمار المَوتِ
الخامِس والأربَعون|فَن العَودةِ للواقَعِ
السادِس والأربَعون|نَعيم مُزيف
السابِع والأربَعون|جُنون أرستُقراطِي
الثامِن والأربَعون|بوصلَة ومِرساة
التاسِع والأربَعون|ساعَة رَملِية مَكسورة
الخَمسون|الكَأس الأخَير
نِهاية السَيدة كازانوڤا.

السادِس عَشر|حالَة زواج

1K 126 156
By Tullipxx

"مَاذا فَعلت؟"
حينَما هَل الصَباح، كانَ لِوي بمَوضعِ حَيرةٍ. لَيلة البارَحةِ كانَت مِن أفضَل لَيالِيه على الإطلاقِ. كانَ يعلَم بأنَ الشَقراء لم تقَع بحُبِه،لَيس بالقَدرِ الَذي وقَعه هو..وكانَ تفكيرُه الشاعِري يُخيل لَه بأنَه سيجعلَها تَفعل.

فكَما يَقول القُدماء..الحُب يأتِي دومًا بَعد الزَواج.

ولكِن يَبقى لَديه تِلك المُعضِلة الَتي ظلَت لَه بالمَرصادِ. فلَم يلبَث أن أخبَر جدتُه بمّا حدَث بساعَةِ نومِها حَتى طاحَت بوجهِه بكُل سَخطٍ مُسلِطة علَيه لِسانَ العادَات والتَقاليدِ الإنجلَيزية الصارِمة.

"امرأة تأتِي في ساعَةٍ مُتأخرةٍ لرجُلٍ في بَيتِه، وتجلِس مَعه في غُرفةٍ مُغلقةٍ وتُريد أن تَقنِعني بأنَها لَيست بمُنحلةٍ؟"رمَقته السَيدة بغَضبٍ، ليهِد تلاصُق شِفَتيه بتزمُتٍ.

"لقَد تحدَثنا وحَسب، جدتِي. كَما أنَها ستَكون زَوجتِي في غُضونِ أيامٍ قَليلةٍ وحينَها لَن أقلَق مِن عُيونِ الناسِ أو ما قَد يقولونَه بشأنِنا!"

"أنصِت إلى نَفسِك تَقول هذه السَخافةِ! هَل تعلَم لِماذا وافقتُ على زَواجِكما؟ لِأنَني علِمتُ بأنها سترفُض. هِى لَا تُحِبك ولَا تُريد الزَواج بِكَ، أنَها تَمرح معكَ كما تمرَح مَع الآخرينِ من الرَجالِ. وكانَ ذلِك جلِيًا حينَما دفَعتك لتَقبيلِها في الحَديقةِ بلا أدنَى خجَلٍ."

"أنا مَن قبلتُها!"إحتَج بعَصبيةٍ. رأهَا تهِز كِتفَيها بتعنُتٍ بَينما تَطوِي ذِراعَيها حَول صدرِها بإحكامٍ. "لَيس هَذا ما رأتَه البارَونة إيمِيليا لورانَس."

"البارَونة رأتَ ما أرادَت أن تَراه."
كانَ مغتاظًا ومتعبًا مِن خوضِ ذاتَ الجِدال مَرة تَلو المَرة بِلا طائلٍ. مَسح على وجهِه بوَجومٍ ونظَر إلَيها في محاولةٍ للهُدوءِ. "لِماذا لا يُمكنكِ أن تَرِ بأنَني سَعيد مَعها؟ بأنَني أُريدها هِى مَهما قِيل عَنها، لأنَني أعلَم أينَ هِى الحَقيقة."

أمكَنه رؤيَة ذَوبان ثَليجِ زَرقاوِييها لبُرهةٍ،بَينما تسكَن عواصِفُ وجهِها برَويةٍ. "لايزَل هُناك فُرصة، لِوي. يُمكِننا نَسيان كُل ما حَدث وإعتبارَها نَزوة عابِرة، وهازِيل مازالَت موجودَة. سيڨين بالَوم لَيست مِثلنا ولَن تُسعِدكَ."

"لِماذا تتصَرفِين مَع قلبِي كأنَه مِزهَرية يُمكِن إستِبدالَ باقَة وَرودِها بأُخرى؟"إندلَع صوتُه بغَضبٍ ويأسٍ جعلَها ترمِش مأخوذَة بصَدمةٍ. "..يَوم الأحَد سيَكون زِفافَي على سيڤين بالَوم وهَذا غِير قابِل للنَقاشِ!"

"هَذا لَيس قَرار..-"

"هَذا قَراري أنا وحَسب!"
أبلَعها ما كادَت تُحرِره بتهكُمٍ واضِعًا حدًا لتِلك المُناقشة الصَباحِية المُجهِدة. إلتَقط قبَعته ومِعطفه بعَصبيةٍ وطَوى الرَدهة بخَطواتٍ قاسَيةٍ ماثلَت صوتُها الَذي تصَدع بآخرِ لحظةٍ قَبل خروجِه من البَيتِ.

