وقفت نورا و نانسي تنتظران قدوم المصعد قبل أن ينظم لهما تايهيونغ و بعض الأشخاص الأخرين. نظرت له نانسي و ابتسمت "صباح الخير" فتح باب المصعد و دخل له الجميع قبل أن يرد تايهيونغ "صباح الخير"
نظرت نانسي لنورا قليلا قبل أن تسحبها من كم سترتها و تهمس لها "ألن تلقي التحية" و لكن نورا تجاهلتها تماما و استمرت بالنظر للأمام فقط.
أخرج تايهيونغ هاتفه من جيبه و تصرف كأنه الوحيد في المصعد متجاهلا إياهم أيضا، نورا لا تريده أن يكلمها و ذلك تماما ما سيفعله.
توقف المصعد في الطابق التاسع و غادرنه نورا و نانسي، توجهت الإثنتان نحو المكاتب و نانسي تحدق في نورا من خلف ظهرها قبل أن تقول "لمَ لم تلقي التحية نورا؟ ما كل تلك الفظاظة؟" التفتت نورا للخلف و ردت بانزعاج "مللت كلام الناس نانسي، و مللته هو الآخر لذا توقفي عن ازعاجي و الحديث عنه"
وضعت نورا حقيبتها عل المكتب و خلعت سترتها، ألقت نظرة على هاتفها لتجد رسالة من سارا تخبرها أن موعدها تحدد في السبت القادم. ابتسمت نورا و جلست على كرسيها، ردت على رسالة سارا 'أنا سعيدة جدا من أجلك سارا، أتمنى لك حظا طيبا. أحرصي على ألا تفسدي الموعد، أريد التخلص منك في أسرع وقت'
تجول جورج بين الموظفين يلقي نظرة على سير الأعمال، وصل لمكتب نورا و قال لها بصوت خافت "إذا أنتما لا تتواعدان؟" هزت نورا رأسها محاولة السيطرة على نفسها "لا"
أومأ جورج برأسه و قال "إعتقدت أنكما أصلحتما الأمر بينكما، رغم أنني لم أتقبل حقيقة أن تايهيونغ قد يعجب بشخص مثلك. لكن الأمر خاطئ في النهاية" عضت نورا على لسانها كي لا تقول شيئا قد تندم عليه، أكمل جورج كلامه "أنتما لا تناسبان بعضكما البعض على كل حال، الإثنان منكما وقحان و بلا أخلاق. ليس من المعتاد أن يتناسب الناس المتشابهون"
زفرت نورا الهواء من فمها و قالت بهدوء "توقف عن ازعاجي و غادر من فضلك" رد عليها جورج "سأغادر" توقف قليلا و نظر إليها "شيء ما مختلف بك اليوم"
تنهدت نورا و نظرت له بسخط "إن لم تغرب عن وجهي الآن سأخبر السيد تايهيونغ أنك نعته بالوقح و عديم الأخلاق" هز جورج رأسه و قال "لا تهتمي لما قلته قبل قليل، لم يتغير شيء فيك" و غادر لمكتبه.
جلست نورا لتناول طعامها وحيدة بعد أن طردت نانسي لأنها استمرت في التحدث عن كم كان تصرفها فظا في المصعد، تناولت طعامها بهدوء مستمتعة بسير الأحداث الجديد.
سارا التي ستخرج أخيرا في موعد مع الشخص الذي هي معجبة به، و حياتها التي ستعود لتكون مملة مجددا. سمعت نورا صوت جر الكرسي أمامها الأمر الذي دفعها لرفع رأسها عن طبقها، جلس جيمين المبتسم على الكرسي المقابل لها.
بلعت نورا ما بفمها و قالت بنبرة مفاجأة "ما الذي تفعله هنا؟"
ضحك جيمين و قال "مرحبا لك أيضا نورا، أنت بخير؟" ردت عليه "أجل مرحبا، لكن ما الذي تفعله هنا؟" نظر جيمين حول المكان و قال "كان لدي إجتماع عمل و قررت إلقاء نظرة على صديقتي التي تعمل هنا" نورا "إجتماع عمل؟ مع من؟" رد جيمين "في قسم التسويق، كانوا بحاجة لبعض الإعلانات و التصاميم الجديدة و تايهيونغ إقترح اسم شركتي و ها أنا هنا"
هزت نورا رأسها متفهمة و عادت لتناول طعامها، نظر لها جيمين و قال معاتبا "ألن تقومي بدعوتي للطعام؟ ما هذه اللامبالاة نحو صديقك نورا؟" ابتسمت نورا معتذرة و أخرجت بطاقة عملها من جيبها، مدتها لجيمين و قالت "الخدمة هنا ذاتية و إستخدم بطاقتي للدفع" أخد جيمين البطاقة و توجه نحو أرفف الطعام.
دخل تايهيونغ للكافتيريا يبحث عن صديقه الذي أخبره أنه سيكون هناك، حمل صينية طعام و لحق جيمين في الصف ليأخد طعامه.