"ستجلِب عليكَ البؤس والخَراب، لِوي. تذَكر ما أقولَه جيدًا!"

قُفِرت السَماء بغُيومٍ رَمادٍية باهِتة عكَست فُتات أشِعة شَمسٍ لَم يكُن لَها حول أو قَوة فِي إذابةِ ما جُبِل على القُلوبِ من أحزانٍ وهُمومٍ هَيمنت على الرَوحِ ببَطشٍ.

مَرر سِيمون بالَوم عيونَه على جَريدةِ الصَباحِ وإن لَم يكُن مولِيًا إهتمامًا فِعليًا. يَرى حرَكة نَهر وهِى تضَع صُحون الفُطورِ بإنتظامٍ ويَسمع حَفيف خُطواتِ شَقيقتِه المُقترِبة بقَلبٍ يخفَق بإمتعاضٍ.

"صَباح الخَيرِ."رَحبت سيڤين بهُدوءٍ وهِى تأخُذ مجلِسَها بالمَقعدِ المُوازِي لَه، فرَمق الخاتِم الماسِي المُتعلِق بإصبِعها بنَظرةٍ مُتمررةٍ لَم تُغادِر جفونَه منذُ أن علَم بالمُستجداتِ. لم يكُن خَبر خُطبتِها لرجُلٍ ما بالجَديدِ علَيه، ومع ذلِك فإنَه يشعُر بالحُزنِ بكُل مرةٍ.

"سَوف أذهَب اليَوم لمَتجرِ ويندِي كَي تبدأ فِي حَياكةِ الثَوبِ، ثُم سأزَور المَقابِر بطَريقِ العَودةِ. لا تقلَق إن تأخَرت."أنبأتَه. كانَت نبرتُها خاوِية ولم يكُن مِزاجَها معتدِلًا. رُبما كانَ ذلِك بسَبب ما خاضَاه سوِيًا من جدالٍ حادٍ بساعاتِ اللَيلِ.

قضَم سِيمون شِفَته السُفلِية بتردُدٍ، ثُم حرَر نفسًا ثقيلًا. "سيڨين، رُبما علَيكِ التَفكير بالآمرِ لبَعضِ الوَقت. لا داعِي للإستعجالِ."

تَوتر أمامَ تنهيدتِها القَوِية. كانَ يتجنب إغضابَها وقَد مَر على آخرِ نوبةٍ لَها الكَثير مِن الأيامِ، ولكِنه لم يكُن راضِيًا، لقَد شَعر بالإنفطارِ لفَكرةِ زواجِها من جَديدٍ وتَركه وحيدًا.

"لقَد خُضنا هَذا الحَديث مِن قَبل، سِيمون. لقَد حُسِم الآمر والزِفاف سيَكون بالأحدِ القادِم."

"لِماذا؟ لِماذا تُريدين الزَواج مجددًا؟ بَعد كُل ما حدَث. ألا يَكفيكِ خَمسة رِجال؟ لِماذا تتعَمدين إيلامَي بكُل مرةٍ؟ أنا لا أملِك سَواكِ.."نبَث بحُرقةٍ واضِعًا خَضراوِييه الذابِلَتين بشَبيهتيّهِما المُعتِمتين، ليَجِد صبرًا نضَب فِيهما.

"يُمكِننا البَقاء سوِيًا، سيڤين. أنتِ لستِ بحاجَةٍ إلى رجُلٍ ما بحَياتكِ. سنَكون معًا للأبدِ وأنا لَن أترُككِ ولَن أتزَوج يومًا."

"لَيت الآمر بهَذهِ البَساطةِ، سِيمون."إبتَسمت سيڤين لثَوانٍ ساخَرةٍ. "أنتَ رجُل، لا بأس إن لَم تتزَوج. ولَكِن أنا امرأة في مُجتمعٍ سيظَل يرجِمني بأحكامِه حَتى أُصبِح تابِعة لرجُلٍ ما. هَذا هو الآمر وسيظَل كذَلِك للأبدِ."

"والآن أنتِ تهتَمين بأحكامِ الناسِ؟"إستَهجن بكَيدٍ. كانَ قلبُه يُعتصر بقَبضةِ آلمٍ مُتعسفةٍ. نَظر إلَيها بعُيونٍ إغرَورقت بدُموعِ غَيظٍ بَينما تهِز رأسَها بإستَخفافٍ. "أنتَ لن تفهَم أبدًا."

صَمت بحَنقٍ.
هِى امرأة. كانَت مُختلِفة. كانَت بماضٍ مُظلمٍ أليمٍ. بطَشتها تَقاليد المُجتمع وأسرَتها أعرافُ الناسِ حَتى كسَرت قُيودهم بتَمردٍ، ولكِن تظَل هُناك شَظايا مَدبوبة بقَلبِها المَجروح تجعلَها دومًا تلتفِت إلَيهم..حَتى لَو أظهَرت عَكس ذلِك.

راقَبها تَستقيم مِن مَجلسِها ببُطيءٍ وفِي رأسِه تَفوح الكَثير مِن المَشاعِر المتأجِجة الغاضِبة، حَتى أستوقَفها بسؤالٍ مُباغتٍ عكَس مَدى كُرِهه لَه. "هَل أنتِ واقِعة بحُبِه؟"

بدَت سيڤين مُندهِشة. تفاجَئت بنَبرتِه الفولاذِية ونظرَته المُظلِمة رَغم حَزنِه، وحَركت رأسَها بتهكُمٍ بَسيطٍ. "الآمر برَمتِه بَعيد كُل البُعدِ عَن بَعضِ المَشاعِر السَخيفةِ. لِوي رجلٌ لطيفٌ ونبيلٌ..وسَيكون زوجًا جيدًا يَقينِي مِن نَظراتِ الناسِ. هَذا كُل شيءٍ."

رمَش سِيمون بكَبرٍ عانَدت بِه عَبراته المُتلألِئة مِن الإنهَمارِ، رَيثما تَميل الشَقراء مُقبِلة جبينَه المُقطب وتَبتسِم لَه بدَفئٍ. "أنتَ الرجُل الوَحيد الَذي أُحِبه، سِيمون. أنا وأنتَ والحَياة لَنا..لا رجُل لا امرأة لا غَريب بَيننا."

تكلَف الإبتسامَ، وأن سُرعان ما إنكَمش وجهُه بإستَياءٍ مَع رَحيلِها تارِكة حُطام روحٍ تدَمرت بدَهسِها مِرارًا وتِكرارًا يستمِع إلى طَنينِ قلبِه الواهِن الَذي لا يكَد يلتَحِم ببَعضِ الحُبِ..حَتى يُطعن بكُل أنانَيةٍ.

عُجت شوارِع لَندن بالحَركةِ عندَما حلَت ساعَة الظَهيرةِ ببَوادِرها الجَليديةِ. وَردت ندفاتُ ثلجٍ لَطيفةٍ كاسِية الرؤوسَ بطَبقةٍ رَقيقةٍ ودثَرت الصُدور بلَسعاتِ بَردٍ تُقشعِر البَدن بالثانَيةِ والأُخرى.

دَبت الحَركة النَشيطة بمَتجرِ لا مارشِييل حيثُ تناقَلت قِطع القُماشِ الأنيقَة بين أيدِي السَيداتِ الراقَياتِ وهُن يتبادَلن الهَمسات على مَسمعٍ غير مُبالٍ لويندِي الَتي إنكَبت على ذَيلِ ثوبٍ أزرَق واضِعة اللَمسة الأخيرَة فِيه.

حينَما رَن جَرس بابِ المَتجرِ مفتوحًا، تفاجَئت بتَسيد صَمتٍ غَريبٍ للمَكانِ حاوَلت السَيدات قَهره أسفَل آنفاسِهن وهُن يتابِعن سَيدة شَقراء تقدَمت بكُل ثقةٍ بينهُن غَير مُكترِثة باللَمزاتِ الَتي تذيلَت بِها. فلَيس بالجَديدِ علَيها.

"يومٌ سعِيدٌ، ويندِي."حَيت سيڤين بإشراقٍ جاذِبة رأسَ الخَياطةِ عالِيًا قَبل أن تُنمِق شِفَتيها ببَسمةٍ مُنشرحةٍ وهِى تستقِيم على عَقبِيها. "يومٌ سعيدٌ، سيڤين. كنتُ أتسائَل مَتى سأراكِ مجددًا."

لَم تكُن العِلاقة بَين المرأتينِ بحَميمةٍ.
ولكِن عَل ما أعجَب ويندِي في تِلك الإنجلَيزيةِ بأنَها كانَت ترَى نفسَها فِيها. كِلتاهُما كانَت مَختلِفة مُتطرِفة في عُيونِ الآخرينِ مَع أختلافِ الظُروفِ، فرُبما قِيام ويندِي بشَيءٍ ذا مَنفعة للنَساءِ رحمَها قليلًا مِن لمزاتِهم، ومنَحها القَليل مِن الوَدِ.

"أعتَقِد بأنَ لا مُناسبة مِثالَية لمَجِيئي أكثَر مِن مُناسبةِ الزَواجِ."لَم تلبَث سيڤين أن أقَرت بعَبارتِها حَتى شُدِ إنتباهَ بعض السَيداتِ القَريباتِ اللاتِي رمَقنها بدَهشةٍ، وتهامَسن بثَرثرةٍ.