قال تايهيونغ بعد أن انضم لصديقه "الطعام هنا جيد حقا" ابتسم جيمين "هذا لأن والدك يملك الكثير من المال"
توجه جيمين للطاولة التي تجلس عليها نورا و تايهيونغ خلفه، جلس جيمين و مد البطاقة لنورا بعد أن شكرها.
أدرك تايهيونغ متأخرا ما يحدث و وقف مترددا بجانب الطاولة لكنه استسلم و انضم لهم هو الآخر.
راقبته نورا وهو يجلس لكنها لم تقل شيئا و تناولت طعامها، تذوق جيمين القليل من طبقه و قال "إذا كيف هو العمل هنا نورا؟ هل هو بجودة الطعام"ردت عليه نورا بملل "لا بأس به، طالما أنهم يدفعون الكثير" أومأ جيمين برأسه و سأل مجددا "و الناس الذي تعملين معهم؟"
ألقت نورا نظرة عامة على المكان و أجابت بصوت متعب "مزعجون و ثرثارون و رائعون في تناقل الشائعات التي تسبب الغثيان" عقد جيمين حاجبيه و تسآل "الشائعات؟ ماذا تقصدين؟" أشارت نورا برأسها نحو تايهيونغ "اسأل صديقك" رفع تايهيونغ رأسه عن طبقه و نظر لها، أليست هي من لا تريد التكلم معه؟ لم تضمه لحوارهما؟
نظر لجيمين و قال بصوت ثابت "الآنسة نورا تقصد أن الناس هنا تناقلوا إشاعة مواعدتنا البارحة و هذه الإشاعة كما هو واضح تجعل الآنسة تشعر بالغثيان و بالطبع أنا لا ألومها على هذا، فأنا لم أشعر بالغثيان فحسب بل وصل بي الأمر للحصول على كوابيس البارحة"
نظرت له نورا و منعت نفسها من قول أي شيء، ضحك جيمين وقال "تتواعدان؟ كيف استاطاعوا التفكير في أمر كهذا و أنتما تحاولان قلع رؤوس بعضكما كلما اجتمعتما في مكان واحد" عادت نورا لتناول طعامها "أغلق الموضوع فحسب، أنا أتناول طعامي الآن" أومأ تايهيونغ برأسه و قال هو الآخر "أجل الأمر سيء لشهيتي، توقف فحسب"
كتم جيمين ضحكته من تصرف صديقيه الطفولي و عاد ليتناول طعامه هو الآخر، نظر لتايهيونغ قليلا قبل أن يسأل نورا "ما أخبار سارا؟ هل هي بخير؟" همهمت نورا قبل أن تبتسم "لديها موعد السبت القادم"
"تمزحين؟؟" ضحكت نورا "لا، أنا لا أمزح. سألها سوكجين لموعد، آه.. لو ترى وجهها حينها"
نظر لها تايهيونغ بعدم تصديق، كيف يمكنها تغيير مزاجها كتغيير قنوات التلفاز، رفع جيمين حاجبيه متسائلا "سوكجين؟؟" ابتسمت نورا و أوضحت "الفاتن صاحب اليدين الجميلتين"
هز جيمين رأسه "لا أستطيع التصديق، هل سوكجين هذا أحول أو أمر من هذا القبيل؟" ضحكت نورا "لا تقل هذا جيمين، و عليك أن تصدق. حدث الأمر تحت أنظاري، و تماما كما قالت سارا هو حقا فاتن" نظر لها جيمين "هل وقعت في حبه أنت الأخرى؟ هل هو ساحر لهذه الدرجة؟" ابتسمت نورا "هو وسيم و لطيف بالإضافة أن أخلاقه عالية كما بدا عليه"
بلع تايهيونغ ما بفمه و قال دون رفع رأسه "سيكون الأمر مضحكا لو قاتلتي صديقتك من أجل رجل واحد، الميلودراما المبتذلة المعتادة. صديقتان تقعان لنفس الشخص" نظرت له نورا من أسفل رموشها و قالت بصوت هادئ "لن أدخل في معركة مع أي كان من أجل رجل، أنا كسولة جدا لأفعل ذلك"
إستقام جيمين في جلسته و قال بصوت جاد "سوكجين هذا، كما وصفته. ألا يبدو مثاليا جدا، تعرفين... ذلك النوع الذي يسحبك نحو مصيدته عن طريق إستعمال سحر مظهره" وافقه تايهيونغ هو الآخر و قال "القاعدة الأولى للتعامل مع هذا النوع هي الهرب بعيدا"
نظرت نورا بينهما بابتسامة "تقولان هذا لأنكما من ذلك النوع" قبل أن تقول بجدية "سيكون علينا الإنتظار لنعرف ما الذي سيحدث، و إن كان كما قلتما سنتصرف معه بأسلوبنا" ضحك تايهيونغ "أسلوبكم؟ تقصدين كعصابة؟" ضربه جيمين على قدمه أسفل الطاولة الأمر الذي جعله يكتم صرخة ألمه بصعوبة.