"عجبًا. هَل ستَتزوجِين؟"إبتَهجت ويندِي، لتَومأ سيڤين مُظهِرة خاتِم الزَواجِ الَتي لمَعت لَه عيونَ الخياطةِ بإعجَابٍ. "هَذا عَظيم، سيڤين. مَن يَكون إذَن؟"

"لِوي ليڤَرِنت."
سُمِعت شَهقة جانَبية كتَعقيبٍ صَغيرٍ على تَصريحِها، فإتَسعت بَسمة الشَقراء لإنشاتٍ بَينما تتمَسك ويندِي بكِلتا يَديها بحَرارةٍ. "هَذا خِيارًا ممتازًا، عَزيزتِي. أنا سَعيدة مِن أجلكِ."

"شكرًا لكِ، ويندِي. لقَد فكرتُ بالمَجِئ اليَوم لإبلاغكِ ببَعض التَغييراتِ هذهِ المَرةِ، كَما أنَني سأحتاجَه مبكِرًا عن المَرةِ السابِقة."نبَهت سيڤين بإنخَفاضٍ فأومأت ويندِي بإيجابٍ وهِى تُشير إلَيها نَحو السُلمِ المُقيد للطابَقِ العُلوِي. "مؤكَد. بَينما نَحتسِي الشاي يُمكنكِ إخبارَي بمّا تُريدينه."

قَدح تَلو الآخرِ كانَت عَربة الشاي جاهِزَة. مَع رنينِ الساعَةِ لرَنتِها الثانَيةِ كانَت سَيدات العائِلات الكَبيرةِ مُجتمِعات بجَلستِهن الإعتَيادِية في حُجرةِ مَعيشةِ بيتِ ليڤَرِنت يتحادَثن مَع أقداحِ الشاي وقِطَع الحَلوى الجانِبية بالجَوارِ.

أنزلَت البارَونة إيميلِيا قَدح الشاي عَن فمِها،مُنصِتة إلى عَباراتِ السَيداتِ تتناقَل بَينهن وبَين السَيدة إليزابِيث ليڤَرِنت التي كانَت محطَ نظرِها وهِى تُقاطِع الحَديث بفُتورٍ.

"لَم تُخبِرينا عَن خُطبةِ حَفيدكِ بَعد، إليزابِيث."ذُهِلت عُيون الأُخرياتِ بَينما إزدردت السَيدة إليزابِيث لعابَها بإقتضابٍ وارَى تفاجُئِها وإرتباكِها. "لَم تكُن الفُرصة سانِحة، إيميلِيا."

"هَل تقَدم لِوي للزَواجِ بإحداهُن أخيرًا؟"إستَفسرت السَيدة چينا هَود بسَعادةٍ أومأت لَها السَيدة إليزابِيث بضَيقٍ لم تُسعِفه السَيدة كارولِين وينِسَتون بفُضولِها. "مَن أيةِ عائلةٍ هَى، إليزابِيث؟"

تمَرر حَلق السَيدة إليزابِيث بإنزَعاجٍ. لم تكَن بمحادَثةٍ ستتطَرق إلَيها مطلقًا فِي هذهِ الجَلسةِ،ولكِن مِن أينَما عرِفت البارَونة إيميلِيا لورانَس..فلَم تعرِف بطَريقةٍ جيدةٍ، وحتمًا لم ينتابَها شعورًا راضِيًا.

"مِن عائَلةِ بالَوم."أفشَت البارَونة بحَدةٍ، كَي تَلزم السَيدتان مكانَيهما بصَدمةٍ جمَدتهما بَينما تُبادِلا النَظرات بينها وبَين سيدة البَيتِ العابِسة. "لقَد تقدَم لِوي بالزَواجِ من سيڤين بالَوم."

"يا وَيحِي."

"رَباه. هَل ما تَقوله إيميلِيا صَحيح، إليزابِيث؟"

تحَركت السَيدة ليڤَرِنت بموضِعها بإنزَعاجٍ. كَم كرَهت إنقلابَ حديثِ الجَلسةِ إلى مسألةِ زَواجِ حفيدِها بالشَقراءِ الفاسَدةِ بعدَما كانَت تُحاوِل نسيانَها بالحَديثِ عَن أنواعِ الصُوفِ.

"أجَل، أجَل. لقَد طلَب حَفيدي الزَواج مِن سيڤين بالَوم. وأيًا كانَ ما فعلَته بِه تِلك المرأة فأنا لَم أستَطيع إعدالَه عن قرارِه."تَنفست السَيدة بوجَومٍ أمامَ نظراتِ السَيداتِ المُندهِشة.

"ألَم يجِد سِوى تِلك الأرملَة الفاسِقة ذاتَ السُلوكِ الخادِش للحَياءِ؟"عبَّرت السَيدة هَود مُستنكِرة، فرَفعت السَيدة إليزابِيث كِتفَيها بقَلةِ حيلَةٍ دون صَوتٍ. لم ترغَب بالتعمُقِ بالآمرِ بتزداد نظرتُها سوءً أكثَر مِما تَراه فُيه بالفَعلِ.

فلا يُمكِنها تَصور الحَياةِ مَع سيڤين بالَوم تحت سَقفٍ واحدٍ، أو إعتبارَها فردًا أبدِيًا مِن عائِلة ليڤَرِنت العَريقةِ. كَم أن ذَلِك شَديد الإذلالِ كثيرًا.

"كَيف عرَفتِ بهَذا، إيميلِيا؟"توجَهت السَيدة وينِسَتون بالسَؤالِ للبارَونةِ الَتي رشَفت مِن شايَّها أولًا بلُطفٍ.

"خادِمَة إبنَتي فِريا كانَت بمَتجرِ لَا مارشِييل لإستلامِ ثوبٍ جَديدٍ، ورأت سيڤين بالَوم هُناك تتحَدث مَع السَيدة مارشِييل لتصنَع لها ثَوب زفافِها وكادَت لا تُصدِق حينَما قالَت بأنَها ستتَزوج مِن لِوي سَليل عائِلة ليڤَرِنت."

لا تَدرِ ما إن كانَت شَماتةً أم لَومًا. فلَم ترُق نبرَة البارَونة المُستهجِنة للسَيدةِ إليزابِيث الَذي قبَضت حاجِبَيها بتمقُطٍ. علَها حانِقة على قَرارِ حفيدِها الأهَوج، ولكِنها لن ترضَ أبدًا بأن يظُن بِه أحدهُم ظَن سوءٍ.

"يَجِب أن تتحَدثِ مَعه، إليزابِيث. أنتِ عَليمة بِها عَنه. فهو لَم يكُن موجودًا ليَرى ما كُنا نَراه مِنها أو ما نَسمعه عَنها. لا تسمحِ لَه بأن يتَورط هذهِ الوَرطةِ مَع تِلك المرأة المَنحوسة. سَوف تَجعل حياتَه تَعيسة."

كُل كلمةٍ تفَوهت بِها چينا كانَت حَقيقية ومؤسِفة. لم يكُن لِوي يعلَم ما يورِط نفسَه فِيه، جدتُه كانَت تعلَم. لا آمان لامرأةٍ تزَوجت بَعد زوجِها الأوَل مراتًا، لا آمان لامرأةٍ لم تهتَم بالتَقاليدِ وعاشَت كَما يَعيش الرجُل بِلا قُيودٍ.

فستَظل هُناك دائِمًا حُدود بَين ما تَبلغه حُرية المرأةِ وما تَبلغه حُرية الرجُل.

حينَما علَى صوتُ إنغلاقِ باب المَنزلِ، تحفَظت السَيدات بمَجلسِهن ولِوي يمُر بعتبةِ حُجرةِ المَعيشةِ مبتسِمًا بتَرحابٍ إلَيهن. "يومٌ سعيدٌ، سَيداتِي."

ردَدن عَليه ببَسماتٍ الرَتيب مِنها والسَعيدِ معقبًا بحَمحمةِ حَلقٍ قامَت بِها البارَونة إيميلِيا بوَجهٍ مُتسطحٍ. "لقَد كانَت مُفاجِئة رائِعة حينَما علِمنا بخُطبتِك، لِوي. مِن المؤسفِ أنكَ لم تُقِم حفلًا صغيرًا بتِلك المُناسبةِ."

تقلَصت بَسمة لِوي بتَوترٍ. قرأ ما بنظرةِ السَيدةٍ مِن عتابٍ ومَهانةٍ شَعرت بِها بَعد تلميحاتِ ومُخططاتِ الجَميعِ لزواجِه بإبنتِها، ومِن ثَم يذهَب ليتقَدم لآخرِ امرأة قَد يتوقَعها أحد.

"لقَد جَرت الآمور بشَكلٍ سَريعٍ، سَيدتِي."

"السَيدة سيڤين بالَوم أيضًا كانَت..أختَيار جَيد مِنكَ."قبَض فكيّه ببُطيءٍ وهِى تَحتسِي مِن قدحِها بهدوءٍ، وتَستطرِد بنَظرةٍ شَبه ساخِرة. "فهَى جَميلة، ولَها خَبرة واسِعة. ولكِنها للآسفِ ذَكية جِدًا. والمَرأة الذَكِية لا تتمَكن مِن الإنجابِ. فالذَكاءِ يُصيب بالعُقمِ."