عضت نورا على شفاهها و زيفت ابتسامة على وجهها "تماما، كعصابة. جيمين أخبرك بعض الأشياء فقط و لكننا اعتدنا على الإنتقام ممن يؤذوننا، قمنا بطعن أحدهم حتى" نظر لها كل من جيمين و تايهيونغ بصدمة قبل أن يصر جيمين على أسنانه "تواعدنا على عدم ذكر الأمر مجددا"
حدق تايهيونغ برعب لصديقه غير مصدق لما تسمعه أذناه، ابتسمت نورا لرد فعله "أرأيت نحن أسوأ مما تعتقد" و نظرت لجيمين بتعبير غير آسف على الإطلاق "أجل كان لا يجب ذكر الأمر، آسفة"
تنهد جيمين و نظر لصديقه "كان الأمر حادثا تايهيونغ" ضحكت نورا باستمتاع "لا، أنت الوحيد الذي تعتقد هذا. أنا عنيت أذيته فعلا" أنزل جيمين رأسه و شتم بصوت غير مسموع أما تايهيونغ حدق فيها كأنها تملك رأسان.
إعتقد تايهيونغ أن جيمين هو من إرتكب فعل الطعن لكن السكين كان في يدي نورا، هي تقنيا لديها ميل إجرامي و هو كان يلعب بالنار طوال الفترة الفائتة.
هو محظوظ كفاية كونه ما يزال حي للآن.
ضحكت نورا و نظرت لتايهيونغ "لا تقلق، لن أقوم بطعنك. ذلك الشخص تجاوز حدوده جدا" رفع جيمين عيناه نحوها و تمنى ضربها على رأسها بالطبق أمامه، تايهيونغ سيعتقد الآن أنهم مجموعة من القتلة.
تنهد جيمين و حدق في نورا بانزعاج بالغ "كان الوقت ليلا، و كعادتنا كنا في ملهى صغير.... سمعة ذلك المكان لم تكن الأفضل، حاول ذلك الرجل التغزل بها..." قاطعته نورا "التحرش بي جيمين" تنهد جيمين و أكمل حديثه "أجل التحرش بها، سحبها رغما عنها من ساحة الرقص. حاولنا فكها من بين قبضتبه لكنه كان أكبر سنا و حجما... و حصل كل شيء بسرعة، سحبت نورا السكين من حزامه و طعنته في جانبه... وجدنا أنفسنا نهرب نحو الخارج. سيطر الرعب علينا و كان جل تفكيرنا في كيف سنخرج من السجن إن مات... في النهاية هو لم يمت ولم يتصل بالشرطة حتى لأنه على لوائح المطلوبين"
تنهد جيمين قبل ان يقول "لم يكن الأمر متعمدا" إلتفت لصديقه "لذا توقف عن إزعاجها، لست مسؤول عما قد يحصل لك. أنا أحذرك الآن"
رمش تايهيونغ بعينه عدة مرات و بلع ريقه بصعوبة، هؤلاء الناس مختلفين عنه تماما.
ابتسمت نورا "لا تقلق، أنت بخير طالما لم تلمس أثدائي أو مؤخرتي" رد تايهيونغ بسرعة مع يديه تتحركان في الهواء "لا أفكر بفعل هذا"
ضحك جيمين من رد فعل صديقه و ربت على كتفه " إنه شخص ظريف نورا، لكنه كان بالمكان الخطأ في الوقت الخطأ" ابتسمت نورا بخفة و أومأت رأسها "أجل هو حقا كذلك"
انزعج تايهيونغ من ضحكهما عليه و حمل صينيته تاركا خلفه صديقه، وقف جيمين من على مكانه بسرعة و عانق نورا مودعا إياها قبل أن يلحق بتايهيونغ هو الآخر، صرخت نورا من خلفه "إهتم بنفسك جيدا"
عادت نورا لعملها بعد انتهاء الاستراحة لتجد أن نانسي تنتظرها، جلست نورا على كرسيها و قالت "ما الأمر هذه المرة نانسي؟" جلست نانسي القرفصاء و وضعت يداها على حافة المكتب "من هو ذلك الشخص الذي تناول معك الغذاء؟"
تنهدت نورا "ما الذي كنت أتوقعه منك حتى..." فتحت ملفا أمامها "جيمين" ردت نانسي "لم أسأل عن اسمه، من يكون؟" تأففت نورا "جيمين، صديقي من المدرسة" هزت نانسي رأسها بتفهم "الصديق المشترك إذا، ماذا يعمل؟"
نظرت لها نورا "لديه حبيبة و هو يحبها، لا هما على وشك الزواج. غادري فقط لا فرصة لديك" وقفت نانسي على قدميها و ردت بانزعاج "أجل، أنا أيضا لدي حبيب" و غادرت نحو مكتبها.
نظرت نورا لإنعكاسها على شاشة الحاسوب المنطفئ و هزت رأسها بابتسامة من كذبتها، جيمين ليس من النوع الذي يلتزم في العلاقات أبدا، منذ أن كانوا في الثانوية و الجميع يعرف أنه لعوب و لكن كل رفيقاته عرفن أن لا فرصة لديهن للاستمرار معه.
شعاره الدائم 'لا وعود'
stay safe, be kind and don't forget to love on yourselves everyday.