"لا عَجب بأن أغلَب نِساء المَدينةِ حصُلن على أطفالٍ إذَن."بصَق برَتابةٍ جامَدةٍ جعلَت جفونَ السَيداتِ تتَسِع بتفاجُئٍ بَينما حدَجته جدتَه بلَومٍ لَم يهِزه وهو يبتسِم منحنِيًا إلَيهن بفُتورٍ. "إسمَحن لِي الآن، سَيداتِي. فلَدي موعِد غَرامِي مَع عروسِي."

وإنصَرف بخُطواتٍ غاضَبةٍ.
لَا أحد كانَ مسموَح لَه بلَمزِ الشَقراءِ أمامَه بوَقاحةٍ. كانَ قد مَل تهافُت الجَميعِ حولَه بمسألةِ الإنجابِ وبأنَها قَد تَكون حَسب تعبيرِهم أرضٌ بور كَي يضغَطوا علَيه ويترُكها، لقَد كانَ الآمر مِن مُجرد رغبَة في الحُصولِ على وَريثٍ ما.

لطالَما كانَ أكبَر بكَثيرٍ من ذَلِك.

إنشَقت السَماء وَقتئذٍ لنَصفينِ.
كقَنينةِ نَبيذٍ إنسكَبت بجَوفِ الآفاقِ كَي تتمايَل الغُيوم بثَوبٍ قُرمزيٍ خَلابٍ داعَبته فُرشة الغَسقِ بنُعومةٍ كَما دلَلت سيڤين لوحَتها بلَونٍ أزرَقٍ شَواقٍ.

"..قالَت بأنَني سأستَطيع إستلامَ الثَوبِ بَعد أربَعةِ أيامٍ."إستأنَفت حديثَها الَذي كانَ مِن طَرفٍ واحدٍ حيثُ قبَع لِوي بمَقعدِه داخِل شُرفةِ البَيتِ ذاتَ عبقِ الياسمَين شارِدًا بكونِه الخاصِ.

"علَينا التحدُث مَع الكَنيسةِ لتَحديدِ موعِد مُناسِب،ومِن الأفضَل أن يَكون بوَقتٍ مُبكرٍ. وأُريدك أن تُطلِعني بأي وَقتٍ يُمكِن أن أُرسِل أغراضَي إلى البَيتِ. ستَستغرِق وقتًا طويلًا بَعد الزَفافِ كَي أُرتِبها."

كانَت تُحيط عِلمًا بكُل ما يلزَم فعلِه وهَذا لم يَقلِقه. علَّه كان مرتابًا مِن فَكرةِ زواجِه بَعد إسبوعٍ فجأةً حيثُ سيَكون أسرَع زواجًا على الإطلاقِ، فكَما يعلَم تستمِر تِلك الفَترة بَين الخُطبةِ والزَفافِ ما بَين سِتة أشهُر إلى عامَينِ.

ولكِن أمامَ رغبتِها بإتمامِ الآمر بِلا تأخيرٍ..لَم يجِد ما قَد يجعلَه يُمانِع. كُلما أمسَت أقَرب إلِيه أكثَر..كُلما كانَ ذلِك لقَلبِه أفضَل.

"أنكَ هادِئ جِدًا منذُ آتيت. هَل هُناك خَطب؟"إنتشَلته بحَيرةٍ مِن عُظمِ سهامِه. كانَ جبينُه منقبِضًا وعيونُه خاوَية كالزُجاجِ..بَينما يُهشِم صمتَه ويُبدِد إنهماكِها بلَوحتِها بتَلقائيةٍ. "هَل كانَ جَميع أزواجَكِ مُصابون بالعُقمِ؟"

همَد كُل صوتٍ للطَبيعةِ بغتةً.
تيَبست فُرشتها على اللَوحةِ كالثَلجِ بَينما تغرَق خَضراواها ببَحرٍ راكَدٍ شَهق لَها قلبُها بعَصفٍ. لَعقت شِفَتيها رَغم جفافِ حلقِها وتحَولت لعيونِه الخاوِية بنَظرة مُماثِلة. "لِماذا؟"

لسَببٍ ما كانَ ذِكر ذلِك الآمر يُغضِبها. وكانَ ذلِك مفهومًا تمامًا لامرأةٍ مُحاطة بأحاديثِ الناسِ عَن الأطفالِ بَينما لَا تملِك هِى أحدهُم رَغم زواجِها لخَمسِ مراتٍ مِما جَعل العِلة حتمًا فِيها. ومَع كُل ذلِك هو لَم يترَدد بالتطرُقٍ لهَذا الآمر بالتَحديدِ.

"أنَه آمرًا غريبًا وحَسب. عَدم إنجابكِ لأي طَفلٍ طُوال هذهِ السَنوات."

"رجاءً لا تتحَدث فِي هَذا المَوضوع مجددًا."

لَجم نفسَه بصَمتٍ جامَدٍ بَعد طلَبِها المُنخفِض الَذي كنَّ بجوفِه مِن مَرارةٍ وإنزَعاجٍ. زَفر بكَللٍ من عَفويتِه الَتي تُسيطِر علَيه بالكثيرِ من الآوانِ ونهَض كَي يلتقِط يدَها مُقبِلًا إياهَا بحَرارةٍ ثُم نظَر لعيونِها بنَدمٍ.

"أنا آسِف. لَم يُجدر بِي قَول هَذا، أنا آسِف. بأمكانَكِ إرسالَ أغراضَكِ بأي وَقتٍ تُريدينِه وسأحرِص على وضعِها بمَكانٍ آمنٍ حَتى تقومِ بترتيبِها."إبتَسم بلُطفٍ، لترُدها رَغم ما عمَّر بداخِلها مِن إبتئاسٍ.

"لِوي!"شَد صوتُ سِيمون الَذي ولَج للشُرفةِ أعناقَهما وهو يُبادِر بمُصافحةِ لوي بوَدٍ بالَغٍ حيّره. لطالَما رأى في الأشقَر الصَغير لطفًا فطرِيًا أشبَه بالبَراءةِ ولكِن بسمَته الآن كانت مبالِغًا فِيها قليلًا.

تراجَع سِيمون لخُطوةٍ ودَلك قبضَتيه سوِيًا بحَرارةٍ وهو يُطِل على الإثنَينِ بوَسعِ ثغرٍ. "إذَن، يَوم الأحَد! سيَكون أسبوعًا حافِلًا، صَحيح؟"

"لَيس بالضَرورةِ. لَا."رَفع لِوي حاجِبَه بإستَغرابٍ. لم تكُن نبرَة الأشقَرِ مُتزِنة. لم تكُن نظراتُه صافِية بَل عُكِرت بخَيطِ حَزنٍ بَسيطٍ.

"ومَع ذلِك فإنكُما تستعجِلان قليلًا. ألَا تتفِق مَعي يا لِوي؟ لقَد كُنتما بحاجَةٍ للمَزيدِ من الوَقتِ، أليَس كذَلِك؟"وكأنَه يأمَل أن يوافِقه، رمَقه سِيمون بكُل رَجاءٍ لغَز عقلَ لِوي الحائِر.

"سِيمون، ألَم يكُن لدَيك موعِد مَع السَيد ڤيكتور؟ إذهَب قَبل أن تتأخَر."إحتَدت سيڤين بنَظرةٍ خَشِنة. صَمت الأشقَر لبُرهةٍ بوَجهٍ هبَط بيأسٍ قَبل أن يستأذِن منصرِفًا تلحَقه عيونُ لِوي المُندهِشة.

"أُعذر أخِي، أنَه حزين لِأنَني سأترَكه بمُفردِه وحَسب. أنَه يُحِبك ويُقدرِك وسَعيد بزَواجِنا، ولكِنه حَساس بَعض الشَيء."نظَفت سيڤين أصابِعَها بمَنشفةٍ ألقَتها بعيدًا ثُم نهَضت مِن مقعدِها. "فمنذِ أعوامٍ ولم يكُن لَه أحَد سِواي وفِراقي لَه يؤلِمه بكُل مرةٍ."

"مُرحب بِه بأي وَقتٍ فِي البَيتِ كَما تعلَمين."

"أنا أعلَم."دارَت ذِراعَيها حَول عُنقِه بنُعومةٍ دَست بَسمة رَفيعة بثَغرها مُنتشِلة عَينيه بخُضرتِها الزاهَيةِ. كانَت تَعبث مَعه وكانَ يعلَم جيدًا، ومَع ذلِك لَم يتوانَ بالمَيلِ إلَيها بإنتشاءٍ لَوعته وهِى تبتعِد بآخرِ لحظَة كادَ يُكبِل فيها شِفَتيها بوَلهٍ.

إبتَسم. علَّها تستمِر بمُراوغتِه، ولكِن ذلِك لم يكُن ليَدوم طويلًا.

دَنى اللَيل بهَيامٍ. كانَت تسبِل الساعَة الرَنة السادِسة وهو يَلِج إلى البَيتِ برَيحِه العَتيق الَذي يُضفِي على روحِه سكنًا وطيدًا يجعلَه يتنَفس بعُمقٍ. سارَ بخطواتٍ متزنةٍ نَحو المَكتبِ حيثُ تجلِس جدتَه بمكانِها المُعتاد تُحيك صوفَها مَع كوبِ الشاي الساخِن.

حينَما ألقَى التَحِية لَم تُجِبه، ولَم يتفاجَئ. لقَد كانَ قاسِيًا جدًا بالصَباحِ وغَير مُهذبٍ بالظَهيرةِ أمامَ السَيداتِ، ولكِنه لم يعُد يتمَكن مِن التحكُمِ بأعصابِه كَما كانَ يفعل. لقَد أمسَى غضبَه متملِكًا مِنه بسُرعةٍ.

"آمِلُ بأنكَ قد قضَيت وقتًا ممتِعًا مَع عروسِكَ اللَطيفة."لم تستطِع مَنع تعليقها مِن الجَهرِ. حافَظت على وجهِها المُنقبِض وهو يَتنهد منزلِقًا أمامَها على رُكبتِيها بخَفةٍ.

"إنَها فِعلًا لَطيفة، جَدتي، لَو أعطَيتها الفُرصة وحَسب ستَكتشِفين بأنَ نظرتك لَها خاطِئَة."

"أشُك فِي ذَلِك."نَفت السَيدة بوَجومٍ.
"مِن أجلِي، أرجَوكِ. أنا لَا أُحِب فِعل شيئًا بِلا رَضاكِ. رُبما قامَت سيڤين بالكَثيرِ من الأخطاءِ، وعلَّني فُرصتها الَتي ستُصلِح بِها ما مَضى."تمَسك بيَدِيها بشَدةٍ رَفعت لَها عيونَها المُتبرِمة.

"لِمَ قَد تُحِبها هِى دون جَميعِ فَتيات المَدينةِ الَلاتِي يفوقونَها جمالًا؟ إنَها مَنحوسة وعاقِر. كَما أنَها أكبَر مِنكَ سِنًا. ما الَذي سيقولَه الناس؟"ذاتَ الحديثَ الَذي كلَّ مِنه غيظًا. نَظر إلَيها بإصَرارٍ وجَدلٍ.

"أنا لَا أهتَم بكَلامِ الناسِ، أنا أهتَم بكِ وبِها وحَسب! لن يُمكِنني أبدًا معرِفة لِماذا هِى دون الأُخرِيات. كُل ما أعرِفه بأنَها هِى مَن أُريدِها. ولكِنني لَن أكون سعيدًا إن لَم تكونِ أنتِ كذَلِك. أرجَوكِ؟"

كانَ برِضاها سَيكون كُل شيءٍ مَثاليٍ. هَكذا فَكر. لضَمت السَيدة شِفَتيها بتَرددٍ وتزمُتٍ، نظَرت لعيونِ حفيدِها المُتوسِلة وأنصَتت لكلماتِه الَتي لم ينفَك يُردِدها بإلحاحٍ. لقَد كانَ الآمر محسومًا سواء وافَقت أم لَا..فلِمَ التعنُت إذَن؟

ببَسمةٍ صَغيرةٍ أذابَت ثَليج المَوقفِ.
رُبما كانَت حانِقة، مُحتجة، وغَير مُصدقة بأنَها لَيست مُبتهِجة لزَواجِ حفيدِها الوَحيد الَذي ترَقبته طويلًا، ولكِن طالَما هو سَعيد، فلِمَ الإستَياء إذَن؟

**
الحمد لله والشكر لله وصلنا للشابترز الي كانت بيتمهدلها التلات فصول الي فاتت🙇🏻‍♀🙇🏻‍♀

الفصول الي جايه دسمة،كبيرة،مليانة أحداث وبتكشف ماضي الشخصيات بشكل أعمق + ظهور شخصيات جديده هتعمل نقلة نوعًا ما للأحداث وكمان هتبرز الفكرة الاساسية في الحوارات والمواقف وغيره💁🏻

اتمنى تكون الرواية عجباكم لحد هنا،ويكون الفصل عجبكم وتستنوا الفصل الّي جاي لأنه جميل وانا بحبه اوي🥰.
متنسوش رأيكم يقمرات💜💜. يومكم سعيد❤💋.

Continue Reading

You'll Also Like

29.8K 3.7K 11
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...
573K 36K 23
{ Sexuel contact} جنيرالٌ مخدرمٌ أنتَ أوقعتنِي بينَ سلاسلِ عشقكَ الأبدية و أنا مجردُ أنثى عذراء سقيتُ بعسلِ علاقتناَ الآثمة و بللت إطار علاقتنا بدمو...
5.4K 1K 17
هـل جـربت يـومًـا أنْ تَسْـتَيْـقِـظ مـن نَـومِـك لـتجـد نـفـسـك سـرابًا ؟ ° قصة قصيرة ° مكتملة ✓ سيلينا ° إيريث بدأت وانتهت : 24/12/2020
10.6K 605 24
توقفَت عقاربُ ساعتي عن الدوران، إنطفئَت شموعي، وجفَّ حِبري، وبدأت رسائلي تتراكمُ فوقَ بعضِها البعض، والزمنُ يمُّر ويتقلَّب ويُشكلّنا معهُ مع الوَقت ع...